تكثف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني تحقيقاتها في قضية اختفاء النقيب المتقاعد في الأمن العام أحمد شكر منذ نحو أسبوع في منطقة البقاع، وتشير المعطيات الأولية إلى أنه تعرض لعملية استدراج محكمة بدأت من مسقط رأسه في بلدة النبي شيت، قبل أن يُفقد أثره قرب مدينة زحلة، حيث يتركز الجهد الأمني لكشف مصيره.
إشارات هاتفية وتعقّب استخباراتي
كشفت مصادر أمنية أن هاتف شكر التقط إشارة لمدة 37 ثانية في منطقة الصويري البقاعية، ما يعزز فرضية ضلوع جهة إسرائيلية في العملية، واحتمال نقله عبر الحدود في منطقة جبل الشيخ.
وأكدت أن الملف يخضع لتعتيم كبير نظراً لحساسيته، وهو حالياً لدى فرع المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
عملية استدراج معقدة
بحسب التحقيقات الأولية، نفذ العملية شخصان يحملان الجنسية السويدية، أحدهما من أصل لبناني، وصلا إلى بيروت قبل يومين من الحادثة.
غادر الأول عبر المطار في اليوم نفسه الذي اختفى فيه شكر، فيما يُرجح أن الثاني لا يزال داخل لبنان.
وتحقق الأجهزة الأمنية في احتمال مشاركة عناصر أخرى داخل البلاد في مراقبة الضابط وتسهيل عملية استدراجه.
مصير مجهول
تتزايد المخاوف من احتمال تصفية شكر على غرار عمليات نُسبت إلى جهاز "الموساد"، أو نقله إلى إسرائيل في عملية معقدة جواً أو بحراً، كما حصل في قضية اختطاف القبطان البحري عماد أمهز من شاطئ البترون عام 2024.
وأكدت التحقيقات حتى الآن عدم وجود أي أثر مادي أو تقني يدل على وجوده داخل الأراضي اللبنانية.
ارتباطات عائلية وتاريخية
أحمد شكر ينتمي إلى عائلة قيادي بارز في "حزب الله"، هو فؤاد شكر، الذي اغتالته إسرائيل في يوليو 2024.
كما أن شقيقه حسن شكر قُتل في معركة ميدون عام 1988 ضد القوات الإسرائيلية. وتربط بعض المصادر اختفاء أحمد شكر بملف الطيار الإسرائيلي رون آراد الذي أُسقطت طائرته جنوب لبنان عام 1986، حيث تشير روايات إلى أن مجموعة بقيادة مصطفى الديراني نقلت آراد إلى منزل أحد أنسباء شكر في بلدة النبي شيت قبل أن يختفي أثره نهائياً.