مسيرات عارمة ومواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل غضباً للقدس
خرج آلاف الفلسطينيين، بعد ظهر اليوم الجمعة الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في مسيرات غضب حاشدة في عموم المدن و البلدات الفلسطينية، وخاصة في المسجد الأقصى استجابة لدعوة انتفاضة جديدة من فصائل المقاومة و لا سيما حركتي “حماس” و “الجهاد الإسلامي” .
و سبق ذلك تعزيز شرطة الاحتلال الإسرائيلية، من انتشارها في مدينة القدس الشرقية المحتلة، تأهباً لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى، و احتجزت بطاقات الهوية الشخصية للشبان المصلّيين، قبيل دخولهم للمسجد، فيما اعتقلت ستة عشر شاباً فلسطينياً، و من جهته، قال ميكي روزنفيلد، المتحدث بلسان الشرطة، في تصريح صحفي : إنّه “تم نشر المزيد من القوّات في القدس وحولها، و أنّ “الشرطة تستعد للردّ على الاحتجاجات في حال الضرورة” . و رغم عوائق الاحتلال و حواجزه .. آلاف الفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة في باحات المسجد الأقصى . و قدّر الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف في القدس، أعدادهم، بنحو سبعة و عشرين ألف مصلٍّ .
و اعتبر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ يوسف أبو سنينة، بأنّ تلك القرارات الأمريكية “باطلة و غير معترف بها، فالقدس إسلامية عربية فلسطينية شاء من شاء و أبى من أبى”، داعياً الشعب الفلسطيني إلى “الرباط و الصبر” مشيراً إلى أنّه “رغم المخاطر التي تُحدق بهم في المدينة و ما حولها، إلّا أن الفُرقة الداخلية ما تزال قائمة” .
و في سياق متصل اندلعت مواجهات، بين عشرات الشبان الفلسطينيين، و الجيش الإسرائيلي على مدخل بلدة “الجانية”، قرب مدينة رام لله وسط الضفة الغربية المحتلة، و قال شهود عيان : إنّ عشرات الشبان رشقوا قوّة عسكرية إسرائيلية بالحجارة و العبوات الفارغة على مدخل البلدة . و مواجهات مماثلة على مدخل مدينة “رام الله” الشمالي، فيما أصيب أربعين فلسطينياً بحالة اختناق في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في بلدة “قصرة” جنوبي نابلس، و أصيب ثلاثة آخرين في بلدة “كفر قدوم” قرب قلقيلية، و مصاب من منطقة “باب العامود” . بحسب (الهلال الأحمر) .
كذلك اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين و القوّات الإسرائيلية في المناطق الحدودية في مدينة “غزة” ، و اشتباكات أخرى في منطقة “ناحال عوز” شرق الشجاعية و منطقة “الفراحين” شرق خان يونس و شرق البريج، و في الضفة الغربية اندلعت اشتباكات بين الطرفين في مناطق متفرقة. كما و حاولت القوّات قمع مسيرة خرجت وسط مدينة “الخليل” و مسيرات في عدة مناطق أخرى، و هناك عشرات الإصابات بالغاز المسيل للدموع و الرصاص الحي و المطاطي .
فالتوتر يسود الأراضي الفلسطينية، عقب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الأربعاء، رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها، وسط غضب عربي و إسلامي، و قلق و تحذيرات دوليّة و أمميّة .
