حورات خاصة

“الحجاب وعلاقة الجنسين والجنة”.. 3 قضايا أشعلت الجدل بتصريحات “جمعة” ومحمد حبش “يفجّر” مفاجأة حولها

أثار مفتي مصر السابق علي جمعة، جدلاً واسعاً خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تصريحات حول مفاهيم دينية معتبرة، تتعلق بشروط العلاقة بين الجنسين قبل الزواج، والحجاب، إضافة إلى تصريحه اللافت حول أن “الجنة ليست حكراً على المسلمين”، ورغم الانتقادات والجدل لم يكن “جمعة” الوحيد الذي يرى هذه المفاهيم بتفسيرات معاصرة بعيدة عما ورد وتناقلته الأجيال دون البحث والتفكير، حيث كشف الدكتور محمد حبش عن أصل هذه التفسيرات وحقيقتها.

 

وكان جمعة قال في برنامج تلفزيوني إن دخول الجنة ليس حكراً على المسلمين وحدهم، وأن العلاقات العاطفية مباحة بشروط. وفي سياق متصل، تناول جمعة قضية الحجاب، مؤكداً على أنه يجب ألا يصف ولا يشف ولا يكشف، مشيراً إلى أنه لا يوجد شكل معين للحجاب الشرعي، وأن الأهم هو تحقيق الشروط الثلاثة في أي أسلوب يتبعه الشخص.

وفتحت هذه التصريحات باب النقاش حول تلك المفاهيم، وأثارت تساؤلات حول التفسيرات للنصوص الدينية وكيفية تطبيقها في سياقات الحياة اليومية.

 

1 1

الجنة ليست حكراً على المسلمين

يقول دكتور الفقه الإسلامي في جامعة أبو ظبي ومؤسس ومستشار مركز الدراسات الإسلامية، العالم والمفكر الإسلامي السوري، الدكتور محمد حبش، في حديث لوكالة “ستيب نيوز”: “الأدلة كثيرة على ما ذهب إليه الشيخ علي جمعة، وقد فصلت ذلك في كتابي إخاء الأديان، وأشهر الأدلة هي الآية الكريمة التي تكررت ثلاث مرات في القرآن الكريم بصيغ تكاد تكون متطابقة: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، في إشارة إلى تصريح “جمعة” حول شمولية الجنة لأتباع الأديان الأخرى.

 

ويؤكد أن هناك نحو أربعين آية تثني على المؤمنين من أتباع الديانات الأخرى الذين أظهروا إنصافاً واحتراماً، وقد بين القرآن ذلك بكلمتين اثنتين في سورة آل عمرن، وهما: “ليسوا سواء”.. معتبراً أنّ “الكارثة تكون حين نضع الجميع في قالب واحد من محاربين ومسالمين ثم نحكم على الناس بناء على اعتقاداتهم، في حين أن الشريعة تأمرنا بالتعامل مع الناس وفق سلوكهم”.

 

ويضيف: “النبي الكريم أثنى باستمرار على الملك النجاشي ملك الحبشة وهو نصراني، وحين مات قال مات الليلة أخوكم أصحمة بن أبجر قوموا بنا نصلي عليه، فأنكر ذلك بعض الصحابة وقالوا كيف نصلي على رجل من غير ديننا، فأنزل الله: وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب”.

 

ويشدد الدكتور محمد حبش أن الآية واضحة في الثناء على طائفة من أهل الكتاب يؤمنون بأديانهم ويؤمنون بالإسلام ديناً كريماً، ويقرؤون آيات الله التي أنزلت عليهم خاشعين لله، لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، والآية نص في أنّ الله تعالى يثيبهم أفضل الثواب في الآخرة، “أولئك لهم أجرهم عند ربهم، ومقتضى الآية الكريمة أنّ الجزاء الأخروي حق لهم، وفق ظاهر الآية {أولئك لهم أجرهم عند ربهم}”.

 

ويقول: “مقتضى هذه الآية أنّ الله تعالى يستمع الدعاء والعبادة من كل من توجّه إليه بإحسان، أياً كانت القِبلة التي يتبعها أو الديانة التي يلتزمها، حيث هو سبحانه منزه عن الجهات والمكان، وهو أقرب إلى عباده من حبل الوريد”.

 

ويتابع: “إضافة إلى ذلك فقد روى الطبرى عن قتادة أنّ هذه الآية نزلت في النجاشي أيضاً، فحين دعاهم الرسول للصلاة عليه وأنزلت آية آل عمران كما بينا، عاد بعض الصحابة فاعترضوا وقالوا: إنه لم يكن يستقبل قبلتنا ولا يعرف صلاتنا فأنزل الله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم}”.

 

ويجدد “حبش” تأكيده أن الآية صريحة في قبول إيمان أهل الأديان، سواء كانوا من أهل القِبْلة أم من قبلة غيرها طالما عبدوا الله بإحسان وأحسنوا في عباده، حسب وصفه.

 

وبالوقت عينه يعود الدكتور محمد حبش لمناقشة الرأي الآخر، مشيراً إلى أن هناك آيات معارضة لذلك، منها: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”، مشيراً إلى أن هذه الآية قد وردت للإشارة إلى أن الأديان جميعاً تنتمي إلى الإسلام الذي هو إسلام الوجه لله، وقد نص القرآن الكريم أن الإسلام دين كل الأمم والملل التي تؤمن بالخالق العظيم سبحانه.

 

ويلفت أيضاً إلى أن هناك آيات شديدة وردت في المحاربين من “الكفار” وهي لا تنطبق على المختلف في الاعتقاد إذا كان مسالماً لا يعتدي على المسلمين.

 

ويستطرد قائلاً: “الأدلة متقابلة، ومن آمن بظاهر هذه الآيات تأول الآيات الأخرى، وكذلك فعل الطرف الآخر، والخلاصة في آية واضحة في سورة الزلزلة التي يشرح الله فيها قيام الناس للحساب يوم القيامة يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم، فقد تحدث بصيغة الناس وليست بصيغة المسلمين أو المؤمنين أو الصحابة، وهناك ختم بهذه الآية العظيمة: فمن يعمل (من الناس) مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل (من الناس) مثقال ذرة شراً يره”.

 

وكان العديد من الفقهاء يجزمون بدخول غير المسلم حكماً إلى النار، كما قال العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن باز: “مَن مات على الكفر: يهودي أو نصراني أو غيره، إذا مات على دينه فهو في النار، الله توعَّدهم بالنار، فالكفَّار في النار يقينًا، والمسلمون في الجنة يقينًا”.

 

الحجاب ليس واجباً

أما عن القضية الأخرى التي أشعلها الشيخ علي جمعة، حول الحجاب وشروطه الثلاثة، فإن الدكتور حبش يجدد تأكيده على صحّة هذه التصريحات.

 

ويقول: “اتفق الفقهاء بدون استثناء أن الحجاب أدب إسلامي كريم، واتفقوا أنه ليس من أركان الإسلام والخمسة ولا هو من أركان الإيمان الستة”.

 

ويضيف: “اتفق الفقهاء الذين قاموا بإحصاء الكبائر أن ترك الحجاب ليس منها، واتفقوا أن الأمر بالحجاب قد ورد في الكتاب والسنة، واتفقوا على أنه فرض في الصلاة والحج.

 

وقد وردت الإشارة إليه في القرآن الكريم مرتين: مرة بصيغة المضارع المسبوق بلام الأمر، (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) ومرة بصيغة المضارع المحض (يدنين عليهن من جلابيبهن) وورد مرة ثالثة متروكاً لتقدير المرأة (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)”.

 

ويتابع الدكتور “حبش” للنظر بالرأي الآخر، مشيراً إلى أن الفقهاء اختلفوا أيضاً: “هل الأمر بالحجاب أمر وجوب أم أمر استحباب؟.. الجمهور على أنه أمر وجوب… ونختار أنه أمر استحباب للأسباب التالية: إن أمر الوجوب والفرض يقترن عادة بالحدود والعقاب أو بالغضب الإلهي والوعيد بالعذاب، وهذا هو شأن الأمر بالوجوب في ترك القتل والخمر والسرقة، وليس في الأمر بالحجاب شيء من ذلك”.

 

ويرى الدكتور “حبش” أن تعليل الحكم بالخوف على المسلمة من الأذى وفق الآية (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) يجعل تقدير الحجاب في يد المرأة المسلمة، فهي تضعه متى شاءت وتتركه متى شاءت وفق تقدير ما تتعرض له من أذى وضرر.

 

وحول أمر الوجوب أو الاستحباب وما ورد فيهما يقول: “هناك 62 أمر صريح في القرآن الكريم يراد به الاستحباب وليس الوجوب، ومنها على سبيل المثال قوله تعالى:” واضربوهن” فالأمر هنا أمر إباحة وليس أمر وجوب، ولو أن رجلاً نشزت عليه امرأته ولم يضرب امرأته فلا يقال له عاصياً ولا فاسقاً بل إن رسول الله نهى عن ضرب النساء وهو يرتل الآية فاضربوهن…. ومثل ذلك قوله “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع” … فلو أن رجلاً لم يتزوج مثنى ولا ثلاث ولا رباع فلا يسمى عاصياً ولا فاسقاً”.

 

ويشرح أن الأمر بالاستحباب ورد أيضاً آية المداينة فقد ورد فيها الأمر بكتابة الدين ست مرات متتابعة: “إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه، وليكتب بينكم كاتب بالعدل، ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله، فليكتب وليملل الذي عليه الحق، ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً او كبيراً إلى أجله، ولا يضار كاتب ولا شهيد”، مشيراً إلى أنه مع وجود ستة أوامر صريحة بالكتابة اتفق الفقهاء تيسيراً على الناس أن الكتابة مستحبة وليست واجبة وأن الديون تثبت بالبينة ولو لم تكن وثيقة مكتوبة.

 

ويقول: “ما ترويه الواعظات من سلخ جلود النساء بسياط من نار وكيه بالعذاب والسعير والحريق وتعليق النساء من أثدائهن فهذا كله كذب وتخريف وتشويه للدين الحنيف واحتقار للمرأة”.

 

ويخلص الدكتور “حبش” إلى أن أمر الحجاب متروك للمرأة فهو قرارها وحريتها ومسؤوليتها، مشيراً إلى أن واجبنا أن نشرح لها الحقائق الشرعية، وأن تعلم أن الدين يسر وليس عسراً و أنه رحمة وليس عذاباً.

 

ورغم أن هناك تيار واسع يعارض هذا التفسير، إلا أنّ غالبية الفقهاء اتفقوا على أن الحجاب واجب على المرأة بينما اختلفوا بأمر النقاب من حيث تغطية الوجه واليدين.

 

فمذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب ، لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر، ومذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة ، بل مستحبة ، لكن أفتى علماء الحنفية والمالكية منذ زمن بعيد أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها، وظلت هذه المسائل عالقة بين سطور التفسيرات للعلماء والفقهاء.

 

شروط العلاقة بين الرجل والمرأة

بينما كان للدكتور محمد حبش وجهة نظر مختلفة نسبياً عن علي جمعة حول قضية العلاقة بين الرجل والمرأة بدون زواج، حيث أنه بالوقت الذي يحرمها بعض الفقهاء تماماً، اعتبر “جمعة” أن لها ضوابط بسيطة منها معرفة الأهل مثلاً.

 

بينما يقول الدكتور “حبش”: “العلاقة الاجتماعية التي تكون بين الطالب وزميلته والجار وجيرانه والرجل وقراباته والزملاء في العمل فهذه أبواب أذن الله تعالى فيها بالمحبة والخير والتراحم، والمؤمن إنسان اجتماعي بطبعه، وقد أمرنا أن نقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، ولا يعجبني المسلم المعزول أو المسلمة المنعزلة لا تألف ولا تؤلف، وقد قال رسول الله: المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف”.

 

ويضيف: “الشروط فلا أعتقد انها من مهمة الواعظ أو الرقيب بل هي مهمة الإنسان، وكل نفس بما كسبت رهينة، وبل الإنسان على نفسه بصيرة، واستفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك”، بينما يؤكد أن “العلاقة الجنسية فهي محرمة قطعاً إلا في ظل الزواج الشرعي والعقد الذي أمر به الله تعالى”.

 

ورغم ذلك هناك تيار يواصل فهم بعض النصوص بوجوب تحريم المخالطة بين الرجل والمرأة، كما قال ابن باز: “نص العلماء على تحريم عمل المرأة مع الرجل في مكتب واحد وعمل واحد، يتمكن من الخلوة بها والنظر إليها والنظر إلى ما حرم الله منها ونظرها إليه نظر الشهوة والفتنة هذا من المحرمات”، واستند إلى تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه بقول الله جل بالآية القرآنية : “وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا [الأحزاب:33، 34].

 

النصوص الدينية نور يهدي وليس قيد يأسر

 ومع الجدل المثار حول النصوص التفسيرات وهي ليست وليدة اليوم ولم تقف مع تصريحات “جمعة وحبش”، فيرى الأخير أن “النصوص الدينية كما أخبر القرآن الكريم منها ما هو محكم ومنها ما هو متشابه ومنها ما هو ناسخ ومنها ما هو منسوخ ومنها المخصص والمقيد والمؤول والموقوف فيه… وهذه قواعد أصولية كثيرة وضعها الفقهاء لإتاحة المجال للعقل ليختار ما يناسب الناس في كل زمان ومكان”.

 

ويقول: “القرآن الكريم وحي من الله أشرق به في قلب النبي الكريم محمد عليه السلام، وهو الإشراق نفسه الذي شعر به الأنبياء والحكماء والفلاسفة خلال التاريخ، ولا زال إلهاماً في الأرواح النقية والقلوب السليمة”.

 

ويضيف: “القرآن نص أدبي وتربوي، ولذلك فهو حمّال أوجه ويحتمل تأويلات كثيرة وهو ليس كتاباً حقوقياً قانونياً صارماً بحيث يكون له تأويل واحد، وفيه آيات محكمات هن أم الكتاب وفيه آيات متشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله، وهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا”.

