- هجرة الشباب من مناطق النظام السوري
وبحسب التقرير، فإن مشاهد المسافرين في مطار دمشق الدولي، والازدحام الخانق في مختلف دوائر الهجرة، بات مشهداً يومياً لدى أهالي وقاطني العاصمة وريفها. خاصةً وأن الأسباب التي تدفع قاطني دمشق وريفها للسفر خارج البلاد، لاسيما فئة الشباب منهم، أضحت كثيرة فهي تبدأ من الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع تكاليفها، وغياب فرص العمل، وصولاً لفقدان الخدمات الأساسية في البلاد، من كهرباء ومحروقات ومواصلات وغيرها. - أبرز وجهات السفر من أبرز الوجهات التي بات السوريين يقصدونها في الأيام الحالية، هي: 1- إربيل أبرز محطات الانتظار تعتبر إربيل الوجهة الأبرز للسوريين في الداخل، على اعتبارها محطة انتظار بديلة عن لبنان حالياً، حيث يسعى الشبان من خلال السفر إليها إلى العمل بالمهن اليدوية لحين توفر فرصة السفر منها إلى دول أخرى كالإمارات أو تركيا سعياً للوصول إلى أوروبا. كما أن طبيعة المعيشة المشابهة لسوريا، وتفضيلات الخدمات والرواتب والمصاريف العامة، وانخفاض تكاليف السفر إليها بالمقارنة مع تكاليف السفر إلى بلدان أخرى كالإمارات وتركيا وبعض الدول الأوروبية، جعلها الوجهة المفضلة للسفر لدى السوريين المقيمين بمناطق النظام. وتتراوح تكاليف الفيزا إلى إربيل بين 250 إلى 300 دولار أمريكي، وتصدر خلال مدة لا تتجاوز الـ 48 ساعة بصفة سائح، ويُضاف إليها ثمن تذكرة السفر البالغ نحو 225 دولاراً أمريكياً. فيما تبلغ تكاليف استصدار الإقامة السياحية لمدة عام واحد، إلى ما يقارب 500 دولار أمريكي، يستطيع المسافر الحصول عليها بعد وصوله إربيل. وهناك بعض مكاتب السفريات في سوريا ولبنان، تقدم عروضاً للسفر إلى إربيل، يشمل استصدار الفيزا وحجز تذكرة الطيران واستصدار الإقامة السياحية، بتكلفة 750 دولار أمريكي فقط. 2- الإمارات تعتبر الإمارات العربية من أفضل الخيارات للسفر، إلا أنها أكثرها ارتفاعاً للتكاليف، وتعتبر آلية استخراج الفيزا إليها من أكثر البلدان التي تستقبل السوريين تعقيداً، وأكثرها ارتفاعاً للتكاليف، حيث يعتمد الراغبون بالسفر إليها على عدة عوامل للحصول على الفيزا، وعلى رأسها دعوة الصديق أو القريب، وعقد العمل مع إحدى الشركات. هذا وتُعد فئة حاملي الشهادات الجامعية والشهادات الدراسية العليا، أكثر قاصدي الإمارات في وجهتهم، كون فرص العمل للسوريين قليلة في الإمارات. ويحصل السوريون على فيزا عمل حرة لمدة عامين، يمكن استصدارها من المكاتب السياحية أو عبر مواطنين إماراتيين، بتكلفة تصل إلى 6 آلاف دولار أمريكي، أو يحصل على فيزا زيارة مدتها 3 أشهر بناء على الدعوة من قريب أو صديق، بتكلفة تتجاوز مبلغ 2500 دولار أمريكي، ويمكنه فيما بعد تحويلها إلى إقامة بموجب عقد عمل مع شركة أو وجود كفيل إماراتي. أما الفيزا المخصصة للسيدات والرجال الذين تجاوزت أعمارهم 40 عاماً، فيمكنهم الحصول على فيزا إلى دولة الإمارات بصفة “سائح”، بتكلفة تتراوح بين 3 إلى 4 آلاف دولار أمريكي، وفي معظم الأحيان لا يتمكن الشخص من تحويلها إلى إقامة عمل دون وجود كفيل إماراتي. 3- السودان محطة العبور يتخذ السوريين من السودان محطة للعبور، خاصةً وأن تكاليف المعيشة فيها تعتبر منخفضة نوعاً ما، إلا أن السوريين يتخذونها مركز للإقامة المؤقتة ريثما تُتاح لهم الفرصة بالعبور نحو الأراضي المصرية. ومن أبرز المشكلات التي يواجهها السوريين في السودان هي صعوبات الحصول على فرص العمل، إلى جانب انخفاض الرواتب الشهرية فيها، حيث يعتمد معظمهم على العمل في مجال بيع وشراء الأثاث المنزلي المستورد، وآخرون يعملون على تصدير بعض البضائع من سوريا لبيعها في السودان خلال إقامتهم المؤقتة. وكانت السلطات السودانية سابقاً، تستقبل السوريين في مطارها دون إلزامهم باستصدار فيزا، إلا أنها فرضت العام الفائت، رسوماً للحصول على موافقة الدخول، تبلغ قيمتها 90 دولار أمريكي، وتصدر خلال أيام قليلة. 4- مصر من أبرز الوجهات التي يقصدها السوريين، وذلك بسبب توفر فرص العمل فيها، لاسيما لعمال المطاعم وورشات الخياطة والمعامل الصناعية، فضلاً عن لتسهيلات العمل للسوريين في مصر.