بيتكوين: 115,607.99 الدولار/ليرة تركية: 41.37 الدولار/ليرة سورية: 13,095.90 الدولار/دينار جزائري: 129.80 الدولار/جنيه مصري: 48.17 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

رد الإخوان المسلمين على "رسالة" السلطات السورية يضعهم أمام خيارين.. وخبير يكشف الحل الوحيد أمامهم

رد الإخوان المسلمين على "رسالة" السلطات السورية يضعهم أمام خيارين.. وخبير يكشف الحل الوحيد أمامهم

ردت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا على دعوة حلّها التي طرحها مستشار الرئيس السوري أحمد موفق زيدان، خلال لقاء تلفزيوني لمراقبها العام عامر البو سلامة، إلا أن هذا الرد قد لا يتناسب مع توجهات السلطات السورية الجديدة التي تبنّت حلّ الجماعات والأحزاب والتكتلات السياسية منذ سقوط نظام الأسد، فيما قد يضعها هذا أمام صدام مع الحكومة أو مراجعة قرارها والرضوخ للمطلب، بينما كشف خبير لوكالة ستيب نيوز السيناريو الأفضل لحل هذه القضية.

 

الإخوان المسلمون يردون

خرج مراقب الجماعة العام في سوريا، عامر البو سلامة في لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة، أمس الأربعاء، مشيراً إلى أن المقترح الذي تقدم به أحمد موفق زيدان، المستشار الإعلامي للرئيس السوري، بشأن حل الجماعة، “هو اجتهاد شخصي ولا يمثل موقفا رسمياً للسلطة السورية”.

وأضاف أن الجماعة درست مختلف الطروحات بخصوص مستقبلها، وخلصت إلى أن “حل الجماعة ليس من المصلحة الوطنية ولا من مصلحة سوريا“، مشدداً على أن “الجماعة كانت وما زالت جزءاً من المشهد السوري، وقوة داعمة للمرحلة الانتقالية”.

حول ذلك يرى المحلل السياسي السوري، أحمد الهواس، في حديث مع ستيب نيوز، أن قرار حل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا طُرح باعتباره مطلباً شخصياً، كما أوضح المراقب العام للجماعة، وجاء عبر مستشار الرئيس، الدكتور موفق زيدان. 

ويضيف أن هذه الرؤية نُشرت في مقال لزيدان عبر شبكة الجزيرة، موضحاً فيه مجموعة من الأسباب التي تجعله يرى أنه آن الأوان للجماعة أن تحل نفسها.

ويشير هواس إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع، منذ تسلّمه السلطة، أعلن حل الأحزاب والحركات والمنظمات، وهو لا يرى نفسه امتداداً لذلك القرار، لكن رسالة موفق زيدان تحمل بعداً مختلفاً.

ويقول: " زيدان يعتبر أن وجود الإخوان المسلمين بصيغتهم الحالية لم يعد مقبولاً في المنطقة، وهو ما قد يخلق عداوات لسوريا هي في غنى عنها، خاصة مع دول الخليج التي ما زالت تحمل إشكالات عميقة مع الجماعة منذ تجربتها في مصر".

ويؤكد هواس أن الظروف الإقليمية لم تعد تسمح باستمرار الجماعة بصيغتها التقليدية، مضيفاً: "أعتقد أن الإخوان المسلمين مطالبون بخطوات أعمق من مجرد حل الجماعة، بل بمراجعات فكرية وسياسية حقيقية، مختلفة عن تلك المراجعات الشكلية التي اعتادوا الإعلان عنها أكثر من مرة، خاصة في بداية الثورة السورية أو قبلها."

مرحلة التغيير والمراجعة

وفي رده على الانتقادات التي تصف الجماعة بأنها عبء على سوريا الجديدة، قال البو سلامة “نحن مواطنون سوريون ولسنا قادمين من الخارج، والجماعة كانت حاضرة في المعارضة منذ عام 1962، وضحّت في مواجهة نظام الأسد الأب والابن، وقدمت تضحيات كبيرة في السجون والمنفى”.

وأشار إلى أن الجماعة “تملك من المرونة والديناميكية ما يمكنها من التطور والاستمرار”، مضيفا أن الحديث عن شيخوخة قياداتها “مضلل”، مستشهدا بنشاط رموزها التاريخيين رغم تقدمهم في العمر.

لكنه "هواس" كان له رأي مختلف، حيث قال: "حل الجماعة أمر طبيعي ولا يشكّل صعوبة كبرى، فهي مجموعة من المسلمين، وليست الإسلام نفسه، لديها إيجابيات وسلبيات، كما أن العمل السياسي بطبيعته يتطلب التغيير والمراجعة والتطوير".

ويستشهد هواس بتجربة نجم الدين أربكان في تركيا الذي حل أحزابه أكثر من مرة، لكنه لم ينجح في قيادة البلاد كما فعل تلاميذه لاحقاً عبر حزب العدالة والتنمية.

ويشدّد على أن حل الجماعة لا يمس الإسلام أو يضعفه، فهي تنظيم بشري ارتبط بظروف تأسيسه قبل قرن تقريباً، واليوم تغيّرت الكثير من القناعات والوقائع.

وعلى عكس مراقب الإخوان في سوريا لا يرى الخبير السياسي السوري أحمد هواس مانعاً من أن يقوم فرع الإخوان في سوريا بحل نفسه، ثم إعادة إنتاج ذاته بصورة مختلفة، ربما عبر أحزاب سياسية مستقبلية تُقرّ في إطار قانون الأحزاب المرتقب في سوريا.

