“بدأ الانتقام”.. تفاصيل الصدام بين بشار الأسد وقائد فيلق القدس الإيراني بسوريا
قال مصدر مطلع على التطورات والمستجدات في سوريا، اليوم الأربعاء، إنَّ مسؤولين رفيعي المستوى في النظام السوري وعلى رأسهم بشار الأسد، كانوا وراء إقصاء قائد فيلق القدس في سوريا مصطفى جواد غفاري.
بشار الأسد ينتقم من جواد غفاري
وأوضح المصدر، أن قصر الرئاسة السورية لم يكن راضياً عن تصرفات غفاري كممثل للقوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا؛ وذلك بعد أشهر طويلة من خلافات حول نشاطات قائد الفيلق التي اعتبرت خرقاً كبيراً للسيادة السورية على كافة المستويات”.
وبحسب تصريحات المصدر لقناة العربية، فإن “غفاري تجاوز الأعراف السورية وهرّب بضائع بهدف خلق سوق سوداء، ما يشكل تحدياً ومنافسة للسوق السوري”.
وتابع: “قامت القوات الإيرانية في سوريا مراراً باستغلال الموارد الطبيعية السورية من أجل مصالحها الشخصية، كما قامت بنهب مصادر اقتصادية والتهرب من دفع ضرائب للدولة السورية”.
بسبب إقصاء بشار الأسد لجواد غفاري
وكشف المصدر أنه في أعقاب سلسلة من الأحداث وعلى خلفية الغارات المنسوبة لإسرائيل “اعترف غفاري بوجود عناصر وأسلحة إيرانية في المناطق التي حظر النظام السوري تموضعها فيها”.
كما قام غفاري وخلافاً للتعليمات بعدد من النشاطات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، كادت تؤدي إلى إدخال سوريا في حرب إقليمية غير مرغوب بها، من بينها مهاجمة أهداف أمريكية في سوريا في العشرين من أكتوبر/تشرين الأول على يد ميليشيات مدعومة إيرانيًا، بحسب المصدر المذكور.
هذا واعتبر المصدر أن هذا الإقصاء هو جزء من التوجه السلبي الذي يواجه التموضع الإيراني في سوريا وفي المنطقة بأكملها.
ولفت إلى أن “إقصاء مصطفى غفاري الذي يسير على خطى قاسم سليماني بإنشاء ميليشيا حزب الله السورية، ضربة لرؤية وحلم سليماني في إقامة مجال بري بين إيران ولبنان”.
اقرأ أيضاً : صحيفة عبرية تكشف سبباً قد يجعل إيران تخسر “سوريا” لصالح خصومها ومساعيها لإفشال “المخطط”
جواد غفاري يثير قلق إسرائيل
وكان اسم جواد غفاري تصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية نهاية أغسطس/ آب عام 2019. حيث وضعت الأجهزة الأمنية في تل أبيب علامة على صورته بدعوى أنه أقوى شخصية عسكرية إيرانية في سوريا، وإنه كان ولا يزال يخضع للقيادة المباشرة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وقالت في معلومات مسربة للإعلام حينذاك، إن هذا الجنرال هو المسؤول عن مخطط إرسال طائرات مُسيّرة مفخخة من سوريا إلى إسرائيل.
وجاء في تقرير نقلته وسائل الإعلام العبرية عن هذه الأجهزة الأمنية، أن “غفاري هو أحد المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية”، واعتبرته “أحد كبار القادة في فيلق القدس المعروف كوحدة قتالية سرية مختارة للحرس الثوري الإيراني وينشط في جميع أنحاء العالم”.
وأوضح التقرير أن غفاري يعمل قائداً للقوات الإيرانية في سوريا ويتولى قيادة مشروع تعزيز الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية.
وأضاف أن “غفاري يقود عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة من قوميات وجنسيات مختلفة في أرجاء سوريا، وبضمن ذلك (حزب الله) اللبناني”.
وأشار إلى أنه أشرف بنفسه على تجنيد العناصر التي أنيط بها تنفيذ العمليتين الانتحاريتين بطائرات مُسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، والتي قالت إسرائيل إن القصف الأخير قرب دمشق هو الذي أجهض الخطة.
