الشأن السوري

تخبّط في صفوف المعارضة المشاركة بعملية شرق الفرات، ورحال يعتبرها تهديدات خُلبيّة من أنقرة!!

على الرغم من إعلان الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان” قبل ثلاثة أيام عن موعد بدء العمليات العسكرية في شرق الفرات، في مدة زمنيّة حددها بـ “يومين”، لم تظهر أي بوادر واقعيّة حول بدء العمليّة حتى اليوم، إلّا أنه أكّد خلال تصريحاته أنَّ العمليّة لن تستهدف القوّات الأميركية في المنطقة.

وخلال الأيام الماضية تضاربت تصريحات الناطقين باسم فصائل المعارضة المُقرر مشاركتها في الحملة العسكريّة، حول تفاصيل العمليّة العسكرية على شرق الفرات، كما اقتصرت التحركات العسكريّة على حشود روتينية في مناطق تواجدهم، دون تحرّك أي رتل باتجاه المناطق المحاذية لـ شرق الفرات.

ومن الواضح أنَّ الجيش الوطني يشهد اضطرابًا وانقسامًا بين صفوفه، حيث صرّح النقيب “ناجي المصطفى” الناطق باسم الجبهة الوطنيّة للتحرير لـ صحف محليّة، عن نيّة مشاركة فصيل “جيش النخبة” في العمليّة العسكرية على اعتبار أنه ينشط في المناطق الشمالية، وحاولت “ستيب” التواصل معه ولم تلقى ردّ حتى لحظة إعداد المقال.

إلّا أنَّ الرائد “يوسف حمود” المتحدث باسم الجيش الوطني قد صرّح لـ وكالة “ستيب الإخبارية” أنَّ جيش النخبة هو جزء من الفيلق الأول التابع لـ الجيش الوطني وسيعمل تحت إشرافنا كـ مكوّن أساسي، معتبرًا أنَّ تصريح النقيب “ناجي المصطفى” غير حقيقي أو مهني.

وتواصلت وكالة ستيب الإخبارية مع “معتز رسلان” قائد الفيلق الأول التابع لـ الجيش الوطني، للوقوف على تفاصيل استعدادات المعارضة للبدء بالعمليّة العسكرية المرتقبة، إلّا أنه رفض التعاون واكتفى بـ قوله، “نحن بصدد البدء بـ عملية شرق الفرات والتجهيزات مستمرة، وكل الإمكانيات المتوفرة لدينا سوف نقدمها ولن نذخر أي جهد”.

كما نفى سلان ما تناقلته مراصد محليّة حول تحرّك “أول رتل لـ فصيل أحرار الشرقية باتجاه معبر تل أبيض للمشاركة في معركة شرق الفرات”، مؤكدًا أنه لم يتحرك أي فصيل استعدادًا لبدء العملية.

المحلل الاستراتيجي والعسكري “أحمد رحال” قال لوكالة ستيب الإخبارية، أنه يجب أن تؤخذ التهديدات التركيّة من زاوية أوسع، حيث كان هناك تهديدات اليوم من البنتاغون لـ الائتلاف الوطني السوري وفصائل المعارضة فيما يخص معركة شرق الفرات، مما يجعلني أعتقد أنَّ ما يحصل هو مجرد “رفع صوت” من الجانب التركي بهدف لفت انتباه واشنطن.

وتابع كما أنَّ تركيا ترى أنَّ أمريكا لا تحرك ساكنًا اتجاه الملف السوري، ولا تعير أي انتباه اتجاه الهواجس التركيّة فيما يخص حدود الأخيرة الجنوبية، وبالتالي التصريحات التركية هي رد فعل طبيعي اتجاه هذا الإهمال، ولا أعتقد وجود أي عملية عسكرية، لا مشابهة لغصن الزيتون ولا لدرع الفرات.

وأضاف رحال أنه قد تكون هناك ضربات تركية محدودة على مواقع (pkk)، لأن المعلومات التي وردتنا تفيد بانتقال قادة الحزب من جبال قنديل إلى سوريا، مما يُشكّل خطرًا على سوريا، والأمن القومي التركي،

وأشار رحال إلى أن هناك أنباء عن تشكيل جيش عشائر يكون عازل وفاصل ما بين ميليشيات “قسد” والجانب التركي، قد يمتد عملها على مسافة (540 كم) حدودية، ما بين منطقة الحسكة وصولًا إلى عين العرب، والمفاوضات والمباحثات جارية لاختيار قائد هذا الجيش وهو شخصية موجودة في أنقرة، تشكيل هذه القوة سيؤدي إلى تراجع ميليشيات قسد مسافة (20 إلى 30 كم) بعيدًا عن الحدود السورية التركية.

 

وأردف “رحال”، أمّا بالنسبة لمطالبة ميليشيات قسد على لسان “سيبان حمو” و “رياض ضرار” من نظام الأسد التدخل لجانبهم وحمايتهم في المعركة، فـ أعتقد أنَّ هذه نقطة عار في سحل شخصيات تدعي أنها ثورية، ولكنني أعلم أنَّ الميليشيات والنظام لم يكونوا يومًا على عداوة، بل هم شركاء للأسد في عدة مناطق مثل القامشلي.

 

من جانبها، كَشفت وسائل إعلام تركية عن إرسال مسؤولين في الإدارة الأمريكية رسالة سريّة، هددوا من خلالها الائتلاف الوطني وفصائل المعارضة المشاركة مع تركيا في العملية العسكرية على مناطق شرق الفرات، وجاء في نصّ الرسالة “حينما ترقص الفيلة؛ عليك أن تبقى بعيدًا عن الساحة، إنَّ مشاركة الائتلاف أو فصائل المعارضة بأيّ شكل في العملية، تعني الهجوم على واشنطن وقوّات التحالف، وهذا سيؤدي إلى صدام مباشر معها، كما أنَّ واشنطن وقوّات قسد في حالة متداخلة مع بعضهما، لذلك لا يمكن مهاجمة قسد دون استهداف التحالف والقوّات الأمريكية والاشتباك معهما”.

 

وفي وقت سابق من اليوم السبت، أصدر التحالف الدولي بيانًا قال فيه “إنَّ عمليات التحالف في شمال سورية مستمرة دون أي تغيير، وسنواصل عملنا الطبيعي في إنشاء نقاط المراقبة وتفعيلها لطمأنة حليف الناتو (تركيا)، كما سنبقى ملتزمين بالعمل مع شركائنا في الحرب على داعش والتأكد من هزيمتها بشكل نهائي، وأي تقارير تفيد بتغيير موقف الولايات المتحدة الأمريكية، ومع احترامنا للجهود، هي تقارير كاذبة وقد صُممت لبث حالة الفوضى وعدم الاستقرار”.

 

 

 

Turkey15122018

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى