اخبار العالمسلايد رئيسي

الاتحاد السوفيتي.. روسيا ترفع السرية عن وثائق تحمل أسراراً خطيرة

نشرت الاستخبارات الخارجية الروسية في ذكرى تأسيس الجهاز الـ”102″، اليوم الأربعاء، وثائق رفعت عنها السرية تكشف عدداً من القضايا الخفية من بينها أن “بريطانيا وفرنسا فكرتا في شنِّ هجوم مشترك على الاتحاد السوفيتي”.

وثائق رُفِعَتْ عنها السرية حول حقبة الاتحاد السوفيتي

بحسب الوثائق السوفيتية، فإن بريطانيا وفرنسا في بداية عام 1940، عولتا على “إطالة أمد الحرب السوفيتية الفنلندية من أجل شنِّ هجومٍ مشترك على الاتحاد السوفيتي من أراضي فنلندا في الوقت المناسب”.

ومن بين الوثائق التي نشرت “مذكرة من الإدارة الخامسة للمديرية الرئيسة لأمن الدولة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وهو جهاز الاستخبارات الخارجية، بشأن معلومات استخبارية وردت من الصين بأن بريطانيا العظمى وفرنسا تريدان شنَّ حرب ضد الاتحاد السوفيتي في فنلندا، من دون استثناء أن تنضم إليها ألمانيا”.

“حرب الشتاء” بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا

في السياق، ذكرت الوثيقة المؤرخة في 4 مارس 1940، أي في نهاية “حرب الشتاء” بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا، أن مصدر الاستخبارات السوفيتية في الصين أفادت بأن فرنسا وانكلترا ترغبان بشدة في أن “تستمر الحرب لفترة طويلة من أجل إضعاف قوة الاتحاد السوفيتي”.

ولفتت الوثيقة إلى أن لندن وباريس كانتا “تحاولان استخدام الحرب الفنلندية لإثارة الرأي العام في بلديهما ضد الاتحاد السوفيتي، وإجبار السكان على دعم حكومتيهما في جميع الإجراءات الموجهة ضد الاتحاد السوفيتي”.

بحسب الوثيقة، فإنه منذ بداية “حرب الشتاء” لم يساند الغرب فنلندا دبلوماسياً فحسب، بل أيضاً بالدعم العسكري.

وأضافت: “وقد قاتلت وحدة دولية بحجم فرقة، أي إن تعدادها حوالي عشرة آلاف شخص، مكونة من السويديين والنرويجيين والدنماركيين، إلى جانب الفنلنديين”.

وتابعت: “وأتى كذلك الأمريكيون والبريطانيون والإستونيون إلى فنلندا، وتلقى الجيش الفنلندي 350 طائرة مقاتلة، وألف وخمسمئة قطعة مدفعية من عيارات مختلفة، ومليوني ونصف مليون قذيفة، وستة آلاف رشاش ومائة ألف بندقية”.

الوثيقة أردفت: “كما قررت بريطانيا وفرنسا تشكيل قوة استطلاعية، وفي الواقع، كان البلدان يستعدان لشن عدوان على الاتحاد السوفيتي، وهو لم يحدث لأن الحرب بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا انتهت في 13 مارس 1940″.

وأشارت إلى أن لندن وباريس لم تقتصرا على خطط لإنزال القوات في الشمال “ففي عامي 1939-1940، كانتا تستعدان بنشاط لهجوم مشترك على جنوب الاتحاد السوفياتي وتدمير حقول النفط في باكو. ولهذا الغرض، تمركزت الآلاف من القوات في الشرق الأوسط”.

مساعدة غربية سرية

وفي قضيةٍ أخرى، أظهرت الوثائق أن الدوائر السياسية والمالية الأمريكية عشية الحرب العالمية الثانية “ساعدت سراً في ضخ النظام النازي بمليارات الدولارات، وكانت متخوفة من انكشاف تفاصيل عن هذا الأمر”.

ومن بين الوثائق التي نشرت مؤخراً، مقتطفات لمعلومات لجهاز الأمن الخارجي السوفيتي بشأن “مشاركة رجال دولة أمريكيين وبريطانيين في معاملات مالية لصالح ألمانيا النازية”.

كما كشفت وثيقة مؤرخة في 24 يوليو 1939، أن الاستخبارات السوفيتية تلقت من مصدر لم تكشف عنه، معلومات حول “محاولات الجانب الأمريكي والبريطاني إخفاء استعداد لندن بالتنسيق مع واشنطن، منح قرض كبير للنازيين، تبلغ قيمته خمسة مليارات دولار”.

وقالت الوثيقة: “ظهرت في الوقت نفسه، تقارير في الصحف مفادها أن بريطانيا بما أنها لن تكون قادرة وحدها على جمع مثل هذا القرض، فمن المفترض أن تحصل على مساعدة المتعاملين الماليين المحليين في وول ستريت”.

صورة بابا الفاتيكان وحرب على الاتحاد السوفيتي

إلى ذلك، أظهرت الوثائق التي رفعت عنها السرية أن بابا الفاتيكان بيوس الثاني عشر كان على علم في أبريل 1941 بهجوم ألمانيا النازية الوشيك على الاتحاد السوفياتي.

وكشفت أن بابا الفاتيكان حينها “أمر أتباع الكنيسة في الأراضي السوفيتية الغربية بالاقتراب من الحدود”.

برقية مشفرة من روما لموسكو

تحدثت الوثائق السوفيتية أيضاً عن برقية مشفرة وصلت من روما إلى موسكو في 3 مايو 1941، حول رسالة البابا إلى اليسوعيين وحول هجوم ألمانيا الوشيك ضد الاتحاد السوفيتي.

وقالت الوثيقة: “يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل، جرى تجمع سري ضم 400 يسوعي مع البابا الذي ناشدهم زيادة نشاطهم في الشرق”.

وأشارت إلى أن “اليسوعيين الموجودين في دول البلطيق وأوكرانيا الغربية وبيلاروس تلقوا تعليمات بالتمركز تدريجياً بالقرب من الحدود، حيث من المتوقع شن هجوم ألماني ضد الاتحاد السوفيتي بعد فترة وجيزة من تصفية المسألة اليونانية”.

يذكر أن جهاز الاستخبارات السوفيتية كان قد تأسس في 20 ديسمبر/كانون الأول 1920، ويواصل عمله الآن في روسيا مع أجهزة الأمن الأخرى.

من الرجل الذي بفضله ظهر الاتحاد السوفيتي؟

على صعيدٍ متصل، عاشت روسيا خلال العام 1917 على وقع ثورتين أسفرتا عن رحيل نظام القيصر نيقولا الثاني واستيلاء البلشفيين على السلطة.

فقد تمكن البلاشفة أثناء ثورة تشرين الأول/أكتوبر، من إسقاط الحكومة المؤقتة قبل أن يتوجهوا فيما بعد للقبول بمعاهدة برست ليتوفسك (Brest-Litovsk)، مع الألمان، يوم 3 آذار/مارس 1918 والتي خرجت بموجبها روسيا من الحرب العالمية الأولى.

وعلى إثر الثورة البلشفية، غاصت روسيا بحرب أهلية استمرت لسنوات وأسفرت عن مقتل الملايين وقيام الاتحاد السوفيتي.

إلى ذلك، تتجه الأنظار دائماً عند الحديث عن الثورة البلشفية لفلاديمير لينين الذي وصف بوجه الثورة وقائدها. وفي المقابل، تتجه الأغلبية لتناسي الدور البارز لليون تروتسكي (Leon Trotsky)، المعروف بليف دافيدوفيتش برونشتاين (Lev Davidovich Bronstein)، الذي نجحت بفضله هذه الثورة التي أفضت لنشأة الاتحاد السوفيتي.

وقد باشر تروتسكي نشاطاته الثورية منذ أن كان في السابعة عشرة من العمر.

فخلال العام 1896، كان الأخير عضواً بإحدى المنظمات الثورية السرية واتجه في الآن ذاته لتحريض العمال على التمرد والإضراب، وبسبب هذه الأعمال سجن تروتسكي عامين ونفي نحو سيبيريا قبل أن يغادر روسيا بالسنوات التالية ليستقر لوهلة بلندن حيث التقى فلاديمير لينين وعدداً من القادة البلشفيين المستقبلين.

وبمسيرته، كتب تروتسكي للعديد من الصحف الثورية كالبرافدا (Pravda) وإسكرا (Iskra) وعمل بمجال الدعاية حيث روّج للفكر الماركسي الشيوعي في صفوف العمال الروس الذين عانوا من تدهور وضعهم الاجتماعي.

وخلال الثورة البلشفية، قزّم البلشفيون دور تروتسكي مقارنة بلينين الذي ظهر بمظهر البطل وقائد الثورة.

فخلال تلك الفترة، كان تروتسكي قد أسس اللجنة العسكرية الثورية التي قادت التحرك وأسقطت الحكومة المؤقتة، ولإنجاح الثورة البلشفية، احتاج البلاشفة لدعم الفيلق العسكري المتمركز ببتروغراد. وبفضل خطاباته الحماسية وقدرته على الإقناع، تمكن تروتسكي من كسب تأييد هذه الفرقة المسلحة.

وعقب إزاحة الحكومة المؤقتة، عرض لينين على تروتسكي تولي منصب رئيس مجلس مفوضي الشعب. وبدلاً من ذلك، رفض تروتسكي الأمر مفضلاً الاكتفاء بمنصب مفوض الشعب للشؤون الخارجية.

أثناء توليه لوزارة الخارجية، فشل تروتسكي في استقطاب الموظفين السابقين بالوزارة كما عجز عن جمع الوثائق المتعلقة باتفاقيات روسيا القيصرية مع الدول الأجنبية وواجه مصاعب عديدة أثناء مفاوضات السلام مع الألمان. ومع مغادرته لهذه الوزارة، استلم تروتسكي منصب مفوض الشعب للشؤون العسكرية والبحرية.

إلى أن أعاد تروتسكي بعد توليه المنصب هيكلة الجيش الأحمر الذي تحول لجيش نظامي وفعّال قبل أن يتمكن من حسم الحرب الأهلية الروسية لصالحه.

من جهةٍ ثانية، لم يتردد تروتسكي في معاقبة الجنود المتخاذلين والمنسحبين اعتماداً على عقاب روماني قديم أعدم من خلاله عشر الفيلق المتخاذل.

يذكر أنه وعقب وفاة لينين، تمكن ستالين من الظفر بالسلطة ليقوم على إثر ذلك بطرد عدوه اللدود تروتسكي من الحزب الشيوعي قبل أن يرسله نحو المنفى عام 1929، وبأوامر مباشرة من ستالين، اغتيل تروتسكي عام 1940 على يد رجال المخابرات السوفيتية أثناء تواجده بالمكسيك.

الاتحاد السوفيتي.. روسيا ترفع السرية عن وثائق تحمل أسراراً خطيرة
الاتحاد السوفيتي.. روسيا ترفع السرية عن وثائق تحمل أسراراً خطيرة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى