اخبار العالمسلايد رئيسي

الصين تطرح اتفاقاً مثيراً للجدل على دول المحيط الهادئ

تواصل الصين محاولاتها ازعاج أمريكا من خلال التوسع في منطقة المحيط الهادئ وإجراء اتفاقيات أمنية تراها واشنطن تهديداً لأمن المنطقة، إلى جانب تحركاتها العسكرية والرد عليها، حتى أصبحت المنطقة الأكثر توتراً بعد المعركة في أوكرانيا.

فشل الاتفاق الصيني في المحيط الهادئ

وأجرى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي مع قادة عشر دول جزرية في المحيط الهادئ، اليوم الإثنين مباحثات بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن مقترح أمني واسع النطاق.

وكان من المتوقع بأن تناقش قمة القادة ووزراء الخارجية المنعقدة عبر الإنترنت مقترحات صينية ترتبط بزيادة الانخراط الصيني بشكل كبير في الأمن والاقتصاد والسياسة في جنوب الهادئ.

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام فإن الجهود الصينية لم تثمر عن نتائج بعدما أعرب بعض القادة الإقليميين عن قلقهم العميق، وتخوفهم من الانخراط في “محور بكين”.

وقال رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما بعد الاجتماع “كالعادة، نمنح الأولوية للتوافق”، ما يؤكد أن التوصل إلى اتفاق واسع بين دول المنطقة سيكون ضرورياً قبل التوقيع على أي “اتفاقيات إقليمية جديدة”.

ويزور وزير الخارجية الصيني عاصمة فيجي في إطار جولة في المنطقة مدتها عشرة أيام تأتي في وقت تتنافس بكين مع واشنطن وحلفائها على النفوذ في منطقة الهادئ الاستراتيجية.

اتفاق أمني وبداية توسع

وقبيل الزيارة، اقترحت بكين اتفاقاً ينص على تدريب الصين أجهزة الشرطة المحلية ويتيح لها التدخل في الأمن الإلكتروني إضافة إلى توسيع العلاقات السياسية وإجراء عمليات مسح بحري حساسة. كما يمنح الاتفاق بكين إمكانية أكبر للوصول إلى الموارد الطبيعية سواء البرية أو البحرية.

في المقابل، ستقدّم بكين مساعدات مالية بملايين الدولارات، وإمكانية إقامة اتفاق للتجارة الحرة بين الصين ودول المحيط الهادئ الجزرية، التي يمنحها الاتفاق كذلك إمكانية الوصول إلى السوق الشاسعة للقوة الاقتصادية الصينية.

وقبيل الاجتماع، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة مفادها بأن الصين ستكون “شقيقة جيّدة” للمنطقة التي يربطها بها “مصير مشترك”، وفق ما أفادت شبكة “سي سي تي في” للبث.

وأعلن وانغ في المقابل بأن دول الهادئ الجزرية العشر اتفقت على مذكرات تفاهم بشأن مبادرة “حزام وطريق” الصينية للبنى التحتية وحض الأطراف التي تشعر بقلق حيال نوايا بكين على ألا تكون “قلقة ومتوترة جداً”.

وحذّرت القوى الغربية من الاتفاقيات إذ دعت الخارجية الأميركية دول الهادئ إلى الانتباه من “الاتفاقيات الغامضة والمبهمة والتي تفتقد إلى الشفافية” مع الصين.

وضمّت أستراليا صوتها إلى الولايات المتحدة في دعوة دول جنوب الهادئ للتصدي لمحاولات الصين توسيع نفوذها الأمني في المنطقة، وحذّرت وزيرة خارجيتها الجديدة بيني وونغ من “عواقب” اتفاقيات من هذا النوع.

على غرار جزر سليمان

وأعلنت جزر سليمان والصين، قبل نحو شهر، عن توقيع اتفاقية أمنيّة مع الصين، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة وأستراليا من توسيع النفوذ الصيني في منطقة المحيط الهادئ.

وقال رئيس حكومة جزر سليمان ماناسيه سوغافاري حينها، إنّ حكومته “وقعت بكامل إدراكها اتفاقاً أمنياً مع الصين”، وحاول طمأنة واشنطن وكانبيرا، قائلاً: “الاتفاق مع الصين لا يشمل إقامة قاعدة عسكرية”، لكنه لم ينشر النسخة النهائية للاتفاق.

فيما حذّرت الولايات المتحدة، من أنها “سترد” في حال أقامت الصين قاعدة عسكرية في جزر سليمان، ذات الموقع الاستراتيجي.

وبينما تسعى واشنطن إلى تعزيز وجودها في المنطقة لمواجهة النفوذ الصيني، أعلنت في شباط / فبراير الفائت، أنها ستعيد فتح سفارتها في جزر سليمان، بعد 29 عاماً على إغلاقها.

تحركات عسكرية

وقبل أيام أجرت طائرات أمريكية ويابانية مناورات عسكرية في أجواء المنطقة، تزامناً مع تحركات ومناورات عسكرية بحرية أجراها الجيش الصيني ونظيره الروسي.

ويرى خبراء عسكريون أن هذه المناورات التي تمت فيما كان الرئيس الأميركي يعقد قمة مع قادة تحالف كواد، والتي تفسر صينياً كحشد للحلفاء لتطويق الصين ومزاحمتها في مناطق نفوذها التقليدية في جنوب وشرق آسيا وفي عموم منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ ، تأتي كرد مشترك من موسكو وبكين على التحركات الأمريكية في هذا الجزء من العالم.

زيارة بايدن

وزار الرئيس الأمريكي جو بايدن المنطقة وأجرى لقاءاته مع قادة الدول إضافة إلى قادة تحالف كواد، قبل أيام، وشدد على ضرورة مواجهة أطماع الصين المتنامية هناك.

وأصدر القادة الأربعة لـ ”كواد” بياناً مشتركاً بعد قمتهم في طوكيو يعارضون فيه بشدة أي “إجراءات قسرية أو استفزازية أو أحادية الجانب تسعى إلى تغيير الوضع الراهن وزيادة التوترات في المنطقة”.

مواضيع ذات صِلة : قلب المحيط الهادئ يشتعل وسط توتر شديد … وقلق أسترالي من جيش الصين

ومع اجتماع الدول الكبرى على أهمية المنطقة الاستراتيجية في المحيط الهادئ، أصبحت دول المنطقة أمام تحديات كبيرة ما إذا اختارت أن تقف إلى جانب حلف الصين أو أمريكا، حيث ستضطر للمواجهة مع أحدهما.

شاهد أيضاً : الصين بطلاً لكأس العالم والثمن تريليون يورو و30 مليون لاعب.. خطة الصين الجهنمية للسيطرة على كرة القدم

الصين تطرح اتفاقاً مثيراً للجدل على دول المحيط الهادئ
الصين تطرح اتفاقاً مثيراً للجدل على دول المحيط الهادئ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى