في مشهد غير تقليدي، وبينما لا تزال الحرب الروسية – الأوكرانية مستمرة، نشرت السفارة الروسية في كينيا مقطع فيديو لافتًا يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يوزّع “هدايا” على عدد من قادة العالم، في مادة مصوّرة أُنتجت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وحملت طابعًا ساخرًا ورسائل سياسية مبطّنة.
وظهر بوتين في الفيديو مرتديًا زي “سانتا كلوز”، وهو يرسل هدايا رمزية لعدد من الرؤساء والزعماء الذين تربطهم علاقات متفاوتة بموسكو، في مشهد بدا أقرب إلى استعراض سياسي غير مباشر للتحالفات الدولية.
وتلقى الرئيس الصيني شي جين بينغ هدية خاصة، في إشارة إلى متانة الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبكين، فيما أُهدي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مجسّمًا لطائرات “سوخوي” الروسية، في تلميح واضح إلى التعاون العسكري بين البلدين.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد كانت “هديته” صورة تجمعه ببوتين خلال قمة ألاسكا التي عقدت في أغسطس الماضي، في استحضار رمزي للعلاقة الشخصية التي طالما أثارت الجدل بين الطرفين.
وفي السياق ذاته، ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وهو يتلقى جهاز “ستيريو”، في إشارة ساخرة إلى شغفه المعروف بالموسيقى، بينما أُهدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كرة بلورية تحمل رمز مشروع “أكويو” النووي، الذي تنفذه روسيا في تركيا.
كما شملت “الهدايا” زعيم كوريا الشمالية، الذي تلقى سيفًا ورسالة شكر من موسكو، في دلالة على طبيعة العلاقة الخاصة بين البلدين.
رسالة قاسية إلى كييف
في المقابل، حمل الفيديو رسالة مختلفة تمامًا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ ظهرت “هديته” على شكل علبة صغيرة تحتوي على أصفاد، في إشارة سياسية واضحة تعكس موقف موسكو العدائي منه.
ويأتي هذا المشهد في سياق اتهامات روسية متكررة لزيلينسكي بعدم “الشرعية”، على خلفية انتهاء ولايته الرئاسية دون إجراء انتخابات جديدة بسبب الحرب، فضلًا عن تلميحات روسية مستمرة بوجود ملفات فساد داخل إدارته.
ورغم الطابع الساخر للفيديو، إلا أنه عكس بوضوح رسائل سياسية حادة، تؤكد أن موسكو لا تزال توظف أدوات غير تقليدية في معركتها الإعلامية والدبلوماسية، بالتوازي مع الصراع العسكري المستمر على الأرض.