بدأت الغارات المنتظرة, هل الهدف تنظيم الدولة فقط ؟

23 / 9 / 2014 فجر الثلاثاء

يوم سيذكره السوريون طويلا وخاصة في المناطقة الشرقية من البلاد

على غير موعدهم استيقظ المدنيين على أصوات انفجارات وغارات جوية هزت أرجاء الرقة و البوكمال وريف ادلب والريف الحلبي وغيرهم .

الناس معتادون بهذه المناطق مثل غيرها على قصف منذ تحرير هذه المناطق , ولكن هذه المرة كان الطعم مختلفا .

فقد بدأت قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية فجر اليوم سلسلة غارات جوية تستهدف تنظيم الدولة  ومقراته الثابتة وخاصة في معقله بمحافظة الرقة بحسب تصريحات البنتاغون الامريكي , بعدما بدأت قوات التحالف في الثامن من الشهر الحالي غارات على معاقل التنظيم في العراق لوقف تقدمه نحو اقليم كردستان العراق .

شارك بالقصف ليلة أمس مقاتلات حربية بالإضافة لصواريخ توماهوك والتي تنطلق من البوارج الامريكية في عرض البحر نحو أهدافها من مقرات وثكنات تابعة للتنظيم .

الحصيلة حتى اللحظة 18 غارة جوية على الرقة و 22 غارة على مدينة البوكمال  نتج عنها مقتل حاولي 20 عنصر لتنظيم الدولة مع تدمير مقار بالكامل تتبع لهم , كما أفاد ناشطون عن مقتل حوالي 20 شخصا وجرح العشرات جراء تنفيذ طيران التحالف لسبع غارات على ريف ادلب قرب الحدود مع تركيا .

الغارات الغربية على تنظيم الدولة ومقاره كان متوقعا بأي لحظة نظرا للتهديدات الغربية المتلاحقة وحشد امريكا لقرابة ال 40 دول حول العالم لهذا الأمر , ولكن المفاجئ بالغارات اليوم هو استهداف مقار تابعة لجبهة النصرة أيضا , حيث وقعت اربع انفجارات بمقرات تابعة للنصرة في بلدة اورم الصغرى بريف حلب يعتقد أنها نتيجة غارات امريكية نتج عنها مقتل شخص واصابة آخرين بالإضافة لتسوية مبان بالأرض , كما تم استهدف سبعة مقرات  للجبهة في كفر دريان بريف ادلب نتج هنها مقتل 13 عنصر لجبهة النصرة وعد آخر من الجرحة بحسب تصريحات من الجبهة نفسها .

السؤال المتبادر للذهن الآن ما هو سبب استهداف مقرات لجبهة النصرة بموازاة استهداف مقرات تنظيم الدولة ولو بشكل اخف ؟

ليس من المعقول أن تكون المقرات اختلطت على الولايات المتحدة بحيث لم تستطع التفريق بين مقرات الدولة والجبهة فمن يملك هذه الترسانة من الأسلحة والصواريخ الذكية التي تصيب هدفها بدقة متناهية من مئات الكيلومترات بالتأكيد يملك استخبارات قوية على الأرض فضلا عن صور الأقمار الصناعية التي تحدد له مباشرة الأهداف المراد ضربها , فهذه النظرية باطلة تماما .

لم يعلن التحالف أبدا عن استهداف أي تنظيم آخر سوى تنظيم الدولة ولا حتى لقوات النظام بل كان التركيز فقط على تنظيم الدولة وخطره على السلم والأمن الدوليين حسب قولهم .

السؤال لماذا تم استهداف تنظيم جبهة النصرة ومن أول يوم يعلن فيها التحالف عن بدء الضربات الجوية على تنظيم الدولة في سوريا .

هل الحرب على تنظيم الدولة فعلا أم أنها حرب خفية ستشمل كل فصيل اسلامي في سوريا من تنظيم الدولة  وجبهة النصرة وربما يلحق غيرهما في الأيام القادمة .

التنظيمات الاسلامية التي خرجت ضد نظام الأسد على ما يبدو كلها عدو بنظر الغرب ولا تفريق بين دولة أو جبهة أو غيرهما وما اعلانه عن استهداف تنظيم الدولة ما هو إلا رد على ما بدر من الأخير من ذبح لعدة مواطنين امريكيين وغيرهم ولكبح جماح تقدمه على الأرض في سوريا والعراق بينما المخفي من هذه الضربات بدأت تجلى من اول يوم وهو على ما يبدو ومن جهة نظر شخصي ضرب كل تنظيم اسلامي .

الأنباء المتتالية اليوم تفيد أن النظام يحشد رتلا كبيرا بالقرب من مدينة السلمية استعدادا لدخول الرقة في حال انسحاب تنظيم الدولة منها وهو امر غير مستبعد إذا استمرت غارات التحالف .

لماذا لم تستهدف غارات التحالف مقرات وثكنات النظام العسكرية التي أذاقت ولازالت الشعب السوري العلقم المرير او حتى لم يعلن من قبل التحالف عن أهداف تابعة للنظام سيتم ضربها .

فيما لو صدقت الانباء وانسحب التنظيم من الرقة تحت وقع الضربات ودخل خلفه النظام إليها ألا يعد ذلك مؤامرة ولو بشكل غير مباشر بين النظام والتحالف ؟!!!!

اسئلة برسم الإجابة عليها .