ويتابع هواس موضحاً أن الجماعة تعمل حالياً في سوريا برعاية الرئيس الشرع، الذي أبدى انفتاحاً في التعامل معها، رغم غياب قانون واضح لتنظيم الأحزاب حتى الآن. ويرى أن موضوع الحل قد يندرج في سياق البيان الأول للرئيس حين أعلن حل هيئة تحرير الشام التي كان يقودها وينتمي إليها.

وكان الشرع تحدث في لقاءات عدة أنه لا يحمل امتداداً للجماعة في فكره ولا ينتمي إليها، كما أنّ تقاريراً قبل أشهر تحدثت عن رفضه إعطاء رخصة لفتح مكاتب للجماعة في سوريا، وهو ما يتماشى مع ما ذكره "هواس" بتبني الرئيس حل التشكيلات والتكتلات السياسية والعسكرية التي كانت قبل سقوط نظام الأسد.

نصائح لم تجد من يسمعها!

نصيحة الدكتور أحمد موفق زيدان، مستشار الرئيس السوري، والذي أكد أنه كان جزءاً من الجماعة خلال فترة من الفترات، لم تكن الأولى التي توجه لهذه الجماعة خلال تاريخها.

يقول "هواس": "جماعة الإخوان لم تقتصر في أدبياتها على إسقاط النظام السوري فقط، بل هي جزء من حركة إخوانية عابرة للدول. ورغم بعض المراجعات التي دفعتها للعمل ضمن الدولة الوطنية، إلا أن جذورها مرتبطة بمشروع حسن البنا وتفسيرات سيد قطب، إضافة إلى الحركات التي خرجت من عباءتها".

ويعتقد أن مشروع الإخوان في سوريا اليوم يتمحور حول العمل السياسي، شبيهاً بتجارب الخمسينيات التي سعت للوصول إلى البرلمان أو المشاركة في السلطة عبر عدد من الوزراء.

ويذكّر هواس بأن نصيحة وُجهت للإخوان منذ زمن طويل – وما زالت مطروحة حتى الآن – هي الابتعاد عن الصدام السياسي والاتجاه نحو العمل الدعوي وبناء المجتمع، وهو برأيه الخيار الأنسب والأكثر واقعية لها.

ويستبعد الخبير السياسي أن يتكرر الصدام الدموي بين هذه الجماعة والسلطات السورية الجديدة كما حصل في عهد حافظ الأسد، والذي انتهى بمجزرتي حماة وتدمر وبالقانون رقم 49 الذي أقرّ الإعدام لكل من ينتمي للإخوان.

ويؤكد قائلاً: "لا أظن أن الأمور ستصل إلى مواجهة عسكرية بين النظام والجماعة، فهناك قناعة لدى الطرفين بضرورة بناء سوريا واستقرارها."

حل وحيد منتظر

حول علاقة الجماعة بالسلطة السورية الجديدة، شدد المراقب العام على أنها “مؤيدة وساندة للرئيس الشرع والإدارة الانتقالية”، مؤكداً أن الإخوان “ليسوا في موقع المعارضة أو التعطيل”، بل يضعون خبراتهم في خدمة الدولة.

وأوضح البو سلامة أن الجماعة لم تتلق أي تواصل رسمي أو ضغوط من السلطات السورية الجديدة بخصوص حل نفسها، وأكد أن الجماعة لو رأت أن في حلها مصلحة لسوريا “لاتخذت القرار فورا”، لكنه شدد على أن وجودها “ضروري، ويمثل إضافة للحالة السورية الجديدة”، حسب وصفه.

بينما يقول أحمد هواس: "معظم القيادات الإخوانية شاخت بعد عقود من الغربة والمرض والمعاناة، وبعضها عاد بالفعل إلى سوريا منهكاً. لذلك، يرى أن الصدام – إن حصل – لن يتجاوز الخلافات الفكرية المتعلقة بقرار الحل".

ويضيف: "أن الجماعة قد تتجه إلى صفقة مع السلطات السورية، تقوم على الابتعاد عن العمل السياسي المباشر والاكتفاء بالعمل الدعوي والمجتمعي والإنساني، وربما تشكيل جمعيات مدنية. أما على المدى البعيد، فقد يسعى بعض شبابها إلى تأسيس أحزاب سياسية داخل إطار الدولة، على غرار تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا، أو أحزاب أخرى محسوبة على تيار الإسلام السياسي، لكن ضمن حدود الدولة الوطنية السورية دون أي امتداد خارجي".

وتجد جماعة الإخوان المسلمين في سوريا اليوم نفسها بين مطرقة توجه السلطات السورية الجديدة في حلّ الأحزاب والتكتلات داخلياً وتصفير المشاكل خارجياً لا سيما التي قد تسببها مثل هذه الحركات الإيدلوجية العابرة للحدود، وبين سندان الرفض الشعبي الذي تولد من ابتعاد الجماعة عن المجتمع لعقود من جهة ومن إرث نظام الأسد الذي صوّرها على أنها "الشيطان" وتغذّى هذا التصوّر مع فشل حركاتها في دول عربية أخرى مثل مصر وتونس، لتكون دعوات ورسائل السلطات السورية بمثابة الحل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تاريخ هذه الجماعة في سوريا.

 

اقرأ أيضاً|| هل تحل جماعة الإخوان المسلمين نفسها في سوريا.. ما سرّ توقيت "رسالة" مستشار الرئيس الشرع؟

شاهد المزيد:

المقال التالي المقال السابق
0