ـ هل يتضاءل نفوذ الدولار؟
ويشكل الـدولار الأمريكي حاليا 58% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، وفقاً لصندوق النقد الدولي، انخفاضاً من 67% في عام 2000. ولكن الـدولار الأمريكي يشكل 74% من فواتير التصدير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تعد الأكثر نشاطاً من حيث التجارة الدولية، بحسب صندوق النقد الدولي. ولقد حافظ الـدولار على مكانته الفريدة على الصعيد العالمي منذ اتفاقيات بريتون وودز عام 1944، وهي الاتفاقية الدولية التي أسست صندوق النقد الدولي والتي فرضت على الموقعين عليها ربط عملاتهم بالعملة الأمريكية. ولقد تطور النظام منذ ذلك الوقت وتوقفت عدة دول عن ربط عملاتها بالـدولار ، ولكن دون المساس بمكانته كعملة احتياطية عالمية. ويعكس الدور الضخم الذي تلعبه الولايات المتحدة في السياسة النقدية أيضاً مكانة البلاد باعتبارها المستهلك الأكبر للسلع والخدمات في العالم ومصدر أكثر من 8 تريليون دولار من الديون الحكومية التي يحتفظ بها المستثمرون الأجانب. ولم تتأثر هيمنة العملة الأمريكية بالحجم الهائل لديونها، ولا باهتزاز نظامها المالي خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008. وفي هذا الخصوص، قال إسوار براساد، أستاذ سياسة التجارة الدولية بجامعة كورنيل في ولاية نيويورك: "يظل الدولار الأمريكي مهيمناً كما كان دائماً كعملة تمويل عالمية، وعملة دفع للمعاملات الدولية، وعملة احتياطية". ومن جانبه، قال بين ستيل، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية ومقره الولايات المتحدة: "بدون الدولار كعملة دولية مهيمنة، فإن نظام التجارة المتعدد الأطراف سوف يتوقف عن الوجود فعليا ــ مما يجعل الاقتصاد العالمي أقل كفاءة إلى حد كبير". ـ هل الدولار مهدد؟ وتأتي تعليقات ترامب في أعقاب قمة مجموعة البريكس في أكتوبر/تشرين الأول في قازان في روسيا، حيث ناقش الأعضاء تعزيز المعاملات غير الدولارية وتعزيز العملات المحلية. وإلى ذلك، قال آدم باتون، كبير محللي العملات في شركة فوركس لايف: "قد تكون مجموعة البريكس اليوم في نفس المكان الذي كانت فيه أوروبا في سبعينيات القرن الماضي، وهذا أمر متفائل من حيث التكامل". وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا في المعاملات التي تنطوي على العملات المحلية، وخاصة بين الصين وروسيا، في ضوء العقوبات الدولية المفروضة على موسكو في أعقاب هجومها على أوكرانيا في عام 2022. ولكن لم تكن هناك أي جهود رسمية لتوظيف عملة واحدة في جميع أنحاء المجموعة، أو لتشكيل اتحاد نقدي رسمي. وقال باتون "لا أعلم ما إذا كانت هناك أي من هذه الدول التي قد تتخلى عن سيادتها النقدية، لذا فإن هذه فكرة هامشية تماماً، ولست متأكدا حتى من السبب الذي دفع ترامب إلى إقرارها". ورغم أن الصين والهند هما الدولتان الأكثر اكتظاظاً بالسكان على مستوى العالم، فإن عملتيهما لا تستخدمان على نطاق واسع خارج حدودهما. ولم يذكر هجوم ترامب اليورو، الذي يلعب دوراً رئيسياً في تسهيل التجارة داخل منطقة اليورو ولكن لم يكن من المتصور أن يكون له تطلعات عالمية.
اقرأ أيضا: )) استثمار تاريخي: BlackRock تضخ 230 مليون دولار في الإيثريوم “Ethereum”