الشأن السوري

إرهاب النظام يجرد “محمد” من طفولته, ليعيش مرارة الألم مع باقي أسرته في دوامة اللجوء

تتعدد مصائب الشعب السوري بسبب المعاناة القاصية التي عاشوها في بلادهم لتُروى هذه القصص في بلاد اللجوء و يظهر الألم بعد برود الإصابة لتكون الفاجعة كبيرة لدرجة أنها أبكت و لا تزال تُبكي الآلاف ,فأن ترى مصائب ناس تعلم بأن مصيبتك أهون و إن كانت متشابهة .

الطفل “محمد المصري” بدأت الثورة و عمره 12 ربيعا ,يعيش مع باقي أسرته حياة بسيطة ,ليدخل مع أباه صراع الظلم و الحق و تكون النتيجة مكتوبة بقذيفة مدفعية تؤدي إلى إصابته و استشهاد والده .

محمد خرج مع أمه و أخوته الصغار إلى الأردن باحثين عن الأمان و الاستقرار بعد أن حل بحمص ما حل ,ليكون محمد قد بلغ من العمر 15ربيعا و يواجه حياة و مسؤولية تصعب على العديد من الرجال في مثل هذه الظروف .

في الأردن و بسبب أن محمد هو كبير الأسرة كان من واجبه تدبير أمورها ,فمثل هذا الطفل البالغ 15عاما ماذا يستطيع الفعل لأمه و أخوته الصغار ؟!! ,فقد اضطر محمد إلى العمل في مطعم “جرصون” من الصباح و حتى ابتداء دوامه في المدرسة في الساعة 12ظهرا ليعود بعد دوامه في المدرسة المنتهي الساعة 4بعد العصر إلى العمل حتى الساعة 3فجرا ليستطيع تأمين مبلغ بسيط يمنعهم عن التسول و سؤال الناس .

و يقول أصدقاء محمد في المدرسة أنه كان يأتي و النوم يسكن عينيه ,غير مؤدي لواجباته التي لا يستطيع تأديتها بمثل هذا الظرف و لتؤدي هذه الحالة به في النهاية إلى رسوبه في المدرسة و هو يحاول إطعام أمه و أخوته الصغار و بنفس الوقت يحاول إكمال دراسته ليحقق حلم أباه الفقيد بأن يراه متخرجا من جامعته و مؤسسا لحياته .

و قد انتهى المطاف بمحمد و أسرته إلى انتقاله إلى تركيا منقطعة كل أخباره ليكمل مأساته هناك بعيدا عن الاستغلال للسوريين في الأردن و لكن ليس بعيدا عن مشقات الحياة و متاعبها لطفل يعمل بشكل لا يطيقه الرجال.

3_First_Frame

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى