في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، لليوم السادس والسبعين على التوالي، تقاوم الفصائل الفلسطينية بشجاعة وإبداع، رغم التفوق العسكري البالغ للجيش الإسرائيلي. وكشف خبير عسكري لوكالة ستيب نيوز عن تكتيكات "مبهرة" اتبعتها الفصائل الفلسطينية استطاعت من خلالها الاستفادة وتوظيف الظروف المحيطة.
[caption id="attachment_561157" align="alignnone" width="1080"]

معركة الحسم بغزة[/caption]
الأنفاق: سلاح الفصائل الفلسطينية السري
أحد أهم الأسلحة التي تميز الفصائل الفلسطينية هو الأنفاق، التي تم بناؤها بصورة سرية ومعقدة، وتمتد لمئات الكيلومترات تحت الأرض.
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أحمد حمادة، في حديث لوكالة ستيب نيوز: "تستخدم هذه الأنفاق لنقل الأسلحة والمقاتلين والأسرى والمواد الغذائية والطبية، وكذلك للهجوم على الجيش الإسرائيلي والمستوطنات القريبة من الحدود".
ويضيف: "فشل الجيش الإسرائيلي في اكتشاف وتدمير هذه الأنفاق، رغم استخدامه للتكنولوجيا المتطورة والطائرات بدون طيار والمتفجرات القوية. وقد أثبتت الأنفاق فعاليتها في إحباط الهجوم البري الإسرائيلي، وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد".
ومؤخراً عرض الجيش الإسرائيلي مشاهد لما قال إنه أكبر أنفاق حماس بغزة وتحدث عن شبكة معقدة ومدينة تحت الأرض، إلا أن كتائب القسام نشرت رداً قللت من الأمر وما وصلت إليه إسرائيل في إشارة إلى وجود ما هو أكبر وأضخم من ذلك النفق.
وحول خطة إغراق الأنفاق في غزة بمياه البحر يرى الخبير أنها حتى الآن مجرد "أمنيات"، ويقول: "حيث أن إسرائيل لا تعرف شيء عن هذه الأنفاق، فهي غير متناظرة، يمكن أن يضعوا المضخات بفتحة نفق وتكون نهايتها قرب البحر وبالتالي لم يحصل شيء، وحتى خطط الغازات السامة أو إغلاق فتحات الأنفاق بأسلحة محددة، أعتقد أن الفصائل الفلسطينية أخذت بعين الاعتبار ذلك خلال بناء هذه الشبكة الكبيرة والمعقدة والتي ليس لها مثيل في العالم".
ويشير بذات الوقت إلى أن أمريكا وبريطانيا وهما دول عظمى أرسلوا طائرات التجسس منها (MQ1) وَ( shadow )، ولم تستطيعا الوصول إلى أي تصوّر عن خرائط الأنفاق التي تصل شبكتها لأكثر من 500 كيلومتر.
وتؤمن الأنفاق حماية لمنظومة القيادة العسكرية، وأعطت حرية حركة للمقاتلين مثل ما جرى في جباليا وفي بيت لاهيا وفي الزيتون والشجاعية، بحسب الخبير.
ويتابع الخبير: "في كل هذه المناطق التي كان من المفروض أن تكون أصبحت مؤمنة جيداً، إلا أن الصواريخ لا تزال تخرج منها وقربها وتضرب تل أبيب وعسقلان وغلاف غزة، إضافة إلى أنها تعتبر مستودعات أسلحة محمية، فرغم ضرب أكثر من 50 طناً من المتفجرات على غزة، لا تزال الفصائل تحافظ على قوتها وقدرتها للتصدي للهجمات بعد أكثر من 70 يوم من القتال".
الأرض تقاتل مع أصحابها
يوضح الخبير العسكري أن العامل المميز للفصائل الفلسطينية هو أنهم يقاتلون على أرضهم ولقضيتهم، ويعرفون تفاصيلها وخباياها.
ويقول: "هذا يجعل المقاتل الفلسطيني أقوى بعشر مرات من المقاتل الإسرائيلي، الذي يدخل مكاناً لا يعرفه ولا يحبه. وهنا يوصف الأمر بأن "الأرض تقاتل مع أصحابها".
ويشرح: "تستخدم الفصائل الفلسطينية تكتيكات متنوعة ومبتكرة، مثل استدراج العدو لمواقع القتل وضرب الدبابات والآليات المتقدمة باستخدام الأسلحة النوعية المتوفرة لديها والتي جهزتها مسبقاً، إضافة إلى ضرب مؤخرة العدو وتعطيل خطوط الإمداد والاتصال".
ويؤكد أن الفصائل الفلسطينية أظهرت قدرة عالية على التنسيق والتعاون بينها، والتكيف مع المواقف المتغيرة.
"العدوان" الإسرائيلي يزيد من معاناة المدنيين
وفي مقابل هذا المقاومة، تستخدم إسرائيل سياسة
stepvideograph.net/?p=89419">الأرض المحروقة، وتقصف المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات والمساجد والمزارع والمصانع والبنية التحتية، ما أدى إلى تهجير أكثر من 90% من سكان القطاع من بيوتهم، وسقوط آلاف القتلى والجرحى والمعوقين، وتدمير مئات الآلاف من المنازل والممتلكات.
خبير عسكري يكشف تكتيكات الفصائل الفلسطينية بمعركة الجنوب "الحاسمة" وكيف تستعد لخطة إغراق الأنفاق[/caption]