ـ تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية على اقتصاد العالم
تُعد منطقة الشرق الأوسط شرياناً حيوياً لإمدادات النفط والغاز العالمية، وإيران تعتبر لاعبا رئيسيا في سوق الطاقة، وأي تصعيد عسكري يؤثر مباشرة على تدفقات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من صادرات النفط العالمية، ومضيق باب المندب. وقد شهدت الأسواق بالفعل قفزات مفاجئة في أسعار النفط الخام، حيث تجاوز سعر برميل برنت 74 دولاراً، وبعض التوقعات تشير إلى إمكانية وصوله إلى 100 دولار أو أكثر في حال تفاقم الصراع. وهذا الارتفاع لا يؤثر فقط على الدول المستوردة للنفط، بل يزيد من تكاليف الإنتاج والشحن عالمياً، مما يغذي معدلات التضخم التي تحاول البنوك المركزية السيطرة عليها. وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي السوري، رامي شراق، في حديث خاص لوكالة "ستيب نيوز": لمسنا أثر تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الأسواق العالمية من خلال أسعار النفط، إذ شهدت قفزة حادة، فقد ارتفعت بمعدلات تتراوح بين 7٪ حتى 14٪ وهو أكبر ارتفاع منذ بداية العام، مما يضيف ضغوطا تضخمية على الاقتصادات العالمية. وأضاف: ارتفاع أسعار الوقود يعني زيادة في تكلفة النقل والإنتاج، مما يسهم في رفع معدلات التضخم عالمياً، هذا بالإضافة إلى التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرموز والذي يمر عبره ما بين 20-30٪ من إمدادات النفط والغاز البحرية، الأمر الذي انعكس سلباً على ارتفاع أقساط التأمين على الناقلات البحرية بمستويات قياسية، مما يرفع تكاليف النقل البحري ويشجع على استخدام طرق بديلة برية أو عبر السكك الحديدية". ولم يغفل شراق، في حديثه أيضاً عن الخسائر الاقتصادية المترتبة على إغلاق المجالات الجوية، فقد أغلقت إيران، العراق، الأردن، سوريا، لبنان، وإسرائيل مجالهم الجوي جزئيا أو كليًا منذ 13 يونيو، مما أجبر شركات الطيران الكبرى (مثل الإمارات، قطر، لوفتهانزا، دلتا، الخطوط التركية، وغيرها) على تعطيل أو إعادة توجيه آلاف الرحلات، وبالتالي ترتب عليه خسائر مادية كبيرة. كما أوضح شراق، تأثير الحرب الدائرة على قطاع السياحة، ففي إسرائيل، ارتفع نسبة الإلغاء الفندقي بأكثر من 70٪ خلال 48 ساعة، وألغيت المؤتمرات والفعاليات مما أثر على قطاع السياحة بشكل مباشر، أما دول الجوار (تركيا، مصر، لبنان) شهدت تدنيا في الحجوزات الصيفية، بسبب التوجّس من الأوضاع الأمنية.[caption id="attachment_644432" align="alignnone" width="2405"]
