حورات خاصة

حزب الله في الكويت يغسل الأموال ويدير شبكات بدأت من “الحسينيات” ووصلت لمحاولة اغتيال الأمير

حزب الله يهدد الكويت وينشط بشكل سرّي بدول الخليج.. من غسيل الأموال إلى محاولات الاغتيال وتشكيل الخلايا السرّية

يتواصل كشف المزيد من خلايا حزب الله في الكويت، حيث بات أشبه بالأفعى التي لا يؤتمن المبيت عندها بعد أن لدغ الكويتيين مرّات عديدة، حيث استغل استعطافهم من خلال حروب خلّبية وشعارات رنانة لا تخلو من الطائفية.

ومؤخراً كشفت خلية جديدة تتبع حزب الله في الكويت تعمل على تبييض الأموال وغسلها ودعم الميليشيا في لبنان، إضافة إلى تشجيع الشباب الكويتي للانضواء تحت راية الحزب، وتنفيذ الأجندات الممولة من إيران.

فلماذا اختار حزب الله الكويت ليظهر رأسه فيها علناً ويستغل أبناءها بعمليات التمويل وتبييض المال، ولماذا عفا الأمير الكويتي الشيخ نواف الصباح عن خلية تتبع لهم، وكيف وصل الحزب إلى هناك وما هو هدفه، وأسئلة أخرى طرحتها وكالة “ستيب الإخبارية” على المحلل السياسي الكويتي، ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، الدكتور فهد الشليمي، والكاتب والمحلل السياسي الدكتور عايد المناع.

حزب الله في الكويت يغسل الأموال ويدير شبكات بدأت من "الحسينيات" ووصلت لمحاولة اغتيال الأمير
حزب الله في الكويت يغسل الأموال ويدير شبكات بدأت من “الحسينيات” ووصلت لمحاولة اغتيال الأمير

نشاط حزب الله في الكويت

يشرح المحلل السياسي الكويتي، ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، الدكتور فهد الشليمي، أن حزب الله بدأ نشاطه منذ تأسيسه، مستذكراً أنه قدّم ورقة وضح فيها عام 1983 أن هناك مجموعة انفصلت عن حركة أمل ويرعاها الحرس الثوري الإيراني وتقدر بنحو 300 شخص حينها.

ويقول: بدأ حزب الله كقوة داخلية ثم تعاظمت وأخذت الدعم الشعبي والقومي عندما كان جنوب لبنان محتلاً من قبل إسرائيل وجيش لبنان الجنوبي، أما النشاط الحقيقي لحزب الله بدأ خلال 15 سنة الأخيرة، بعد أن تم تنظيمه إلى أجهزة متعددة “استخبارات وتنظيم وعمليات”، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بدأت نظرة الحزب إلى ما وراء الحدود اللبنانية لتنسيق الأهداف الإيرانية.

ويضيف: كسب حزب الله في الكويت تعاطفاً من خلال مقاومته لإسرائيل، ولم يقتصر الأمر على التعاطف بل اشترك بعض الكويتيين ضمن القوى العسكرية لحزب الله، وقد أعلن عن مقتل كويتي تابع لحزب الله منتصف الثمانينات.

ويؤكد “الشليمي” أن حزب الله في الكويت بدأ كتنظيم ديني من خلال جعل زعيمه حسن نصر الله كأحد مراجع الطائفة الشيعية، وانتقل هذا التقليد من ديني إلى “إيمان سياسي”، وبات هناك بحكم المعلوم وجود مجموعات تابعة لحزب الله في الكويت كما في البحرين، لكن لا تستطيع أن تبين نفسها لأنها محظورة.


حزب الله في دول الخليج سرّاً وعلانية

يوضّح الدكتور فهد الشليمي أن حزب الله متواجداً في كل دول الخليج سرّاً أو علانية، إلا أن ظهوره بالكويت بشكل صريح وعلني كان لعدّة أسباب.

ويقول: حزب الله ليس محصوراً في الكويت فكل دول الخليج الأخرى فيها متعاطفين مع حزب الله، إلا أنّ وجود حرية التعبير والسفر والتنقل وغيرها، جعل من تابعيه معروفين علناً، وقد نشط حزب الله في الكويت أكثر من غيرها لعدة أسباب أبرزها حرية العمل التجاري، وحرية السفر بين إيران ولبنان من الكويت مما يعطي حرية بالتنقل، والوفرة المالية وبالتالي إمكانية إقامة مؤسسات تجارية تابعة للحزب، والتعاطف والتسامح الكويتي مع حزب الله خصوصاً خلال فترة الثمانينات.

ويضيف: في الدستور الإيراني وفي المادة 154 ضمن أحد الفقرات تنص على أن إيران تقوم بدعم المستضعفين وبالتالي استغلال هذه الفقرة للتدخل بالشؤون الداخلية للدول، واستطاعت من خلال ذلك تجنيد حزب الله ليكون يدها في الدول العربية من أجل تنفيذ أهدافها ومشروعها مستغلةً وجود الحزب ضمن المجتمع العربي والتعاطف معه.

ويبيّن أن فكرة إيران بتصدير الثورة تقوم على النفس الطائفي، وتقوم باستغلال الأخطاء الطائفية ببعض الدول لتحصل على التعاطف.

ويتابع: خلايا إيران تستغل المناسبات والأماكن الدينية مثل الحسينيات لكسب التأييد، وبالتالي تستغل “الحصانة الدينية” في الكويت لنشر أفكارها، وقد شهدنا نشاطاً كبيراً لهم منذ الثمانينات وأيقنا أن خلفها إيران، وخصوصاً خلال محاولة خطف الطائرات والتخطيط لتفجيرات ومنها محاولة اغتيال الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح.


خلية غسيل الأموال لحزب الله

يرى “الشليمي” أن الكويت مرّت بعدة تجارب حول مدى انتشار النفس الطائفي، معتبراً أن الأمر يقع على عاتق المواطن الكويتي في مواجهته، مشيراً بذات الوقت إلى أن الكويتي لديه وعي لمواجهة ذلك.

أما عن غسيل أموال حزب الله في الكويت فيقول: الخلية التي اكتشفت مؤخراً في الكويت تهدف لدعم حزب الله اقتصادياً في ظل هذه الظروف من عقوبات وغيرها، ونستغرب نحن في الكويت قيام مؤسسات دينية بدعم حزب الله بدلاً من مواطنين أو مقيمين بحاجة ماسة أكثر للدعم، بالوقت الذي يذهب حزب الله لإرسال مقاتليه بالدول العربية وسوريا واليمن خير شاهد.

ويضيف: العفو الأميري الأخير الذي شمل بعض أعضاء مجلس الأمة ومؤيديهم وبعض المتورطين مع حزب الله في الكويت لا سيما بخلية العبدلي، كان الهدف منه أن يشمل جميع الفئات بالكويت دون تمييز ضمن إطار قانوني.

ويتابع: جريمة غسيل الأموال في الكويت هي جريمة إرهابية، حيث أن الكويت بلد مفتوح وفيه حريات كبيرة استطاع البعض استغلال الأمر من خلال سهولة إقامة النشاطات التجارية خصوصاً بين الكويت والعراق وإيران ولبنان، بهدف عملية غسيل الأموال التي يصعب مراقبتها بالوضع الراهن.


حزب الله لدغ الكويت التي انتبهت له

من جانبه يؤكد الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، عايد المناع، أن حزب الله استغل الجو الديمقراطي النسبي في الكويت وتوغل من خلال مجاميع كانت متعاطفة معه خلال الحرب مع إسرائيل، وبعضها مخدوع بالجانب الطائفي ويعتقد أن الحزب هو ذراع الولي الفقيه الذي ينبغي مساندته.

ويقول: حصل حزب الله على دعم مالي من رجال أعمال ومواطنين آخرين خلال مواجهة إسرائيل ولم يقتصر الأمر على الطائفة الشيعية حينها، فمثلاً سابقاً كان رجل الأعمال ناصر الخرافي وهو سنّي يقدم دعماً للحزب إلا أنّ ذلك اختلف بعدما وضح وجه هذا الحزب الحقيقي في مواجهة السوريين واللبنانيين.

ويضيف: وجود جالية لبنانية كبيرة ولا سيما من الطائفة الشيعية ساعد على تغلغل حزب الله في الكويت، ووجود التعاطف معه خلال مواجهة إسرائيل أعطى له نوع من البيئة الحاضنة بالكويت.

ويشير إلى أن حزب الله في الكويت لعب على كل الأوتار وأهمها وتر المقاومة وهو ما جعله مقبولاً حتى من خارج طائفته، ولكن الكويت تنبّهت وتجري متابعته جيداً خاصة بعدما كشفت شبكته بعد خلية العبدلي إضافة إلى اكتشاف ضلوعه بقضية تجسس وكانت السفارة الإيرانية طرفاً فيها.

ويتابع: لا يستبعد نهائياً استغلال حزب الله لبعض الدعم القادم من الكويت على شكل صدقات أو تحويلات من الجالية اللبنانية بالكويت، والتي قد يكون بعضها صحيح وآخر يمكن أن يكون أشبه بغسيل أموال، وذلك في ذراعه العسكري.


موقف الكويت من “الأسد” حليف حزب الله

في ظل التقارب العربي الأخير من النظام السوري بعد سنين من القطيعة، رغم أن النظام السوري وعلى رأسه “بشار الأسد” يعتبر الحليف الأول وراعي أنشطة حزب الله في المنطقة، فما هو موقف الكويت؟

يؤكد الخبيران الكويتيان أن موقف الكويت السياسي لا يزال قائماً دون تغيير جذري، إلا أن الظروف المحيطة التي طرأت جعلت من بعض الأمور تتغير نسبياً لا سيما النظرة العربية والخليجية للقضية من زاوية أخرى.

ويقول الدكتور فهد الشليمي: موقف الكويت من حليف حزب الله الأكبر وهو النظام السوري لم يشهد تغيرات كبيرة، إلا أنّ الموقف العربي عموماً بات ينظر للقضية السورية بعين أخرى، بعد 10 سنوات من الحرب واستمرار النظام وعدم وجود معارضة حقيقية تملك مشروعاً وتضرر دول الجوار من الأمر.

ويضيف: الكويت انضمت للسعودية ودول الخليج على اعتبار إمكانية إعطاء ضوء أخضر لعودة سوريا للجامعة العربية لكن مقابل شروط وتنازلات منها إجراء انتخابات جديدة وقف الحرب وقف التشديد الأمني والعفو العام وعودة اللاجئين والتعديل الدستوري وغيرها من التنازلات، وربما أن الموقف الأمريكي أيضاً متطابق مع الأمر.


ولا يمكن التطرق لحزب الله على أنه ميليشيا مستقلة بعيداً عن الحرس الثوري الإيراني وأهداف النظام الإيراني التوسعية بالدول العربية من جهة، وبين علاقته بالنظام السوري الذي يرعى نشاطه الاقتصادي والعسكري ويدعمه بعد أن سانده لعشر سنوات بالحرب السورية، ولعل كشف شبكات التهريب وعمليات تهريب المخدرات إلى دول الخليج واحدة من نشاط الحزب فيها، بينما خلاياه السريّة التي تعمل على الترويج له وكسب الحاضنة الشعبية تواصل عملها على قدم وساق، فهل ستنتبه دول الخليج لها قبل فوات الأوان؟

حزب الله في الكويت يغسل الأموال ويدير شبكات بدأت من "الحسينيات" ووصلت لمحاولة اغتيال الأمير
حزب الله في الكويت يغسل الأموال ويدير شبكات بدأت من “الحسينيات” ووصلت لمحاولة اغتيال الأمير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى