المعركة المنتظرة {معركة دمشق} هل بدأت ؟؟

منذ عدة أشهر ونحن نتابع المعارك الشرسة التي اندلعت بالمليحة الواقعة بالغوطة الشرقية بين النظام والثوار .

تلك المعركة التي استمرت أكثر من 135 يوم استخدم فيها النظام كافة أنواع الاسلحة ثقيلة والصواريخ ذات الدمار الهائل حيث محيت أحياء بداخلها داخل المدينة وتم توثيق أكثر من 700 غارة لطران الميغ وسقوط ما يزيد عن 700 صاروخ أرض أرض وقرابة 7000 قذيفة دبابة وهاون ومدفعية وغيرها وعدة براميل متفجرة خلفت دمارا لا يوصف .

صمد الثوار بشكل أسطوري بوجه إجرام الأسد الذي استقدم اضافة لعناصره ألوية متعددة مثل حزب الله اللبناني و لواء أبو الفضل العباس وكفيل زينب وأسد الله الغالب العراقي الشيعي , وفقد خلالها النظام للمئات من جنوده من أبرزهم قائد قوات  الدفاع الجوي للنظام العميد حسين عيسى وعشرات من آلياته الثقيلة وتمكنوا من اسقاط عدد من طائراته الحربية .

اضطر بعد ذلك الثوار والمقدر عدد هم ب حوالي 400 مقاتل حفاظا على أرواحهم للانسحاب من المدينة تحت ولبل من القصف العنيف للنظام وهم متواجدون لغاية اليوم ببساتين المدينة .

بعد معركة المليحة ركز النظام قوته العسكرية نحو جوبر الواقعة بالجهة الشرقية من العاصمة وهي صلة الوصل بين الغوطة الشرقية والعاصمة من المتحلق الجنوبي وصولا لساحة العباسيين حيث يسيطر الحر على أكثر من 90 بالمائة منها فيما يسيطر النظام على بضعة أبنية في الطرف الشرقي من الحي بالقرب من ساحة العباسيين .

اشتعلت المعارك بين الطرفين منذ  تاريخ 28 آب الماضي حيث يحاول النظام دخول الحي لـتأمين العاصمة أكبر قدر ممكن من العاصمة من جهتها الشرقية فيما يعتبرها الثوار بوابة الدخول للعاصمة أيضا من نفس الجهة نحو تحريرها كاملة .

شهدت الأيام الأخيرة الماضية تصعيدا كبيرا من قوات النظام لمحاولة تحقيق أي انجاز امام مؤيديه يعوض ما يخسره بمناطق أخرى حيث يشن يوميا عشرات الغارات الجوية وقد استخدم فيها سلاحا جديدا عبارة عن صواريخ ضخمة تحوي قنابل انشطارية ذات قدرة تدميرية هائلة وهي ترمى بالمظلات .

توقع الجميع خلال الأيام الماضية سقوط جوير كغيرها من المناطق المحاصرة نظرا لتصعيد النظام عليها بشكل خطير جدا ونظرا لحصارها من ثلاثة محاور فيما يستحيل عليه حصارها من المحور الرابع الذي يصل جوبر مع الغوطة الشرقية , ومما يساعد الثوار على الصمود في جوبر وقد يؤخر دخول النظام فيما لو استطاع أن جوبر تحوب أبنية سكنية ولا تحوي بساتين الا بشكل نادر مما يسهل تمركز الثوار بالأبنية ولاستماته بالدفاع عنها بعكس المليحة التي في معظمها بساتين ويصعب التمترس بها .

جاءت المفاجأة منذ أيام قليلة والصاعقة على النظام وقواته من الثوار الذين بدوا في وقت ما على وشك السقوط في جوبر من جهة الدخانية وما يجاورها .

الدخانية لا تبعد عن جوبر سوى مئات الأمتار وتجاور عين ترما ببداية الغوطة الشرقية على الطريق نحو المليحة مجاورة لبلدة جرمانا .

قام الثوار بحركة ذكية تحسب لهم حيث تسللوا من بلدة عين ترما للدخانية وتعددت الاقاويل حول طريقة دخولهم ما بين تسلل تحت جنح الظلام أو عبر أنفاق حفروها منذ مدة حيث تمكنوا من السيطرة على البلدة باعتراف صفحات النظام وسط نزوح للمدنيين وهروب للجان الشعبية منها بعد سرقة منازل المدنيين وأسر عدد آخر منهم فيما سرت شائعات عن وصول جبهة النصرة لجرمانا مما أثار هلع عائلات النظام هناك مما اضطر محافظ ريف دمشق للخروج بوسط ساحة جرمانا محاولا طمأنة الأهالي أن الأمر بخير وتحت سيطرة الجيش . و قامت حواجز النظام بمنع أي شخص من النزوح نحو دمشق وذلك بهدف استخدام الاهالي كدروع بشرية في حال وصول الحر إلى المدينة . كما قطعت الاتصالات عن المدينة وحوصرت بالدبابات .

المفيد بالأمر ان النظام كما أشيع أنه أوقف عملياته ب جوبر أو خففها بشكل كبير واستقدم عددا كبيرا من قواته من هناك باتجاه الدخانية وما يجاورها خوفا من تقدم المجاهدين أكثر نحو جرمانا و الدويلعة .

تقدم الثوار هناك لازال وانباء عن وصولهم للكباس الذي يتمركز عليه حاجز للنظام على جسر الكباس الواقع على المتحلق الجنوبي والذي يقصف يوميا المدنيين بالغوطة الشرقية وجوبر .

السؤال الهام الذي يبرز إلى العلن :

هل يتابع الثوار تقدمهم نحو بلدات جرمانا و الدويلعة والكباس وما يجاورها ؟

هل يستعيد الثوار بلدة المليحة المجاورة من النظام ويفتحون عدة جبهات عليه لتشتيت قوته وجهوده .
السؤال الأهم الذي يتبادر الآن إلى أذهان السوريين :

هل حان موعد تحرير العاصمة دمشق بل هل بدأ الثوار الآن خطة طويلة هدفها تحرير العاصمة  أم أن الأمر كله هدفه فقط استعادة المليحة وتخفيف الضغط عن جوبر لا أكثر من ذلك .

الأيام القادمة أو الشهور التالية ستكسف لنا ما يخبأه الثوار وما ينوون فعله لتكملة هذه المعركة .

{{ هل بدأت معركة دمشق }}