اخبار العالمسلايد رئيسي

“أوروبا حديقة والعالم أدغال”.. تصريحات عنصرية لبوريل وجاءه الرد من روسيا ودولة عربية

أثارت تصريحات عنصرية لبوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، غضب العديد من الدول حول العالم، واستدعت رداً لبعضها بينها دولة عربية، لا سيما أنها خرجت مسؤول في منصب رفيع يمثّل القارة الأوروبية.

تصريحات عنصرية لبوريل

جوزيف بوريل الذي أثار غضب العالم، جاءت تصريحاته قبل أسبوع حين ألقى كلمة في افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية، حيث قال حينها: إن “أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماماً، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال”.

"أوروبا حديقة والعالم أدغال".. تصريحات عنصرية لبوريل وجاءه الرد من روسيا ودولة عربية
“أوروبا حديقة والعالم أدغال”.. تصريحات عنصرية لبوريل وجاءه الرد من روسيا ودولة عربية

وأضاف: “الأدغال يمكن أن تغزو الحديقة، وعلى البستانيين أن يتولوا أمرها، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الأسوار، حديقة صغيرة جميلة محاطة بأسوار عالية لمنع الأدغال لن تكون حلاً، لأن الأدغال لديها قدرة هائلة على النمو، والأسوار مهما كانت عالية لن تتمكن من حماية الحديقة، على البستانيين أن يذهبوا للأدغال، على الأوروبيين أن يكونوا أكثر انخراطاً مع بقية العالم، وإلا فإن بقية العالم سوف تغزو أوروبا”.

هذه التصريحات قوبلت برفض شديد من قبل عدد من الدول التي أبدت انزعاجاً من توصيفات بوريل “العنصرية”، إلا أنّ عاد وقلل من شأن انتقاد تلك الدول له.

أول دولة عربية تتخذ خطوات

من جانبها استنكرت دولة الإمارات ما وصف بأنه تصريحات عنصرية لبوريل، التي أدلى بها مؤخراً، مشيرةً إلى أن أيّة تصريحات من هذا النوع غير مناسبة.

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أعربت الوزارة عن رفضها لتصريحات بوريل ووصفتها بالعنصرية، مشيرة إلى أنها تساهم في تفاقم التعصب والتمييز على المستوى العالمي.

وقد استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، إيميل بولسن، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، حيث طُلب من مكتب الممثل الأعلى تقديم تفسير مكتوب بشأن تصريحات بوريل “المؤذية والعنصرية”، حسب وصفها.

روسيا ردت

وبدورها ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على بوريل بالقول، إن “أوروبا أنشأت تلك “الحديقة” من خلال النهب البربري لـ”الغابة”، حسب وصفها.

وأضافت: “لم يكن بوريل ليصيغها بشكل أفضل، النظام الأكثر ازدهارًا في العالم، الذي تم إنشاؤه في أوروبا، والذي ترعاه جذور في المستعمرات التي اضطهدوها بلا رحمة”.

وأوضحت زاخاروفا أن “فلسفتهم في الفصل والتفوق أصبحت هي الفكرة الأساسية للفاشية والنازية، وكلتا الحربين العالميتين في القرن العشرين كانتا ناجمتين عن طموح ألمانيا “لاستعادة العدالة” وإعادة تقسيم مستعمرات أوروبا التي فشلت تلك الدولة في انتزاعها لنفسها”، حسب تعبيرها.

توضيح أوروبي

وفي محاولة لتخفيف حدة التصريحات، نقلت وسائل إعلام عن المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو قوله: إن “الممثل الأعلى للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، أدلى بهذه التصريحات في سياق العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا”.

وتابع بوينو خلال حديثه لموقع “عربي 21”: “أشار بوريل في حديثه إلى المواجهة بين النموذج الأوروبي الذي يستند إلى احترام القانون والحكم الرشيد، والنموذج الآخر الذي يعزز القوة بعيداً عن القوانين والمبادئ الأساسية التي اتفق عليها الجميع بعد الحرب العالمية الثانية”.

وحول حديث بوريل عن ضرورة ذهاب “البستانيين” إلى الأدغال قال بوينو: “عندما يتحدث الممثل الأعلى عن ضرورة “الذهاب” إلى بقية العالم فالمقصود هنا أنه علينا أن نتواصل ونتحاور مع الآخرين لشرح هذه الأفكار ولماذا نهتم بهذا المشروع الأوروبي”.

صاحب هفوات

وسائل إعلام غربية أيضاً سلطت الضوء على “هفوة” بوريل التي يمكن أن تسبب أزمة، حيث ذكرت وكالة فرانس برس، أن بوريل يعرف بأنه ذو هفوات “عرضية متعددة”، حيث قدم العام الماضي أرقاماً غير دقيقة وخاطئة للعدد المقدر للحشد العسكري الروسي في محيط أوكرانيا.

كما أنه أثار هذا العام صدمة حينما قال إن الاتحاد الأوروبي يمكنه أن يقدم طائرات مقاتلة لمساعدة كييف على محاربة موسكو، وهو ما لم يتحقق.

كذلك سلطت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية في تقرير سابق لها الضوء على بعض تصريحات بوريل حينما كان وزير خارجية إسبانيا، والتي وصفتها بغير الدبلوماسية، ومنها مثلاً قوله إن الولايات المتحدة تتعامل مع فنزويلا وفق عقلية “رعاة البقر”.

بوريل يقلل من شأن انتقاده

وأمس الإثنين، عاد جوزيف بوريل ليقلل من شأن الانتقادات على تصريحات، دون أن يصححها.

ورداً على سؤال بشأن تصريحاته الأخيرة ووصفه للآخر بأنه غابة قال: “أنا بأفضل حال، لم لا؟”، وقلّل من أهمية الانتقادات التي وُجهت له على أثر تصريحاته، بعد أن اعتبرت هذه الانتقادات حديث بوريل بأنه غير دبلوماسي.

وأضاف الدبلوماسي الأوروبي: “كل أسبوع يحمل الكثير من التوتر، ولذلك من وقت لآخر ينفجر شيء ما أمام الرأي العام”.

ورداً على سؤال بشأن الانتقادات لتصريحاته، قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين لا تزال “تثق” ببوريل.

وبذات المكان كان بوريل قد تخلى عن النبرة الدبلوماسية المتحفظة عادة للدبلوماسيين الغربيين إزاء مسألة الحرب في أوكرانيا ليحذر الجيش الروسي من أنه سيتم “القضاء عليه” إذا ما استخدمت موسكو السلاح النووي في أوكرانيا.

مواضيع ذات صِلة : رد ناري من وزير الخارجية السعودي على مسؤول أوروبي شبّه حرب أوكرانيا بسوريا

وبوريل “المثير للجدل” تولى مهامه كممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي منذ عام 2019، وشغل منصب وزير الشؤون الخارجية في حكومة إسبانيا من عام 2018 إلى عام 2019، بعد أن كان وزيرًا للأعمال العامة سابقًا في عهد فيليبي غونثاليث من عام 1991 إلى عام 1996.

شاهد أيضاً : ملايين العمال اختفوا على أعتاب أوروبا..مصير مجهول ينتظر القارة العجوز

"أوروبا حديقة والعالم أدغال".. تصريحات عنصرية لبوريل وجاءه الرد من روسيا ودولة عربية
“أوروبا حديقة والعالم أدغال”.. تصريحات عنصرية لبوريل وجاءه الرد من روسيا ودولة عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى