ـ الألمان غاضبون
شنّ موظفو تيك توك في ألمانيا معركةً يائسةً ضد قرار الشركة بتسريح جميع موظفي فريق السلامة والثقة في مكتبها ببرلين، والبالغ عددهم 150 موظفا. وتبدأ القصة عندما قررت تيك توك اتخاذ ما بدا وكأنه خطوة تجارية منطقية: استبدال الموظفين الذين يراجعون المحتوى يدويا بخوارزميات ذكية، ولكن هنا الواقع أكثر تعقيدا بكثير فعندما تُخطئ الآلات تصبح النتائج مُقلقة. وفقا للتقرير المنشور في صحيفة الغارديان البريطانية، يواجه العمال الألمان واقعا قاسيا، فهم يُراجعون ما يصل إلى ألف فيديو يوميا، بحثا عن محتوى مُضرّ كالعنف والإباحية وخطاب الكراهية، مؤكدةً أنه عمل مُرهق نفسيا يتطلب تدريبا مهنيا ودعما نفسيا. ولكن المشكلة الحقيقية تتكشف عند النظر إلى أداء الذكاء الاصطناعي بحسب ما قالته نقابة "فيردي". وفي هذا الصدد، يوضح متحدث باسم النقابة: "الذكاء الاصطناعي غير قادر فعليا على تحديد الصور أو مقاطع الفيديو المُثيرة للمشاكل، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمحتوى المُعقد". ـ التكلفة الحقيقية للتكنولوجيا يتولى فريق العمل في برلين مسؤولية 32 مليون مستخدم في السوق الناطقة بالألمانية، وسيؤدي استبداله إلى خفض ما يقرب من 40% من القوى العاملة في المكتب. وهذا جزء من اتجاه عالمي مثير للقلق، ففي سبتمبر، تم تسريح 300 موظف في هولندا، وفي أكتوبر، أُعلن عن استبدال 500 موظف في ماليزيا، وحدثت عمليات تسريح واسعة النطاق في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا. والمفارقة هي أنه في حين أن تيك توك يعد باستثمار إضافي بقيمة ملياري دولار في "السلامة والثقة"، إلا أنه في الواقع يُقلص عدد الموظفين الذين من المفترض أن يقوموا بهذه المهمة تحديدا. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع التزامات الرئيس التنفيذي أمام الكونغرس الأمريكي بتوظيف أكثر من 40 ألف شخص في الميدان. ـ النضال من أجل المستقبل لا يكافح اتحاد "فيردي" من أجل تعويض عادل وفترة إشعار مدتها عام واحد فحسب، بل أيضا من أجل مبدأ أساسي: هل يمكن لشركات التكنولوجيا استبدال الحكم البشري بالآلات عندما يتعلق الأمر بالمحتوى الحساس؟[caption id="attachment_650131" align="alignnone" width="2405"]
