الشأن السوري

كيف قرأت المعارضة اتفاق إدلب وقصف إسرائيل ؟

اعتبرت المعارضة السوريّة أنَّ الاتفاق المبرم بين الجانبين التركي والروسي في سوتشي حول محافظة إدلب، “يُنهي حلم الأسد بالسيطرة على كامل سوريا”. وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في بيان له مساء اليوم الثلاثاء: إنَّ الاتفاق يُمثّل “خطوة مُهمّة وضروريّة”، خاصّة فيما يتعلّق بضمان سلامة وأمن ملايين المدنيين من أبناء إدلب ومن سائر السوريين المهجّرين إليها، مع ضمان بقائهم في منازلهم، كما يُمهّد الطريق أيضًا نحو الحلّ السياسي ويكشف أنَّ خيار القتل والتهجير قد فشل بشكل حاسم.

وبدورها، رحبّت هيئة التفاوض السوريّة، في بيانها اليوم، بالاتفاق باعتباره سيُجّنب مدينة إدلب كارثة كبرى كان نظام الأسد والدول الداعمة له على أتم الاستعداد لارتكابها، في سبيل إعلان انتصار عسكري موهوم على جثث الأطفال والنساء تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”.

وفي هذا الصدد، يقول عضو الائتلاف الوطني “عبد الإله فهد” لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّه وبعد جهود كبيرة من الجميع لمنع أيّ عمليّة عسكريّة تُعرّض الملايين للقتل والتشريد جاء الاتفاق بين الرئيسين التركي والروسي، ليطوي “صفحة الهلع والخوف لدى المدنيين”، ورحبّت به وباركته الأمم المتحدة والكثير من دول العالم.

بينما يرى المعارض السياسي “سمير نشّار” أنَّ التوافق الروسي التركي غلّب المصالح المشتركة بين الدولتين على الخلاف حول إدلب، قائلًا في حديثه لوكالة “ستيب”: إنَّ تركيا تُحاول تأجيل استحقاقات الأسئلة حول مواعيد انسحابها من منطقة درع الفرات وغصن الزيتون بعد أن تم القضاء على (الإرهاب)، وهي ملتزمة بوحدة الأراضي السوريّة، فعودة إدلب إلى النظام لم تعد واردة من خلال الهجوم، وإنّما على مراحل، فالخطير بالأمر إذا تم تشكيل آلية لتسليم السلاح الثقيل والمتوسط من قبل الفصائل، والهدف المشترك تمثّل بفتح الطرق الدولية حلب – دمشق وحلب – اللاذقية ، وربطهما لاحقًا بالمعابر الحدوديّة التركيّة لتنشيط التجارة الدوليّة.

كذلك اعتبر “حسام الحايك” مدير المكتب السياسي للواء 51 في تصريحه لـ “ستيب” أنَّ الاتفاق “هو نجاح للدبلوماسية التركية في حلّ قضية إدلب، وفرض رؤيتها على روسيا وإيران ومن ورائهما النظام الذي كان لفترة قريبة يُريد اقتحام محافظة إدلب وتهجير أهلها.

وإزاء تزامن القصف الإسرائيلي على مواقع النظام في اللاذقية ليلة أمس مع إعلان الاتفاق حول إدلب، يوضح العقيد “أحمد عثمان” نائب رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة، أنَّ الاتفاق هو عبارة عن “ترجمة عمليّة لما تم التوصّل إليه في أستانة”، فأراد الغرب والأمريكان أن يثبتوا أنّهم حاضرين في المشهد السوري، وأنّهم جزء من الحلّ، وليسوا على الهامش وترجموا ذلك صاروخيًا.

ويُضيف في حديثه لوكالة “ستيب” أنَّ الروس استغلّوا حادثة إسقاط طائرتهم سياسيًا من خلال تقليص الدور الفرنسي واتهامهم إسرائيل بأنّها المسبّب لإسقاط الطائرة هو للتنصّل من التنسيق الذي يحدث بينهم، فالروس يعلمون تمامًا أنَّ الصواريخ الذكية لا يُمكن أن تُخطئ الهدف، وتخفّي الطائرات الإسرائيليّة خلف الطائرة الروسيّة هو عبارة عن “مهزلة”.

ومن جانبه، أكد العقيد الركن ”فاتح حسون” قائد “حركة تحرير وطن” لوكالة “ستيب الإخبارية” أنَّ جديّة التصريحات والتحرّكات السياسيّة، والتعزيزات العسكريّة التركيّة شكّلت عامل ردع لروسيا والنظام، ونقلت المعركة من ميدان تكون فيه روسيا خاسرة في ظلّ تصلّب الموقف التركي الداعم للجيش الحرّ، ومساندة دوليّة إلى طاولة المفاوضات وتحقيق رؤيتها بما يتناسب مع السوريين، خاصة أنَّ الرئيس أردوغان استبق القمة بتصريح “لا نعترف بالأسد ونتعامل مع الشعب السوري”. ولكن كانت أمريكا خارج المعادلة فأرادت إرسال رسالة عبر إسرائيل بأنّها موجودة، ولا بدّ لروسيا أن تشركها بالحلّ في سوريا، وإلّا ستتصرف بشكلٍ منفردٍ.

وفي ذات السياق، يقول القيادي في المعارضة “عمر خطاب” لـ “ستيب”: إنَّ قصف اللاذقية كان رسالة من أمريكا بالتحديد لروسيا ولتركيا، تذكرهما بأنّها سيّدة العالم وقرار السلم والحرب يجب أن يكون ممهورًا بختمها، وبأنّ هناك لاعبين دوليين لا يُمكن تجاهلهم. معتبرًا أنَّ اتفاق سوتشي هو مجرد ترحيل لـ “الأزمة السوريّة”ويوافق ذلك رأي “الحايك” و”نشار” حول القصف الإسرائيلي، ولا سيما سياسة إسرائيل المدعومة أمريكيًا في الاستمرار بالتصدّي لإيران ومنع تموضعها في سوريا.
1280px Syrian National Coalition Members 11 11 2012 Press photo

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى