الشرع يوجه 3 رسائل “حاسمة” ويعلن تشكيل لجان لكشف حقيقة ما جرى بالساحل السوري

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تواجه تحديات أمنية جديدة تستهدف استقرارها ووحدتها الوطنية، مشيرًا إلى محاولات من قبل “فلول النظام السابق” وجهات خارجية لخلق الفوضى وجرّ البلاد إلى حرب أهلية.

وأوضح الشرع أن سوريا، التي مرت بسنوات صعبة حتى نالت حريتها، تعرضت مؤخرًا لمحاولات لإثارة الفتن وتقويض السلم الأهلي، معتبرًا أن الأحداث الأخيرة في بعض مناطق الساحل تعكس هذه المساعي. 

وأضاف أن الدولة تمكنت سابقًا من احتواء محاولات مشابهة، مشددًا على ضرورة اليقظة أمام هذه التهديدات.

مواجهة التحديات وإجراءات أمنية صارمة

وأشار الرئيس السوري إلى أن النظام السابق خلّف “جراحًا عميقة” في المجتمع السوري، من بينها انتهاكات جسيمة طالت حقوق المواطنين، وهو ما أسهم في تفاقم بعض الأزمات الأمنية. 

ولفت إلى أن الدولة تحركت منذ اللحظات الأولى لتعزيز الأمن في المناطق المضطربة، غير أن هذه القوات تعرضت لهجمات عنيفة، ما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوفها.

وقال الشرع: “نحن ندرك أن هذه الأعمال الإجرامية تستهدف كسر الجدار الذي يحمي السلم الأهلي، ما أدى إلى بعض التجاوزات والفوضى”، داعيًا المواطنين إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء محاولات إثارة الفتنة الطائفية والانقسامات الداخلية.

كما شدد الرئيس السوري على أن الدولة لن تتسامح مع من وصفهم بـ”فلول الأسد”، الذين هاجموا المؤسسات الحكومية والمستشفيات وقتلوا المدنيين، مؤكدًا أن أمام هؤلاء خيارًا واحدًا فقط، وهو تسليم أنفسهم للعدالة فورًا. 

وأضاف: “سنحاسب بحزم ودون تهاون كل من تورط في إراقة دماء السوريين أو استغل السلطة لتحقيق مكاسب شخصية، فلا أحد فوق القانون”.

تشكيل لجان للتحقيق وحفظ السلم الأهلي

وفي سياق الإجراءات التي اتخذتها الدولة لاحتواء الأزمة، أعلن الرئيس الشرع عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، للتحقيق في أحداث الساحل وكشف المتورطين وتقديمهم للعدالة، مشددًا على أن الحقائق ستُعرض بشفافية أمام الشعب السوري.

كما أعلن عن تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، تكون مكلفة بالتواصل المباشر مع الأهالي في المناطق المتضررة، والاستماع إلى مطالبهم وتقديم الدعم اللازم لتعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية.

دعوة لدعم سوريا في هذه المرحلة الحساسة

وفي ختام كلمته، وجه الرئيس السوري دعوة إلى الدول الإقليمية والدولية للوقوف إلى جانب سوريا في هذه اللحظة التاريخية، مؤكدًا أن بلاده ستظل صامدة أمام كل محاولات الفوضى والتقسيم، وأنها ماضية بثبات نحو مستقبل يليق بشعبها.

وقال الشرع: “سوريا لن تسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بجرّها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية، وسنمضي قدمًا نحو بناء الدولة التي يستحقها شعبنا العظيم”.