حذر البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، من تبني إسرائيل نهجًا عدائيًا تجاه النظام الجديد في سوريا، مشددًا على ضرورة تجنب أي مغامرة غير محسوبة هناك بعد سقوط نظام بشار الأسد.
في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، انتقد زيسر السياسة الإسرائيلية الحالية التي تركز على التدخل في سوريا دون رؤية استراتيجية واضحة، معتبرًا أن هذا التوجه "غير مدروس ومتهور"، وقد ينعكس سلبًا على أمن إسرائيل مستقبلاً. وأوضح أنه كان من الأجدى توجيه الجهود نحو القضاء على حركة (حماس) في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، بدلاً من الانخراط في مغامرات غير مضمونة العواقب.
وأشار إلى أن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، يرسل باستمرار رسائل تهدئة وحتى مصالحة تجاه إسرائيل، في وقت تعيش فيه سوريا أوضاعًا داخلية صعبة، حيث تسعى لتجنب أي تصعيد عسكري والتركيز على استقرارها الداخلي وعلاقات حسن الجوار مع محيطها.
ورغم تحذيره من الثقة المطلقة بتصريحات الشرع، شدد زيسر على ضرورة متابعة أفعاله عن كثب، مستشهداً بالمثل الروسي "ثق ولكن تحقق"، لضمان عدم تحول شمال سوريا إلى قاعدة لنشاطات "إرهابية" تهدد أمن إسرائيل.
كما أقر الخبير الإسرائيلي بأن إسرائيل ارتكبت أخطاء متتالية في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها الاستيلاء على أجزاء من الأراضي السورية دون مبرر أمني واضح، وإعلانها عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، وهو إجراء وصفه بأنه "عديم الجدوى".
بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن إعلان إسرائيل استعدادها لدعم الطائفة الدرزية جاء دون وجود رغبة حقيقية من الدروز في تلقي هذه المساعدة، إذ يعتبر دروز سوريا -مثل نظرائهم في لبنان وإسرائيل- أنفسهم جزءًا من وطنهم الأم، حتى وإن كانوا يعارضون حكم الشرع.
ورأى زيسر أن المجتمع الدرزي في سوريا يدرك أن السياسة الإسرائيلية متقلبة، ولهذا يرفض أي ارتباط مباشر بإسرائيل، حفاظًا على موقعه في النسيج الوطني السوري، وتجنبًا لأي اتهامات بالتعاون مع الاحتلال.
وفي ختام مقاله، حذر من أن السياسات الإسرائيلية الحالية قد تدفع سوريا أكثر نحو التعاون مع تركيا، حيث إن أي موقف عدائي تجاه الشرع قد يجبره على التقارب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما قد يؤدي إلى تحولات غير محسوبة في موازين القوى الإقليمية.
[caption id="attachment_633626" align="alignnone" width="1280"]
خبير إسرائيلي يحذر من مغامرة غير محسوبة في سوريا[/caption]
