- ترامب يتحدث عن سر
ليلة الثلاثاء الماضي، في جورجيا، وتحديداً في أتلانتا، أدار ترامب، ظهره للحشد وحدق في الشاشة، ورنّت موسيقى كئيبة، وفي الدقيقة والنصف التالية، وقف الرئيس السابق وجمهوره يشاهدون في صمت مقاطع من تقارير إخبارية عن مهاجرين غير شرعيين يرتكبون جرائم مروعة. وعندما انتهى المونتاج، قال ترامب بصوت عالٍ ما كان يخبر به مستشاريه على انفراد لأسابيع، مؤكداً على أن الهجرة هي القضية "رقم 1" في انتخابات 2024. وبعد عرض الفيديو المذكور، قال ترامب عن قضية الهجرة: "الولايات المتحدة الآن دولة محتلة، ولكن الخامس من نوفمبر 2024 سيكون يوم التحرير في أمريكا". وفي الأسابيع الأخيرة من الحملة التي يخوضها الرئيس السابق منذ عامه الأول خارج منصبه، يسير ترامب مع غريزته، ويعزز الخطاب الذي يعتقد أنه فاز به في انتخابات عام 2016، ويستخدم الهجرة والحدود لتشكيل جوهر رسالته الختامية للناخبين، لكن هذه الغرائز تتعارض مع البيانات، ومع بعض مستشاريه، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية. وقالت الصحيفة: إن تـرامب أخبر مساعديه أنه تغلب على هيلاري كلينتون في عام 2016 بقضايا الحدود، ولكن في عام 2020 تم إصلاح الحدود، حيث تراجعت المعابر غير القانونية إلى مستوى منخفض بشكل كبير جزئيا بسبب جائحة فيروس كورونا، ولذلك لم يتمكن ترامب من استخدامها كقضية ضد جو بايدن. ويعتقد ترامـب أن الهجرة، أكثر من أي وقت مضى، رسالة سياسية، بعد المستويات القياسية لعبور الحدود في ظل إدارة جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كمالا هاريس. ولكن لا الاستطلاعات العامة ولا الخاصة تدعم نظرية ترامب للسباق، وغالبا ما يصنف الناخبون الاقتصاد وارتفاع تكلفة المعيشة باعتبارهما الأكثر أهمية. وأمضى ترامـب، قدراً كبيراً من الوقت والطاقة في الأيام الأخيرة في فعاليات ذات طابع اقتصادي، حيث طرح مقترحات لجعل فوائد قروض السيارات قابلة للخصم الضريبي بالكامل، وتقديم إعفاءات ضريبية للشركات وغيرها من الفوائد إذا نقلت الشركات تصنيعها إلى الولايات المتحدة. إلا أن ترامب، يستمد طاقته من مسيراته، وردود الفعل التي يتلقاها بشأن الهجرة، الأمر الذي يعزز قناعاته بأن القضية أفضل له من الاقتصاد. وعندما يشن هجوماً عنيفاً على سياسات الهجرة، يصبح ترامـب حيوياً، ويتلقى استجابة مماثلة في الحيوية من الجمهور والصحافة، مقارنة بالاستجابة التي يحصل عليها عندما يتحدث عن أسعار البقالة أو الضرائب أو التعريفات الجمركية.
اقرأ أيضا: )) نيويورك تايمز تكشف عن تحرك سري للجيش الأمريكي لصالح إسرائيل