حورات خاصة

سيناريوهات الانتقام الحوثي ضد أمريكا “وُضعت”.. لكن هل يجرؤون على تنفيذ أحدها؟ عميد يمني يجيب

عقب ضربات هزَّت مواقع ميليشيا الحوثي في اليمن، تتأهب القوات الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر منذ فجر الجمعة، لرد قاسٍ حال شنّت الميليشيا الموالية لإيران أي هجوم لا سيما أن المتحدث باسمها يحيى سريع توعد بدفع “ثمن باهظ”.

ورغم أن الرد الحوثي متوقع في ظل التصعيد الذي أحدثه في البحر الأحمر منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والمستمرة حتى اللحظة في غزة، إلا أن طرق الانتقام لا تزال غامضة وسط تساؤلات حول ما إذا كانت حليفتها إيران ستتدخل وتقف إلى جانبها عسكرياً أم ستكتفي ببيان إدانة للضربات الأمريكية البريطانية.

ومع إصرار ميليشيا الحوثي على جرّ اليمن إلى دائرة الحرب الجارية في المنطقة، ذهب خبراء إلى أن الضربات الأمريكية البريطانية مجرد إنذار لها التي تستهدف السفن وتعيق الملاحة البحرية، وبأنه لا نيّة لدى الغرب للإطاحة بها حالياً.

يقول العميد اليمني والخبير العسكري ثابت حسين لوكالة ستيب الإخبارية: “أعتقد ليس هناك بعد قراراً دولياً للإطاحة بالحوثيين، ولا قرار بتحريك الوضع العسكري في داخل اليمن”.

ويضيف: “الرد الحوثي على ضربات التحالف الدولي متوقع”، متسائلاً: “لكن هل يغامر الحوثي بالعودة إلى ذات سابق شططه غير المحسوب باستهداف السفن؟”.

ويتابع: “احتمال قائم لدى تحشدات القوات الغربية، وتدفقات الأساطيل مازالت مستمرة من دول الاتحاد الأوربي، ما يعني أن الحوثي إن أقدم على فعل غير مدروس سيتلقى هجمات، وضربات فجر الجمعة الموجعة مجرد بروفة أولى ورسالة إنذار”.

حسين يزيد: “الحوثي لا بد أن يرد على هدر كرامته العسكرية أمام أنصاره. وأعتقد أنه ربما مسموح له بفعل شيء ما هامشي ذات صلة برد الاعتبار، ولكنه لن يسمح له أن يذهب حد استهداف مباشر للسفن التجارية وتهديد الملاحة الدولية كما كان عليه الوضع سابقاً وأخذ اقتصاد العالم و رفاهه رهينة بيده”.

هل ستقف إيران إلى جانب ميليشيا الحوثي؟

بينما تشيد إيران بالحوثيين باعتبارهم جزءاً من “محور المقاومة”، رغم نفي ميليشيا الحوثي أنهم وكلاء لطهران، تزيد التساؤلات حول ما إذا كانت إيران ستتدخل وتقف إلى جانب حليفتها بعد تعرضها لضربات قاسية فجر الجمعة.

العميد الركن ثابت حسين يقول: “لا أعتقد أن إيران يمكن أن تتدخل عسكرياً ومباشرة في الحرب ضد التحالف الدولي، ولكنها ستقدم دعماً عسكرياً ولوجستياً واستخباراتياً ومالياً ودبلوماسياً للحوثيين. وقد تحرك بعض أذرعها في العراق لنفس الغرض”.

الهدف من فتح جبهة اليمن

قالت روسيا إن سبب فتح الولايات المتحدة لجبهة جديدة ضد الحوثيين في اليمن “هو رغبتها في صرف الانتباه عن المشاكل التي تواجه نظام كييف”، فيما ذهب خبراء إلى أن السبب هو تلقين الحـوثيين المدافعين عن حماس درساً ولا علاقة لها بكييف.

الخبير العسكري اليمني يرى أن الغاية من توجيه ضربات التحالف الدولي ضد الحوثـيين حتى الآن “عقابية وتحذيرية ورادعة، ولكنها قد تتصاعد وتتطور وفقاً لردود فعل الحوثيين وتطورات الوضع في المنطقة”.

ميليشيا الحوثي
كيف سترّد ميليشيا الحـوثي على الضربات الأمريكية البريطانية.. وهل تتدخل حليفتها إيران؟.. عميد يمني يجيب

السيناريوهات المحتملة

فيما يبدو أن عمر حرب غزة طويل في ظل عدم وجود بوادر حل الأزمة بين حماس وإسرائيل حتى الآن، ومع استمرار “طوفان الأقصى” الاحتمالات تزداد باستمرار التصعيد في البحر الأحمر من قبل الحوثـيين.

حول أبرز السيناريوهات المحتملة المتوقعة للمرحلة المقبلة، يرى حسين أن الضربات التي تعرض لها الحوثيون “لن تجعل الحـوثي مهماً حاول ترميم جسده وتعويض خسائره عبر إيران، أو أن يعود ثانية بذات القوة”.

ويتابع: “هناك احتمال أن يدخل التحالف الدولي عسكرياً لفرض تسوية على الحـوثي وربما هزيمته عسكرياً”.

ويكمل: “أما على الصعيد السياسي فستتغير شروط التفاوض ومسودة الحل الخاص بخارطة الطريق، وتُصاغ بنود الاتفاق بشروط ميزان قوى جديد، ما قد يساعد على تمرير تسوية ما يعرف للأزمة اليمنية رغم أنني أستبعد حصول تسوية نهائية وشاملة وعادلة إلا إذا أجبر الحوثيين على ذلك”.

هل جرَّت ميليشيا الحوثي اليمن إلى الحرب؟

حضت الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الأسبوع الماضي، ميليشيا الحـوثي على وقف هجماتها في البحر الأحمر ضد السفن التجارية والملاحة الدولية، مؤكدةً أن ذلك “بالغ الأهمية من أجل تجنب جر اليمن إلى حريق إقليمي”.

الخبير العسكري اليمني يقول: “الحـوثي فعلاً جرَّ اليمن منذ بداية حرب غزة إلى مربع هذه الحرب وتداعياتها، دون أن يقدم أي شيء ملموس لدعم حماس أو حتى لدعم الشعب الفلسطيني إنسانياً ومعنوياً”.

ويضيف: “كان هدفه استثمار الحرب في غزة لحشد الشعب في شمال اليمن حوله وأن يتحول زعيم الحوثيين إلى بطل قومي وأن يكون خطراً ليس على الجنوب ولكن على المنطقة و الإقليم كاملاً”.

وختم العميد الركن ثابت حسين حديثه لوكالة ستيب بالقول: “الحرب في غزة ستستمر ولن تنتهي إلا بأجندة اسرائيلية مدعومة غربياً”.

ستيب: سامية لاوند

ميليشيا الحوثي
كيف سترّد ميليشيا الحـوثي على الضربات الأمريكية البريطانية.. وهل تتدخل حليفتها إيران؟.. عميد يمني يجيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى