اخبار سوريا

سقوط جوبر … سيكون آخر إسفين يُدقّ في نعش القيادة الموحّدة

ليس تمهيداً لسقوط جوبر “درع العاصمة” والذي يبدو بعيد المنال جدّاً، وإنّما تحذيراً للقادةِ  كما يحلو لأهل الغوطة أن يصفوه الذين نَصّبوا أنفسهم حُماة حِمى غوطة دمشق ، و احتكروا لأنفسهم الحقّ في توقيت الهجوم والانسحاب ،الاشتباكات والمعارك و الاقتحامات .

ليبقى مصير الغوطة مرهوناً بقراراتهم و قرارات داعميهم ، و ليكونوا كما لو أنّ سيفاً قد سُلّط على رقاب من يفكّر في تغيير المعادلة وشروط المعركة و يمسك بزمام المبادرة في جبهات الغوطة .

و مع العلم بكلّ الانتكاسات التي مُنيت بها عدّة نقاط في جوبر مؤخّراً، و بالجهة التي يُلقى عليها اللوم والتي تسبّبت بتلك الانتكاسات والانسحابات، لا نُنكِر الحرب الاعلامية و سياسة الإشاعات التي يتّبعها النظام في سبيل تهدئة مؤيديه و صدّ هجومهم على سياسته العسكرية خاصّةً في جوبر ،وبالفعل يبدو أنّ النظام نجح بالحرب الإعلامية التي يشنّها وسياسة الإشاعات التي يتبعها والتي وقع في شباكها كثيرون .

نقطة “طيبة” إحدى جبهات جوبر المتاخمة لمنطقة المناشر والتي يحشد فيها النظام قوّاته لاقتحام الحيّ منها، والتي “يتحصّن” بها جيش الاسلام و قد حمل على عاتقه صدّ هجوم النظام عليها، خسرت في الأيّام القليلة الماضية ما يقارب ال 50 بناءً و شهدت تقدّماً لقوّات النظام بها ، و حسب نشطاء “المكتب الإعلامي لحيّ جوبر الدمشقي” المتواجدين في جوبر وعلى الجبهات فإنّ جيش الاسلام الذي يرابط في منطقة طيبة قد انسحب من عدد من الأبنية و خسر بالفترة الأخيرة العديد من النقاط التي لا تبرح أن تُستردّ عن طريق تشكيلات شباب جوبر والمتمثِلة بـ ” ألوية الحبيب المصطفى ، لواء هارون الرشيد”، ويقول الناشطون أيضاً أنّ جيش الاسلام و باعتراف جميع التشكيلات العاملة في جوبر مسؤولٌ عن كلّ التراجع الذي حصل في الفترة الأخيرة والذي ليس له أي سبب أو حجّة ، ناهيك عن أنّ كلّ محاولات الاقتحامات الماضية التي حصلت في رمضان الماضي والتي كانت من جهة عارفة “العباسيين” تصدّى لها شباب “لواء الحبيب المصطفى ولواء هارون الرشيد وغيرهم ” بقوة ولم يفقدوا أو يتراجعوا عن أيّ من النقاط بالرغم من الضغط الكبير والحملة الشرسة التي تعرضوا لها، فما المبرّر الذي يضعه جيش الاسلام لكلّ ذلك التقصير الذي حصل في ظلّ الإجماع الذي يخيّم على غوطة دمشق بأنّ “جيش الإسلام” هو سبب الانتكاسات بالغوطة بالرغم من أهليّة عناصره و جاهزيتهم القتالية العالية ، وعند سؤال المنطوين تحت لوائه الردّ على تلك الاتّهامات كان المبرّر هو أنّ : التقدم للنظام في طيبة كان نتيجةً للخطة السهمية التي يتّبعها “سهيل الحسن ” والتي نجحت في سجن حلب و “بمورك” في حماه وبالمليحة ويستخدمها الآن بأكثر المناطق حساسيةً و خصوصيّةً في جوبر، وذلك حسب قولهم .

يذكر أنّ نظام الأسد أيضاً يستخدم في حي جوبر الدمشقي “المنظومة الروسية” UR-77″ وهي عبارة عن عربة مدرعة “مجنزرة” لإزالة الألغام لها برج يتحرك بشكل قوسي لإطلاق الصواريخ باتجاه الهدف والمنصّة مجهّزة بـثلاث صواريخ. يصل مدى الصواريخ الى 500 متر وتستطيع العربة اطلاق صواريخها بوقت يتراوح بين” 3-5 دقائق ،وهي مخصّصة لإطلاق شحنات متفجرة معززة صاروخياً تستطيع تحقيق اختراقات في حقول الألغام بطول 90 م و عرض 6 أمتار استخدمت هذه المنظومة من قبل القوات الحربية الروسية في حرب الشيشان، وهو أساس قوات الهندسة في الجيش الروسي ،يتم الآن استخدامها في تدمير حي جوبر بشكل ممنهج و متتالي وذلك بعد فشل الجيش السوري و الميليشيات الشيعية الداعمة له في اقتحام الحي و المناطق المجاورة له حتّى الآن .

لكن يبدو أنّ النظام مصرٌّ هذه المرّة على خوض المعركة وتحقيق انتصار حتّى ولو كان وهميّاً ، يتّضح ذلك من حالة الاستنفار الكبيرة التي تشهدها الآن كلّ جبهات الحيّ من قبل الحرس الجمهوري والمليشيات الشيعية المقاتلة معه، والحشود العسكرية في ملعب العباسيين حيث يتم نقل العناصر عبر مركبات وأخرى عسكرية وحشدها داخل الملعب، بالرغم من ذلك وبعد تراجع جيش الإسلام في منطقة طيبة ،شهد الحي خلال اليومين الماضيين تقدماً للمقاتلين وسط اشتباكات عنيفة جداً حيث تم استرجاع بعض النقاط من منطقة طيبة عند “المقبرة الجديدة” ترافق ذلك مع قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون أُمطر بها الحي طوال الساعات ال48 الماضية ،وتم صدّ هجوم قوات النظام وتكبيدهم خسائر بشرية، وذلك إثر وصول مؤازرات من عدّة تشكيلات من الغوطة ومن القيادة الموحّدة أيضاً بعد البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي لحيّ جوبر الدمشقي والذي حذّر فيه قادات الغوطة و جميع التشكيلات من سقوط جوبر، وحمّلهم مسؤولية استشهاد شباب الحي على الجبهات من دون مؤازرة ، وتركهم يواجهون حشود قوّات النظام و ميليشياته لوحدهم ،وتحميلهم مسؤولية صدّ اقتحام جوبر بوّابة الغوطة بعتادهم القليل وأسلحتهم الخفيفة ، و دعاهم إلى مؤازرتهم وصدّ الاقتحام لحماية أقوى جبهات الغوطة الشرقية وأمنعها على النظام .

 

لتكون جوبر بذلك اللغز الذي حيّر قوّات النظام و شتّتها و أرهبها، و المحكّ الذي سيكشف كثيرين على عتباته ، ويغيّر معادلاتهم بفضل مقاتلي الحيّ و تحرّرهم من قيود و بروتوكولات القادة والقيادة ، وتمسّكهم بحيّهم دون اعتباراتٍ أخرى تحدّهم من تحقيق هدفهم الذي وضعوه نُصب أعينهم .

10628547 863459010338821 2856967565347895090 n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى