أخبار العالم

كيف تُدار الحرب السرية بين واشنطن وبكين.. من بيلوسي إلى مناورات الصين الجوية

فيما يبدو أن الحرب السرية بين واشنطن وبكين تشتد بسبب تصرفات وردود البلدين الاستفزازية، لا سيما بعد إعلان رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إجراء زيارة إلى تايوان وتصعيد الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادىء ومحاولتها إخضاع المجال الحيوي الأمريكي لنفوذها بمناورات “غير آمنة” لتصبح قوة مهيمنة دولياً.

الحرب السرية بين واشنطن وبكين تخرج للعلن

قال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية، إنَّ الصين أصبحت أكثر عدوانية في اعتراض الطائرات العسكرية والقيام بمناورات جوية “غير آمنة” على مدى السنوات الخمس الماضية.

وأضاف على متن طائرته أثناء توجهه إلى آسيا في زيارات إلى إندونيسيا وأستراليا: “الصين تقوم باعتراضات خطيرة ضد الطائرات والسفن العسكرية الأمريكية، كما أنها تستهدف كندا وأستراليا واليابان وشركاء أمريكيين آخرين”.

وفي مايو/أيار، حلقت مقاتلة صينية من طراز J-16 بالقرب من طائرة تجسس أسترالية، وأطلقت مقذوفات بما في ذلك قطع من الألومنيوم أصابت محرك طائرة المراقبة P-8.

وتابع: “لقد زاد عدد عمليات اعتراض الصين في البحر والجو بشكل كبير على مدى خمس سنوات”، مضيفاً “أن الجيش الصيني أصبح “أكثر عدوانية بشكل ملحوظ في هذه المنطقة بالذات”، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.

ودأبت إدارة “بايدن” منذ وصولها إلى “البيت الأبيض” على العمل لتأطير الصين أمام العالم -وفي عيون الأمريكيين تحديداً- على أنها التحدي الاستراتيجي الأكثر خطورة على مصالح واشنطن اقتصادياً وعسكرياً، وبالتالي سياسياً، فضلاً عن كونها “تهديداً لمكانة الولايات المتحدة كقوة مهيمنة على العالم.

تحركات واشنطن تثير غضب بكين

في وقتٍ سابق، أوضح البنتاغون أنه يعمل في المياه الدولية والمجال الجوي، لكن الصين تريد من الولايات المتحدة تقليص نشاطها في المنطقة.

وتدرك بكين جيداً أنها لن تصبح قوة مهيمنة دولياً توازي الولايات المتحدة ما لم تخضع مجالها الحيوي إلى نفوذها الحصري الذي لا يقبل القسمة على قوى أخرى.

تقرير وكالة أسوشيتد برس، قال إنَّ عمليات الاعتراض ليست سوى واحدة من العديد من القضايا الخلافية في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين.

مواجهة الصين

يزور ميلي جاكرتا، الأحد، كجزء من الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لتعزيز التحالفات في المحيطين الهندي والهادئ.

وتهدف هذه الزيارة جزئياً لطمأنة الدول بأن الولايات المتحدة تعتزم الحفاظ على وجود قوي في المنطقة لمواجهة الصين.

وقبل اجتماعه مع نظيره الإندونيسي الجنرال أنديكا بيركاسا، قال ميلي إن إندونيسيا “ذات أهمية استراتيجية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، نظراً لحجمها وجغرافيتها”.

وتهتم الصين بتأسيس وجودها العسكري في المحيطين الهادئ والهندي من أجل مواجهة الانتشار الاستراتيجي والعسكري الأمريكي في المنطقة، بدءاً من أستراليا وجزر المحيط الهادئ، مروراً بقواعدها العسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية، ووصولاً إلى البحار القريبة من الصين.

الصين توجه تحذيراً لإدارة بايدن

منذ أن قررت رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي، إجراء زيارة محتملة إلى تايوان في أغسطس/آب المقبل، والصين توجه تحذيرات للولايات المتحدة.

ويوم أمس السبت، ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”، أن الصين وجهت تحذيرات قوية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من زيارة محتملة لبيلوسي إلى تايوان.

ونقلت عن ستة مصادر مطلعة، إن التحذيرات كانت أقوى بكثير من تهديدات سبق أن وجهتها بكين عندما كانت غير راضية عن الإجراءات أو السياسة الأمريكية المتعلقة بتايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.

كما نقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن هذا الخطاب الخاص يشير إلى “رد عسكري محتمل”.

وفي وقتٍ سابق، قالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة بيلوسي لتايوان “ستقوض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها”، وإن الولايات المتحدة ستتحمل عواقب ردها.

وتكثف الصين نشاطها العسكري حول تايوان سعياً للضغط على الحكومة المنتخبة ديمقراطياً هناك لقبول السيادة الصينية.

وتقول حكومة تايوان إن سكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليوناً فقط هم من يمكنهم تقرير مستقبلهم، وإنها رغم رغبتها في السلام، فإنها ستدافع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم.

اقرأ أيضاً: بسبب تايوان.. اليابان أمام خطرٍ روسي ومسؤولة في واشنطن تواجه انتقادات لاذعة

كيف تُدار الحرب السرية بين واشنطن وبكين.. من بيلوسي إلى مناورات الصين الجوية
كيف تُدار الحرب السرية بين واشنطن وبكين.. من بيلوسي إلى مناورات الصين الجوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى