أدّت الحرب الدائرة بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيغراي منذ عام إلى إغراق إثيوبيا في أزمةٍ سياسيةٍ وإنسانيةٍ خطيرة، تهددها بالانهيار والتفكك إلى أقاليم بعد أن غرقت في جحيم الصراعات العرقية.
هذا وتفيد التقارير باحتدام المعارك في العديد من جبهات القتال في إثيوبيا مع تضارب الأنباء بشأن مكاسب كل فريق، وسط تقدمٍ لافت لجبهة تيغراي نحو العاصمة أديس أبابا المهددة بالسقوط.
في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تحدياً كبيراً، أعلنت 9 حركات مسلحة عزمها على إسقاط الحكومة والإطاحة بأحمد وبدء فترة انتقالية.
زيادة حِدة الصراع في إثيوبيا، تثير تساؤلات عدّة حول قدرة آبي أحمد على الحكم وبقاء البلاد على شكلها الحالي أو تفككها بالإضافة إلى تساؤلات حول مدى استفادة مصر والسودان من هذه المعارك المحتدمة وكيف ستؤثر على مفاوضات سد النهضة المتأزمة. للوقوف على كلّ هذه الأسئلة حاورت وكالة "ستيب الإخبارية" كل من المحلل السياسي الإثيوبي أنور إبراهيم والباحث المتخصص في الشأن الأفريقي أحمد عسكر.
[caption id="attachment_414127" align="alignnone" width="2405"]

إثيوبيا أمام خطر التفكك.. هل تطيح جبهة تيغراي بحكومة آبي أحمد وما مصير سد النهضة!؟[/caption]
الصراع داخل إثيوبيا
يقول المحلل السياسي الإثيوبي أنور إبراهيم، تعليقاً على الأنباء التي تفيد بتوجه البلاد نحو حرب أهلية: "هي صراعات داخلية سياسية وليست حرباً أهلية، بها بعض التحركات التي توحي أن هنالك خلاف أيديولوجي في الحزب والحكومة وبعض مكونات الأحزاب السياسية داخل القوميات الإثيوبية".
ويضيف: "أسباب الصراع سياسية وخلافات في مبادئ الحزب الحاكم منذ العام 2018 وتطورت لحرب أضرّت بالبلاد".
ويتابع: "ونتوقع أن تتوصل الجهات لحلول بخصوص الصراع، وهنالك تحرك دولي لإجبار الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات".
ويرى المحلل الإثيوبي أن الحل هو "الجلوس والتشاور والمناقشات حول مجمل الصراع والتوصل لمناقشة الخلافات على طاولة المفاوضات من أجل إخراج الملف لبر الأمان، ومن أجل مصلحة الشعوب في المنطقة ككل".
هل تتجه إثيوبيا نحو الانقسام!؟
حققت جبهة تيغراي مع أورومو، تقدماً ملحوظاً خلال الأيّام القليلة الماضية وسيطرت على مناطق استراتيجية. هل الوضع يرجح حصول انقسام إقليم تيغراي عن إثيوبيا ومطالبة أقاليم أخرى بالانفصال!؟
ردّاً على هذا السؤال، يؤكد إبراهيم أن "الانقسام موضوع بعيد جداً والصراع السياسي في إثيوبيا ليس بجديد، حيث حدثت مثل هذه الصراعات في أوقات محددة وفي أوقات مختلفة في عهد كل حكومة سبقت الحالية".
وفيما يخصّ بمحاولة التحالف الجديد الذي شُكل مؤخراً من تسعة فصائل مناهضة الإطاحة بحكومة آبي أحمد، قال المحلل السياسي: "يعتبر تحدياً وربما قد يكون هنالك حراك سياسي أو تصالح من أجل معالجة كل المشكلات".
ويتابع: "التحالف يُعتبر الأكبر من نوعه منذ العام 1985، وربما قد يكون له صدى وتأثير في الحراك السياسي".
تأثير سقوط حكومة آبي أحمد على مشروع سد النهضة
المحلل الإثيوبي، يقول: "أنا أستبعد موضوع التدخلات في ملف الصراع الإثيوبي الحالي، لأنه خلافٌ متجذر وطويل يعتبر قبل ظهور ملف سد النهضة حتى، وموضوع السد هو مشروع قومي وليس حكومي حتى يتأثر بأي تحركات سياسية.
مهما تغيرت الحكومة لن يتغير اتجاه الشعب الإثيوبي تجاه المشروع، وقد تعاقبت عليه ثلاث حكومات حتى الآن: حكومة ملس وهيلي ماريام وآبي أحمد".
واستبعد المحلل السياسي الإثيوبي وجود تدخلات خارجية في الصراع الدائر بالبلاد، وقال: "قد تواجه البلاد العديد من التحديات السياسية والاقتصادية وربما قد تصل لعقوبات حظر لبعض التحركات، ولكن لا بدّ من حلول مفضية لهذه الأزمة".
المشهد ينذر بتفكك الدولة الإثيوبية
من جانبه، يقول الباحث المتخصص بالشأن الأفريقي أحمد عسكر، إنَّ المشهد في الداخل الإثيوبي يطغى عليه المزيد من التعّقد في ضوء احتدام الصراع في إقليم تيغراي شمال البلاد وغياب التوافق بين الأطراف السياسية في البلاد، مما أدّى إلى اشتعال الصراع خلال الفترة الأخيرة.
ويضيف: "هذا الصراع من المحتمل أن يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تنذر بفكرة تفكك
stepvideograph.net/2020/10/03/%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7-%d8%a5%d8%ab%d9%8a%d9%88%d8%a8%d9%8a/">الدولة الإثيوبية في المستقبل وما يصاحبه من تداعيات سلبية على منطقة القرن الأفريقي بشكلٍّ عام".
إثيوبيا أمام خطر التفكك.. هل تطيح جبهة تيغراي بحكومة آبي أحمد وما مصير سد النهضة!؟[/caption]