 

ويوضح أنه ليس في القرآن الكريم تفاصيل وافية عن العبادات والمعاملات، بل فيه إشارات ملهمة، لا يتكون منها نظام كاف للحياة، وبالتالي فإن هذه النصوص هي نور يهدي وليس قيداً يأسر.

 

ويقول:”أما العبادات فيتم استكمالها بما روي من الأحاديث الكريمة وهدي العارفين بالله، وأما المعاملات فقد حكم عليها الرسول الكريم بقوله أنتم أعلم بأمور دنياكم، والأمة ببرلماناتها ومجالس التشريع فيها تسترشد بنوره ولكنها تحتكم إلى مصالح الناس وقواعد العقد الاجتماعي”.

 

وبالوقت عينه يؤكد أن والقرآن نص مقدس ولكنه محكوم بالزمان والمكان، تقيده أسباب النزول وظروف التنزيل، وقد تعرضت عشرون آية منه للنسخ في حياة الرسول، كما استمر الفقهاء في تحديد مناطه وظروفه ودلالاته ولأجل ذلك ابتكروا منطق تخصيص العام وتقييد المطلق وتأويل الظاهر والقول بالمتشابه، مشيراً إلى أنه أيضاً “حقيقة ومجاز”.

 

ويشدد على أن النظر إلى القرآن على أنه نص قانوني وكتاب حقوقي يفصل كل الأحكام ويلزم كل زمان ومكان فهو موقف “غلو ومبالغة”، قائلاً: “المقصود بوصية القرآن: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق”.

 

تساؤل أخير؟!

ويأتي الجدل المثار حول هذه القضايا في ظل توارث التفسيرات التي هي أيضاً نتيجة اجتهاد فقهاء من الناس وليسوا أنبياء، مما يجعل تفسيرهم يحتمل الصواب والخطأ، على اعتبار أن البشر ليسوا معصومين من الخطأ سوى الأنبياء، بحسب المتعارف بالدين الإسلامي.

 

وحول ذلك يقول الدكتور “حبش” : “التربية السلفية هي التي أقنعت المسلم بأن الخير في الماضي والشر في المستقبل، وأننا نرتد كل يوم إلى أرذل العمر، وأن السلامة في ترك كل جديد والعودة للقدماء. هذه القناعة هي حركة عكس التاريخ وعكس المنطق القرآني أيضاً الذي أمرنا بالضرب في الأرض واكتشاف سنن الله تعالى والعمل وفقها والاحتكام إلى العقل والعلم بعيداً عن رأي الأولين أو الآخرين”.

 

 ويضيف: “نقرأ التاريخ كله، ونتابع باهتمام وعي السلف وفهم السلف وجهد السلف، ولكن لا ينبغي أن نتحنط في شيء من ذلك، فالشاهد يرى ما لا يراه الغائب والرسول الذي كان يأمر بالشيء ويحلف عليه الأيمان كان يتراجع عنه عندما يتغير الظرف والزمان والمكان، والقرآن نفسه الذي كان يحكم بالأمر في مسالة كان يقوم بنسخها حين يظهر أمر جديد، ومع أنني لا أميل للمبالغة التي ذهب إليها ابن الجوزي وابن حزم بالقول بنسخ 225 آية في القرآن المسطور ولكنني أذهب إلى القاسم المشترك بين الصحابة والسلف والفقهاء وهو القول بنسخ 21 آية من القرآن الكريم نفسه في حياة الرسول”.

 

ويتساءل الدكتور محمد حبش “متى سنملك الجرأة والشجاعة ونحاكم التاريخ الإسلامي أيضاً وفق مسطرة القرآن وقواعده، فنتخذه نوراً يهدي لا قيداً يأسر، ونملك الشجاعة والجرأة أن نمارس النقد البناء بشجاعة واحترام، دون أن نتهم بالتآمر على الأمة والزندقة في أحكامها والطعن في الثوابت، متى نستطيع القول عن جيل السلف كله من صحابة وتابعين وفقهاء مثل ما قال القرآن عن الأنبياء: إنهم أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون.. ويل لأمة تتقن تقديس ماضيها ولا تعمل لتقديس مستقبلها”. 

 

"الحجاب وعلاقة الجنسين والجنة".. 3 قضايا أشعلت الجدل بتصريحات "جمعة" ومحمد حبش "يفجّر" مفاجأة حولها
“الحجاب وعلاقة الجنسين والجنة”.. 3 قضايا أشعلت الجدل بتصريحات “جمعة” ومحمد حبش “يفجّر” مفاجأة حولها

 

 

إعداد: جهاد عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى