بيتكوين: 110,213.98 الدولار/ليرة تركية: 41.26 الدولار/ليرة سورية: 12,944.42 الدولار/دينار جزائري: 129.97 الدولار/جنيه مصري: 48.55 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

تصعيد إسرائيلي ضد مصر.. والقاهرة ترد بـ"رسالتين" عسكرية وسياسية

تصعيد إسرائيلي ضد مصر.. والقاهرة ترد بـ"رسالتين" عسكرية وسياسية

احتدت لغة الصراع السياسي بين القاهرة وتل أبيب بعد تصريحات لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ورد شديد اللهجة من الخارجية المصرية، وقد بلغ الخطاب ذروة تصعيدية تزامنت مع انطلاق مناورات "النجم الساطع 2025 " التي تشارك فيها مصر مع الولايات المتحدة ودول إقليمية ودولية، وهو عامل يضيف بُعداً عسكرياً ورمزياً لرسائل الردع المصرية.

 

تصعيد إسرائيلي ضد مصر

نشر مكتب رئيس وزراء إسرائيل تصريحاً ينتقد موقف وزارة الخارجية المصرية، وجاء فيه ضمن الرسائل أن إسرائيل قادرة على فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين الراغبين في المغادرة، مع تأكيد أن القاهرة ستغلق المعبر من جانبها، وأنه يحق للفلسطيني اختيار مكان إقامته، ما فُسّر على نطاق واسع كدعوة ضمنية أو تبرير لمزيد من تحرّكات تغيّر ديموغرافيا القطاع.

ردّت وزارة الخارجية المصرية ببيان رسمي شديد اللهجة رفض فيه هذه التصريحات ووصفتها بأنها "محاولات لإطالة أمد التصعيد وتبرير انتهاكات إسرائيلية"، وأكدت القاهرة أن معبر رفح "لن يكون بوابة لتهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً"، واعتبرت وصف التهجير بأنه "طوعي" أمراً غير مقبول ومُخرِجاً عن أبسط قواعد القانون الدولي والإنسانية.

وحول هذا يقول الخبير بالعلاقات الدولية، هاني الجمل، خلال حديث لوكالة ستيب نيوز: إن "نتنياهو صعّد سياسياً تجاه مصر لأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي وقفت بوضوح ضد مخططات التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك دعمها لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وأن تكون السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد في إدارة شؤون قطاع غزة".

وأوضح أن القاهرة "طرحت فكرة تشكيل لجنة تكنوقراط تُدرّب في مصر لإدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية تقارب ستة أشهر، قبل إعادة السلطة مجدداً إلى القيادة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن هذا الموقف يجعل نتنياهو ينظر إلى مصر باعتبارها "الخطر الداهم الوحيد على الدولة الإسرائيلية، ليس فقط لقدراتها العسكرية، بل أيضاً لما تمتلكه من ثقل دبلوماسي وسياسي على المستوى الدولي".

محاولة إحراج لمصر

يأتي التصعيد باللهجة الإسرائيلية ضد مصر، تزامناً مع طرح خطة تل أبيب لاحتلال كامل قطاع غزة، وبالتالي الضغط على السكان للتوجه نحو الحدود المصرية، والضغط على القاهرة لقبول نقلهم إلى سيناء كما كانت إسرائيل تخطط منذ عقود.

يقول هاني الجمل: "مصر نجحت في كشف زيف الرواية الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، خصوصاً في ملف المساعدات الإنسانية، عندما رافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش حيث كانت المساعدات مكدّسة بعد أن منعتها إسرائيل من الدخول إلى غزة".

ويضيف: " تصريحات نتنياهو الأخيرة حول إخراج الفلسطينيين عبر معبر رفح قوبلت برفض مصري رسمي قاطع، إذ أكدت القاهرة أنها "لن تكون البوابة الملكية لتهجير الفلسطينيين"، ما يجعلها العقبة الأساسية أمام مشروع التمدد الإسرائيلي".

وتابع الخبير موضحاً أن "إسرائيل تسعى لإحراج النظام السياسي المصري وإجباره على قبول التهجير القسري، سواء في شمال سيناء أو عبر مخططات مرتبطة بسياسة الأرض المحروقة التي تنفذها داخل غزة"، مضيفاً أن هذا التوجه يتناغم مع السياسة الأمريكية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب بتحويل غزة إلى منطقة اقتصادية تابعة لإسرائيل والشرق الأوسط.

خروقات مستمرة لاتفاق السلام

يؤكد الخبير أن التحركات الإسرائيلية تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، وخروقات واضحة لاتفاقية السلام بين البلدين.

ولفت إلى أن إسرائيل تسعى للسيطرة على ما يقارب 70% من أراضي القطاع، في خرق واضح للاتفاقيات الأمنية الموقعة عامي 2005 و2015.

ويقول: "مصر تمتلك أوراق ضغط عديدة، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المغامرات غير المسؤولة التي يقودها اليمين الإسرائيلي المتطرف، سواء نتنياهو أو حكومته الحالية".

وشدد الجمل على أن القاهرة "تحرص على عدم التصعيد مع إسرائيل، ليس خوفاً منها، بل احتراماً للمواثيق الدولية واتفاقيات السلام، وعلى رأسها معاهدة كامب ديفيد، غير أن للصبر الاستراتيجي حدوداً".

ويضيف: "ما نشهده من تحولات في مواقف دول عربية، كالسعودية والإمارات وربما البحرين لاحقاً، يبرهن أن مصر تمتلك أدوات ضغط إقليمية مؤثرة، إلى جانب قوتها العسكرية المصنفة ضمن أقوى عشرة جيوش في العالم".

كما أشار إلى أن القاهرة "تضع معاهدة كامب ديفيد تحت المراجعة الدائمة، وتجهز مذكرات قانونية سترفعها إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة باعتبارها الراعي الرئيسي للسلام، محذرة من أن أي خرق إسرائيلي سيجعل مصر في حلّ من هذه الاتفاقيات".

النجم الساطع 2025 ماهي الرسالة؟

على وقع التوتّر الدبلوماسي انطلقت مناورات "النجم الساطع 2025 Bright Star "25 التي تستضيفها مصر بمشاركة الولايات المتحدة وعدد من الدول، وهذا التمرين العسكري متعدد الجنسيات أعاد إبراز عمق الشراكة العسكرية المصرية-الأمريكية وحضور مصر كقوة إقليمية قادرة على المناورة والتدريب المشترك، وهو ما قدم للقاهرة منصة رمزية وعملية لإظهار قدرة التحرك العسكري والدبلوماسي في آن واحد.

يقول الجمل: " المناورات العسكرية التي تجريها مصر مع الولايات المتحدة ودول أخرى تحمل رسائل واضحة لإسرائيل"، مؤكداً أن تحركات الجيش المصري على الحدود الشرقية "جاءت رسالة شديدة اللهجة لرفض أي واقع جديد تحاول إسرائيل فرضه".

وختم الجمل بالقول: "مصر بما تمتلكه من خبرات واسعة قادرة على الجمع بين دورها كوسيط نزيه لدعم المفاوضات وحقن دماء الفلسطينيين، وبين موقفها الثابت في حماية أمنها القومي. فهي تقود معركة دبلوماسية مزدوجة المسار، وتؤكد أنها المنفذ الأساسي لدعم الفلسطينيين إنسانياً وسياسياً، وأن مراجعتها الجادة للمعاهدات قد تكون خطوة فارقة تهدد مستقبل المشروع الإسرائيلي برمّته".

ويظهر التصعيد الأخير بين مصر وإسرائيل تعقيد العلاقات الثنائية في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، فمصر تؤكد تمسكها بمواقفها الثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين ومنع تهجيرهم من غزة معتبرةً ذلك مساساً لأمنها القومي، بينما تسعى إسرائيل لتغيير الواقع على الأرض وفرض سيطرتها بالقوة العسكرية، مما يزيد من تعقيد جهود التهدئة في المنطقة التي تلعب القاهرة دور الوسيط فيها.

شاهد أيضاً: 

المقال التالي المقال السابق
0