الشأن السوري

تحقيقات “خاشقجي” مستمرّة والملك سلمان يُؤكد سلطته بالأمر

مع تنامي الأزمّة الدوليّة حول اختفاء الصحفي السعودي البارز “جمال خاشقجي” عند دخوله قنصليّة بلاده في مدينة إسطنبول التركيّة في الثاني من الشهر الجاري؛ قالت خمسة مصادر على صلة بالعائلة المالكة في السعودية، اليوم الجمعة: إنَّ تداعيات اختفائه كانت من الضخامة بحيث شعر الملك سلمان بن عبد العزيز بـ “ضرورة تدخله في الأمر”.

وأضافت المصادر لوكالة “رويترز”: أنَّ الملك سلمان لم يكن على دراية كافيّة بحقيقة الأزمة بسبب حرص مساعدي ولي العهد على حصر متابعة الملك للتطوّرات عبر وسائل الإعلام السعودية فقط، وبدأ الملك بتقييم الصلاحيات الممنوحة لنجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كما تدخل في معالجة الأزمة الناتجة عن اختفاء خاشقجي.

وقال أحد المصادر الخمسة: إنَّ ”محمد بن سلمان حتّى إذا كان يُريد حجب هذا الأمر عن الملك، فلا يستطيع ذلك لأنَّ خبر اختفاء خاشقجي على كلّ القنوات التلفزيونية العربية والسعودية التي يشاهدها الملك الذي بدأ يسأل مساعديه والأمير محمد عنه. واضطر الأمير محمد لإخباره وطلب منه التدخل عندما أصبحت قضية خاشقجي أزمة عالميّة“.

ومنذ ارتقاء الملك سلمان عرش المملكة في يناير 2015 منح نجله الشاب (33 عامًا) سلطات متزايدة في إدارة شؤون المملكة. غير أنَّ المصادر الخمسة قالت: إنَّ تدخل الملك سلمان يعكس انزعاجًا متزايدًا بين بعض أعضاء الديوان الملكي بشأن مدى أهلية الأمير محمد للحكم. وذكر مصدر سعودي رابع له صلات بالديوان الملكي: ”لابدَّ أن يكون لدى الملك رؤية شاملة لبقائه (في الحكم) وبقاء العائلة المالكة، ففي النهاية سينال ذلك منهم جميعًا“.

في حين، استجوبت النيابة العامة في مدينة إسطنبول، الجمعة، موظفين في القنصلية السعودية في إطار تحقيقاتها المتعلقة باختفاء خاشقجي. وذكرت مصادر قضائية للأناضول: أنَّ نيابة إسطنبول استمعت في القصر العدلي بمنطقة “تشاغلايان” لإفادات 15 موظفًا تركيًّا في القنصلية السعودية، بينهم سائق القنصل، وفريق فني، وآخرون في قسم المحاسبة والاستعلام.

ومن جهته، نفى وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، اليوم، إعطاء أنقرة أيّ تسجيل صوتي إلى وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” أو أيّ مسؤول أمريكي آخر بخصوص “خاشقجي”. مؤكدًا أنَّ السلطات التركيّة تجري تحقيقًا شفافًا حول قضية الصحفي السعودي، وستعلن النتائج للعالم كلّه، كما أنَّ مشاركتها أيَّ معلومة مع أيّ دولة أمر “غير وارد”.

ومساء أمس، اعتبر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أنَّ “خاشقجي” ميّت بالفعل، مشدّدًا على أنَّ تداعيات هذا الحادث ستكون “وخيمة”.
ويوم الثلاثاء اتهم السناتور الأمريكي “لينزي جراهام” الجمهوري المقرّب من ترامب، الأمير محمد بإصدار الأمر بقتل خاشقجي ووصفه بأنّه ”معول هدم يعرض العلاقات مع واشنطن للخطر”.

المصدر: (رويترز)

saudi consulate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى