مع تعزيز موسكو وحليفتها المقربة مينسك قواتهما العسكرية المشتركة في بيلاروسيا، حذّرت كييف من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يحاول استخدام بيلاروسـيا لشن عملية برية جديدة عليها من جهة الشمال، فيما انتقد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أنها “المستفيدة” من الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.

روسيا تكشف متى ستدخل بيلاروسيا في حربها

وقال المسؤول بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بوليشوك، اليوم الجمعة، إن بيلاروسـيا قد تدخل الصراع في أوكرانيا “إذا قررت كييف غزو أي من البلدين”.

وقال بوليشوك لوكالة تاس للأنباء: “من وجهة نظر قانونية، فإن استخدام نظام كييف القوة العسكرية، أو غزو القوات المسلحة الأوكرانية أراضي بيلاروسيا أو روسيا أسباب كافية للرد المشترك”.

لكنه أضاف أن الأمر متروك لزعيمي البلدين فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو، فيما إذا كانا سيتخذان هذا القرار.

واستخدمت روسيا في فبراير/شباط 2022، بيلاروسـيا نقطة انطلاق لشن هجماتها على أوكرانيا، وتنشر منذ أكتوبر/تشرين الأول قواتها في بيلاروسيا؛ لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة.

واتفق البلدان، منذ ذلك الحين، على تكثيف تعاونهما العسكري، مما أثار مخاوف من أن موسكو قد تستخدم حليفتها الوثيقة لشن هجوم جديد على أوكرانيا من الشمال.

أوكرانيا ترد على إدخال بيلاروسيا في الحرب

في السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن “بلاده يجب أن تكون على استعداد على حدودها مع بيلاروسيا”.

وشككت المتحدثة باسم قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني ناتاليا هومينيوك، في حقيقة المناورات التي ستجريها قوات روسية وبيلاروسية قرب الحدود مع بلادها.

وأكدت أن الجيش الأوكراني مستعد للدفاع عن أي عدوان محتمل يمكن أن يكون مصدره بيلاروسـيا، وفق ما نقلته الجزيرة.

من جهته، قال المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية إن معظم الصواريخ الباليستية الروسية أُطلقت من أراضي بيلاروسـيا، وإن القوات الأوكرانية تُعزز قدراتها الدفاعية على الحدود مع بيلاروسـيا تحسباً لأي تطورات.

تأتي هذه التصريحات تزامناً مع إعلان وزارة الدفاع البيلاروسية عن زيارة قامت بها لجنة عسكرية روسية بقيادة قائد القوات البرية أوليغ ساليوكوف إلى بيلاروسيا.

وقالت وزارة الدفاع إن اللجنة الروسية تفقدت القوات المشتركة هناك، وذلك قبل أيام من انطلاق مناورات روسية بلاروسية تثير مخاوف كييف.

حليف بوتين ينتقد واشنطن

على صعيدٍ آخر، اعتبر رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، أن الولايات المتحدة هي بالتأكيد من يستفيد من الصراع في أوكرانيا، وأن الأوروبيين وحدهم هم الضحايا الرئيسيون بالمعنى الاقتصادي للكلمة.

وقال أوربان: “إن ضحايا سياسة العقوبات الخاطئة والحرب هم الأوروبيون. ففي الحرب، تفوز الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد، وتخسر أوروبا بالتأكيد.

ولا يزال السؤال محل النقاش حول روسيا، سواء انتصرت أم خسرت الآن، لكننا، إذا ما تحدثنا عن المال، فهم لا يخسرون الكثير. بشكل عام، ومن الناحية الاقتصادية، يمكننا القول بالتأكيد إن الخاسر الوحيد أو بالأحرى أكبر الخاسرين في هذا الصراع برمته هو أوروبا”.

وكان رئيس الوزراء أوربان، قد قال في وقتٍ سابق، إن أوروبا تخسر برفضها لمصادر الطاقة الروسية لصالح المصادر الأمريكية، حيث أنها الآن مجبرة على دفع مبالغ زائدة بـ 5-10 أضعاف.

وبحسب قوله، على أوروبا أن تطرح الأسئلة على “الأصدقاء الأمريكيين” حول من يكسب من هذا الوضع.

من جانبه، قال رئيس البرلمان الهنغاري لازلو كيفير، إن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يسمى بالفعل الخاسر في الأزمة الأوكرانية، لأنه لا يتصرف بشكل يتعارض مع مصالحه الاقتصادية.