اخبار سوريا

حملة تهجير القرى العربية مستمرة , والآلاف مشردين في العراء شرقي حلب

ارتكبت قوات سوريا الديمقراطية في حملتها الأخيرة على مدينة منبج و ريفها بريف حلب الشرقي شمال سوريا أخطاء عديدة دفع ثمنها مدنيون بينهم أطفال ونساء في المنطقة , وتابعت القوات سياستها في تهجير سكان القرى العربية على غرار ما قامت به سابقا في محافظتي الحسكة والرقة بعد معاركها مع تنظيم الدولة هناك , وهذا ما جرى مع سكان قرى سد تشرين في ريف حلب الشرقي والذين طردوا من منازلهم وباتوا في العراء دون أي التفات لحالهم من قبل أي جهة كانت

و في هذا السياق تحدث الشاب ” عقل ” أحد مهجري قرى ريف حلب الشرقي في حديث خاص لـ ” وكالة خطوة الإخبارية ” عن قيام قوات سوريا الديمقراطية بتهجير سكان قريته شاش البوبنا ( خربه زمالة ) الواقعة جنوب سد تشرين 6 كيلو متر والبالغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة , وقال عقل ان خربة زمالة هي آخر قرية تم تهجيرها قسراً يوم الاثنين الأول من الشهر الجاري حيث تم تهجير سبع قرى بالكامل من سد تشرين على فترات و هي ” خربة خالد – يوسف باشا (القشلة ) – الحمادات (محشيه الطواحين) – السعيدين – خربة التويني (الحج حسين ) – البلاشة ” و بدأت قوات سوريا الديمقراطية بعملية التهجير عقب سيطرتها على سد تشرين شرقي مدينة منبج منذ حوالي سبعة أشهر .

و نوه ” عقل ” إلى أنّ هذه القرى آمنة و لا يوجد فيها اشتباكات أو خطوط جبهة كما أنّ القرى التي هُجّرت قبلنا تم نهبها بالكامل حتى أشجار الزيتون تم قطعها هذا ما رآه بعينه، وأهالي القرى موجودة حالياً في بلده أبو قلقل الواقعة غربي سد تشرين 15 كيلو يفترشون العراء تحت خيام مهترئة على الطريق العام غربي أبو قلقل في ساحه كبيرة .

و أوضح ” عقل ” عندما تم تهجيرنا أعطونا ساعتين فقط لإخلاء القرية و وعندما حاول أهالي القرية الاعتراض تم اعتقال أكثر من شخص لكسر نفوس الناس وإذلالهم وإطلاق النار فوق رؤوسهم، وتم تهديدنا من قبل مراد الكردي قائد المنطقة في جنوب سد تشرين حيث قال ” إذا لم تخرجوا سوف تقصفكم الطائرة و نقول بأنكم دواعش ” , ومشينا من القرية باتجاه قرية أبو قلقل من الساعة السادسة ليلاً حتى الواحدة صباحاً لعدم توفر مازوت لسير السيارات، كما حدثت حالات ولادة في الطريق بينما عناصر الديمقراطية يضربون رصاصهم ورائنا أثناء سيرنا في الطريق .
و أضاف ” عقل ” خرجنا بمظاهرة ليلة أمس فقام عناصر قسد بإطلاق الرصاص الحي علينا ، فاضطرت الناس للرجوع عنها كما تم تهديدنا إذا خرجنا بمظاهرة أخرى ” سنعطي موقعكم للطائرة كي لا يبقى منكم أحد “.

من جهته ” أبو محمد ” أحد مهجري قرية خربة زمالة قال في حديثه مع ” وكالة خطوة الإخبارية ” أن هذه القرى غربي نهر الفرات كلها عربية و تعتمد على الزراعة و تربية الحيوانات حيث تركوا كل أملاكهم فيها، و تساءل أين يريدون أن يرحلوهم فهم يجمعون القرى في ناحية أبو قلقل التي تبعد عن القرية حوالي17كم .
و أشار ” أبو محمد ” إلى أن تنظيم الدولة قام بزراعة ألغام في القرية قبل انسحابه منها و هناك ألغام واضحة قلنا لهم أزيلوها فرفضوا ذلك لأنها ليست على طريقهم، و لا تهمهم شخصياً كما قتل عدد من أبناء قريتنا على إثر هذه الألغام، و إلى أنهم يريدون تهجير الناس بقوة السلاح، فهم يمارسون العنصرية بشكل علني فهناك قرى كردية في المنطقة لم يهجروا أحد منها، و عندما تمر سيارة أحدهم من الطريق يجب على الجميع إفساح المجال له .

و أوضح ” أبو محمد ” أنّ الإعلام و وسائل الاتصالات ممنوعة فإذا شاهد عناصر قوات سوريا الديمقراطية أحد الشباب يقوم بتصوير ما يجري يقولون عنه “هذا داعشي” فالتهمة جاهزة و قد يكون فيها حكم إعدام .

وذكر ” أبو محمد ” إن القرية دخلتها قسد دون أي اشتباك و بدون إطلاق أي طلقة نهائياً، ولم تحصل أي مشكلة معهم أو اختلاف طوال الشهرين التي سيطروا فيها عليها إلا أنّهم خرجوا علينا بأكثر من حجة لإخراجنا كاتهامنا بزراعة الألغام و أننا عملاء لداعش، وكثير من الجج الواهية معروفة لدى الجميع والقرية لم تتدخل نهائيا مع أي طرف منذ بداية الأحداث .

و الجدير بالذكر أن الآن يتواجد أكثر من إحدى عشر ألف نسمة في العراء بدون مأوى و لا غذاء و النساء والأطفال في الجو الحار والغبار ، ولا يوجد أي منظمات إنسانية أو إغاثية نهائياً كما حصلت لدينا حالة ولادة تحت السيارات في المخيم بدون أي اهتمام من الديمقراطية , ويقول لسان حال أهالي قرية شاش البوبنا هذا وضع قريتنا وهناك قرى كثيرة بريف منبج الشرقي معاناتها مماثلة فنحن نناشد المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بالتدخل العاجل والفوري لإرجاع الناس لبيوتهم، والحد من الكارثة الإنسانية التي ستحصل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى