بيتكوين: 115,121.45 الدولار/ليرة تركية: 41.35 الدولار/ليرة سورية: 13,091.42 الدولار/دينار جزائري: 129.80 الدولار/جنيه مصري: 48.20 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
تصاريح خاصة

رسائل واضحة وبند لتحرك عسكري مشترك في قمة الدوحة.. خبير يكشف أبرز ما اتفق عليه العرب

رسائل واضحة وبند لتحرك عسكري مشترك في قمة الدوحة.. خبير يكشف أبرز ما اتفق عليه العرب

شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم، انعقاد قمة عربية – إسلامية طارئة، جاءت استجابة مباشرة للهجوم الذي استهدف أجواء قطر وأثار موجة واسعة من الإدانات، وحمل البيان الختامي الصادر عن القمة دلالات سياسية وعسكرية بالغة الأهمية، أبرزها تفعيل آليات الدفاع المشترك وتعزيز قدرات الردع، وهو ما يعكس إدراكاً عربياً متزايداً لخطورة المرحلة وضرورة التحرك الجماعي.

قرارات حاسمة في البيان الختامي

نص البيان على توجيه مجلس الدفاع الخليجي المشترك لعقد اجتماع عاجل في الدوحة، يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، بهدف وضع آليات تنفيذية واضحة لتفعيل قرارات القمة، كما فوض القادة القيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون باتخاذ الإجراءات الميدانية التي تضمن سرعة الاستجابة لأي تهديدات مستقبلية.

هذه الصياغة تعكس تحوّلاً لافتاً من مجرد بيانات تضامن إلى قرارات ذات طبيعة عملية، تؤكد أن القمة لم تكتفِ بالتنديد، بل وضعت أسساً لتحرك عسكري – أمني مشترك.

وخلال كلمته قال أمير قطر، تميم بن حمد: "إن نتنياهو يحلم أن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم خطير".

من جانبه ذكر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن "استمرار سياسات إسرائيل دون رادع سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار ولن يحقق الأمن لأي طرف".

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال: "القمة تنعقد في ظل تحديات جسيمة وإن إسرائيل تخطط الخطوط الحمراء تسعى لتحويل المنطقة لساحة مستباحة للاعتداءات".

بينما عرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مشاركة بلاده قدراتها الدفاعية مع الدول العربية.

تضامن واسع مع قطر

جاءت المشاركة الواسعة من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات لتعكس حجم التضامن مع قطر، التي وُصفت بأنها تعرّضت لـ"انتهاك صارخ لسيادتها وأجوائها"، وهذا التوصيف منح الموقف زخماً مضاعفاً، خاصة مع التوافق على اعتبار الهجوم سابقة خطيرة تستدعي وقفة جماعية حاسمة.

وفي هذا السياق، أكّد الخبير بالشؤون العربية طلعت طه، خلال حديث مع وكالة ستيب نيوز أنّ الموقف العربي الموحّد كان متوقعاً، وقال: "التضامن مع دولة قطر، باعتبارها دولة شقيقة، يُعدّ أمراً طبيعياً بعد ما وصفه بانتهاك صارخ لسيادة الدوحة وأجوائها."

خلفيات الهجوم والاتهام لإسرائيل

البيان الختامي حمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد، في حين شددت عدة وفود على أنّ ما جرى يُعدّ تهديداً مباشراً للأمن العربي والإقليمي، وفي معرض تحليله لهذه النقطة، أوضح طه أنّ ما حدث لم يكن ليقع دون ضوء أخضر أمريكي. 

وقال: "لم يكن متخيلاً أن تتعرض دولة ترتبط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة لمثل هذا الاستهداف، لكنني أرى أنّ واشنطن هي من منحت الضوء الأخضر لإسرائيل كي ترتكب جريمتها البشعة بانتهاك السيادة القطرية. فالكيان – الذي لا أعتبره دولة – لا يملك أي حق في التعدي على حقوق دولة أخرى."

اجتماع طارئ واستجابة سريعة

القمة الطارئة في الدوحة لم تكن بروتوكولية فقط، بل سعت إلى ترجمة الموقف التضامني إلى تحرك سياسي وعسكري ملموس، وقد أشار طه إلى أنّ انعقادها بهذا الشكل يعكس استجابة سريعة. 

وأكد قائلاً: "كل من حضر من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء عبّروا عن تضامنهم الكامل مع قطر، وهذا يعكس موقفاً عربياً موحداً."

انعكاسات محتملة على التطبيع

من بين أبرز التحديات التي تناولتها النقاشات الجانبية للقمة مسألة مستقبل العلاقات العربية – الإسرائيلية، خاصة لدى الدول التي انخرطت في الاتفاقيات الإبراهيمية، وهنا يتوقع طه أن تشهد المرحلة المقبلة تغيرات ملموسة. 

ويضيف: "قد يقترب هذا التطبيع من نهايته إذا تكررت مثل هذه الجرائم، وقد يتم فرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي. لكننا نقف أمام معضلة؛ إذ نرغب بتحقيق السلام للشعب الفلسطيني، بينما يسعى الكيان لنسف أي جهود دولية، ومنها المؤتمر المقرر في الأمم المتحدة يوم 22 مارس للاعتراف بدولة فلسطين."

جرائم غزة على طاولة النقاش

القمة لم تقتصر على حادثة قطر، بل استحضرت أيضاً الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، والبيان شدد على ضرورة حماية المدنيين ووقف سياسة التجويع والتهجير.

وفي هذا السياق، قال طه: "الكيان ارتكب مجازر مروعة، فقد استشهد أكثر من سبعين ألف إنسان في غزة وحدها، عدا من قتلوا في الضفة الغربية والقدس. كما يستخدم أسلوب التجويع والتهجير القسري، في مخالفة واضحة لكل القوانين والأعراف الدولية. ومع ذلك، تدّعي أنها على حق، فيما توفر واشنطن الغطاء الكامل لها."

صراع أوسع من القضية الفلسطينية

النقاشات داخل القمة أبرزت إدراكاً متزايداً بأن الصراع لم يعد محصوراً في بعده الفلسطيني – الإسرائيلي، بل أصبح اختباراً للنظام الدولي ذاته. 

وقد لخّص طه هذه الرؤية بقوله: "جوهر الصراع لم يعد مقتصراً على الفلسطينيين وإسرائيل، بل أصبح مواجهة بين المجتمع الدولي من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى. قد تبدو أمريكا رابحة الآن، لكن هذا لن يدوم طويلاً، فالعقاب سيأتي عاجلاً أم آجلاً."

البيان الختامي أشار بوضوح إلى ازدواجية الموقف الأمريكي بين دعم إسرائيل والدعوة للتهدئة، وفي تفسيره لزيارة وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة إلى تل أبيب، قال طه: "هي رسالة مزدوجة؛ فمن ناحية يظهر تضامن واشنطن مع إسرائيل، ومن ناحية أخرى يعلن الدعوة إلى وقف إطلاق النار والسعي لتهدئة الأوضاع في غزة. وهذا يمكن فهمه كاعتذار غير رسمي عن الجريمة التي وقعت، لكنه في الوقت نفسه محاولة للضغط على الدول العربية وقمة الدوحة."

ملامح مرحلة جديدة

يمكن القول إن قمة الدوحة شكلت منعطفاً لافتاً في مقاربة العرب للتصعيد الإسرائيلي، فبينما كانت البيانات السابقة تكتفي بالتنديد، جاءت هذه القمة لتقرّر تفعيل آليات الدفاع المشترك كخيار عملي، في إشارة إلى أن الصبر العربي بلغ مداه.

إلى جانب ذلك، فإن دمج البعد الفلسطيني مع حادثة قطر أضفى بعداً أوسع على المداولات، حيث باتت القضية المركزية مرتبطة مباشرة بأمن وسيادة الدول العربية، ومع إدانات واسعة للانتهاكات الإسرائيلية، ورسائل عربية موحدة، وحديث عن إعادة النظر في مسار التطبيع، فإن المنطقة قد تكون مقبلة على مرحلة أكثر حساسية، حيث تختبر إسرائيل والعالم مدى جدية العرب في تنفيذ ما اتُفق عليه في الدوحة.

المقال التالي المقال السابق
0