ـ تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في تقرير لها من أن الذكاء الاصطناعي في حين أنه يحول الاقتصادات ويخلق فرصا هائلة، إلا أن التكنولوجيا تخاطر أيضاً بتعميق التفاوتات القائمة. وعلى وجه الخصوص، حذر التقرير من أن "الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف في جميع أنحاء العالم، مما يوفر مكاسب في الإنتاجية ولكنه يثير أيضًا المخاوف بشأن الأتمتة وتسريح الوظائف". ورغم أن الموجات السابقة من التكنولوجيا أثرت بشكل رئيسي على الوظائف اليدوية، فقد سلطت الأونكتاد الضوء على أن القطاعات كثيفة المعرفة ستكون الأكثر عرضة لخطر الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني أن الاقتصادات المتقدمة ستكون بالتأكيد الأكثر تضررا، على حد قول الشركة، التي أضافت أن هذه الاقتصادات في وضع أفضل للاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي مقارنة بالاقتصادات النامية. وقالت الأونكتاد: إن "فوائد الأتمتة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي غالبا ما تفضل رأس المال على العمالة، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع فجوة التفاوت وتقليل الميزة التنافسية للعمالة منخفضة التكلفة في الاقتصادات النامية". وفي بيان لها، أكدت رئيسة الوكالة ريبيكا جرينسبان على أهمية ضمان أن يكون الناس في مركز تطوير الذكاء الاصطناعي، وحثت على تعاون دولي أقوى "لتحويل التركيز من التكنولوجيا إلى الناس، وتمكين البلدان من المشاركة في إنشاء إطار عالمي للذكاء الاصطناعي". وحذرت في التقرير من أن "التاريخ أظهر أنه في حين أن التقدم التكنولوجي يحرك النمو الاقتصادي، فإنه لا يضمن بمفرده توزيع الدخل العادل أو تعزيز التنمية البشرية الشاملة". وفي عام 2023، مثلت ما يسمى بالتقنيات الرائدة مثل الإنترنت، والبلوك تشين، و5G، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي، سوقا بقيمة 2.5 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم 6 أضعاف في العقد المقبل إلى 16.4 تريليون دولار، وفقًا للتقرير. وبحلول عام 2033، من المتوقع أن تصبح الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الرائدة في هذا القطاع، مع قيمة متوقعة تبلغ 4.8 تريليون دولار، بحسب التقرير.