
تأثيرات الحرب اللبنانية: أزمة الدولار في سوريا وصعوبة التحويلات المالية
بدأت التداعيات الاقتصادية للحرب في لبنان تنعكس بشكل تدريجي على السوق السورية، مع تأثر قطاعات عديدة نتيجة انقطاع شبه كامل لتدفق العملة الصعبة. وبينما لا تزال عمليات التهريب مستمرة وإن كانت محدودة وبتكلفة عالية، أصبحت عملية تأمين القطع الأجنبي، وخاصة الدولار، وتحويل الأموال عبر السوق السوداء شديدة الصعوبة. تسبب هذا الوضع في عرقلة حصول عدد كبير من السوريين العاملين عبر الإنترنت على تحويلاتهم الشهرية، والتي كانت تصلهم بانتظام عبر وسطاء موثوقين في دمشق وغيرها من المحافظات. ومع استمرار الأزمة، يشكو بعض هؤلاء من تأخر الحوالات، مؤكدين أن الوسطاء يعانون من صعوبة كبيرة في تأمين الدولارات بسبب تعطل مصادر الإمداد التقليدية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.توقف المصدر الرئيسي للدولار: أزمة في توفير العملة الصعبة
أصبح لبنان، الذي لطالما كان المصدر الرئيسيفي سعر الدولار في سوريا ، شبه معزول اقتصاديًا عن دمشق بسبب الأوضاع المتوترة والصراع المستمر. وسطاء تحويل الأموال في دمشق، الذين اعتمدوا على تدفق الدولار من لبنان لتلبية احتياجات السوق السورية، يواجهون الآن تحديات غير مسبوقة. فقد أدت الحرب وصعوبة تنقل التجار والأفراد بين دمشق وبيروت إلى تقليص كمية الدولارات التي كانت تصل بانتظام، مما جعل توفر الدولار في يد الوسطاء مهمة شبه مستحيلة. يؤكد هؤلاء الوسطاء أن الاضطرابات في لبنان ألقت بظلالها على نشاطاتهم المالية، حيث أصبح الوصول إلى الدولار في ظل تلك الظروف المعقدة مسألة تحتاج إلى جهد كبير ومخاطر متعددة. ومع تزايد الطلب على الدولار في سوريا نتيجة للأوضاع الاقتصادية، يجد الوسطاء أنفسهم أمام معضلة تلبية حاجات عملائهم وسط انقطاع أحد أهم الشرايين التي كانت تغذي السوق بالدولار.
التفاوت في سعر الدولار في سوريا: الفجوة المتسعة بين السعر الرسمي والسوق السوداء
تشهد الأسواق السورية حاليًا اختلافًا ملحوظًا في سعر الدولار في سوريا بين السعر الرسمي والسعر في السوق السوداء، مما خلق أزمة اقتصادية كبيرة وأربك التجار والعاملين في مجالات متعددة. على الرغم من تثبيت السعر الرسمي للدولار عند 14,750 ليرة وفق نشرات تصدرها بعض التطبيقات، والتي يُعتقد أنها تحت إشراف النظام السوري، إلا أن هذا السعر لم يعد يواكب الواقع الاقتصادي للسوق.تراجع التعامل بالدولار في أسواق دمشق: أسباب وتداعيات
تشهد أسواق دمشق، خاصة سوق الحريقة، انخفاضًا كبيرًا في حجم التعاملات بالدولار، حيث أفاد تجار لموقع تلفزيون سوريا بأن عدد الزبائن الذين يأتون يوميًا لصرف الدولار تراجع بأكثر من 70%. حتى أن تعاملات التجار أنفسهم بالدولار فيما بينهم شهدت انخفاضًا ملحوظًا، مما يعكس تحولًا لافتًا في نمط التداولات المالية. ويعزو التجار هذا التراجع إلى سببين رئيسيين. أولًا، ازداد خوف الناس من التدهور الاقتصادي والضغوط الأمنية المرتبطة بالأوضاع الراهنة، مما دفع العديد من المواطنين من مختلف الشرائح إلى الاحتفاظ بالعملة الأجنبية كنوع من الأمان المالي، خشيةً من أي تدهور اقتصادي محتمل. أما السبب الثاني، فيعود إلى صعوبة نقل الدولار من لبنان إلى سوريا بشكل منتظم، نتيجة الأحداث الجارية في لبنان والتي أثرت على تدفق العملة الصعبة.