منذ بداية العام الحالي بدأت السلطات التركية تشدد إجراءات الدخول الى أراضيها للقادمين من سوريا تلى ذلك اغلاق للمعابر الرسمية ثم اغلاق كلي للحدود وإقامة جدار فصل في بعض النقاط بين البلدين وغيرها من الإجراءات التي أغلقت اخر الأبواب بوجه السوريين الفارين من الحرب الدائرة بالبلاد , هذا التضييق سرعان ما استغله الفاسدين والمهربين ليبدؤا بابتزاز من يريد دخول تركيا وينهبون ما يملكه من مال مستغلين حاجته للخروج من سوريا
فبعد ان قامت الجندرما التركية منذ مدة بإغلاق طريق التهريب " التيل " في ريف حلب الشمالي أصبح معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية بالقرب من بلدة كلّس هو المنفذ الحدودي الرئيسي والوحيد لأهالي مدينة حلب , الا ان هذا المعبر لم يكن كما أراده سكان حلب حيث يعيش المعبر حالة فساد إداري كبير من الجانب السوري فالمعبر التجاري الذي يدر الأموال الطائلة لا تتوقف عليه الحركة ابدا , في حين تسيطر الوساطات والمحسوبيات على حركة دخول وخروج المدنيين والعسكريين من المعبر تحت اسم " معبر انساني " كما يدعي القائمين عليه
وهذا ما حصل مع الكثير من الأشخاص ممن حاولوا دخول الأراضي التركية ومنهم الإعلامي " زكريا عبد الكافي " الذي أصيب على جبهة صلاح الدين الأسبوع الفائت وعندما وصل إلى معبر
باب السلامة متوجها الى احد المشافي التركية لتلقي العلاج اصطدم مع إدارة المعبر التي لم تسمح له بالعبور فيما سارع اليه بعض المهربين وعلى مرأى من إدارة المعبر ليعرضوا عليه مساعدته بالدخول الى تركيا مقابل مبلغ 400 $ بدون أي متاعب ولكن " زكريا " رفض ذلك وعاد إلى مدينة حلب ليتابع علاجه فيها وهو يرى عشرات الأشخاص يدخلون ويخرجون بدون أي اعتراض فبعضهم من المحسوبين على إدارة المعبر والبعض الاخر قام بدفع الرشاوى الامر الذي بدى طبيعيا جدا للمسؤولين عن المعبر
كما أكد الناشط الإعلامي "براء الحلبي " بأنه دفع مبلغ 400$ من أجل العبور إلى الأراضي التركية عن طريق معبر باب السلامة وذلك من أجل السفر إلى فرنسا لاستلام جائزة الفجيرة الدولية التي فاز بها قبل مدة
كل ذلك دفع العديد من الناشطين لإطلاق المناشدات بأن المعبر هو للجميع وليس للمحسوبين على إدارة المعبر وبأنهم خرجوا بالثورة ضد الفساد الذي كانت تعيشه البلاد على أيام نظام الأسد ولن يسكتوا على فساد إدارة المعبر بوضعها الحالي , الجدير بالذكر ان الجبهة الشامية هي المسؤولة عن إدارة معبر باب السلامة الذي يشرف عليه شخص يدعى " أبو علي سجو " التابع لها