هل يكفي 150 ألف عسكري لكبح طموح روسيا و إيران في سوريا ؟
تشبه التصريحات السعودية حول نيتها التدخل برياً في سوريا الصدمة الكهربائية التي قد تحي آمال الشعب السوري الذي يرزخ حالياً تحت نيران احتلال مزدوج (روسي – إيراني) و التي تزامنت مع اقتراب موعد ” رعد الشمال ” لتكون بمثابة محاولة لسحب البساط من تحت الوجود الإيراني و الروسي الداعمان الأساسيان للنظام السوري
و أعلنت السودان اليوم عن انضمامها لمجموعة المتدربين في مناورات “رعد الشمال” و التي كانت مخططة لدولتين فقط هما السعودية و مصر سرعان ما امتد الامر لمشاركة دول الخليج إضافة إلى كل من الأردن و باكستان و دول إسلامية أخرى تخطط لأن تجمع 350 ألف عسكري في مناورات هي الأكبر و الأولى في تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب
هذه المناورات التي استبقتها أمس الأول بإعلانها الاستعداد للدخول برياً في الحرب السورية تلاه تسريب سعودي اليوم بأن هناك 150 ألف عسكري تم حشدهم لإرسالهم إلى شمال سوريا بقيادة تركية سعودية مشتركة و بإشراف من التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية
سعي السعودية لتشكيل “التحالف الاسلامي” الشهر الماضي ما هو إلا دليل على أنها لم يعد لديها صبر لتقدم إيران في المنطقة و محاولتها نشر نفوذها ثورتها في الشرق الاوسط بالتوازي مع حركة دبلوماسية اقتصادية لدعم الجانب العسكري و تضييق الخناق على إيران من خلال اتفاقات مع الصين و باكستان
هذه التحركات السعودية جاءت في ظل الاتفاق الغربي الإيراني لرفع العقوبات عن الأخيرة و الذي اعتبره وزير الخارجية السعودي ذو تأثير سلبي فيما أكدت صحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية أن إيران ستستخدم الأموال التي رفع عنها التجميد في دعم أنشطتها التخريبية و دعم الإرهاب داخل و خارج منطقة الشرق الأوسط
أما أمريكا فتلعب دور المحرك و المدير للحرب السورية من خلال لعب دور المرسال بين المعارضة و حلفاؤها من جهة و روسيا و النظام السوري و إيران من جهة أخرى فهي غير مستعدة بعد الأزمة المالية التي لحقت بها بعد حرب العراق للتدخل العسكري البري في سوريا و هو ما أوصلته بطريقة غير مباشرة للدول العربية لتتسارع دول الخليج لإنهاء الحرب السورية التي ستقض مضاجعهم و لن ينجوا منها بعد التبجح الروسي الإيراني الذي لم يعد له ضوابط ، ما جعل السعودية تتسارع لكبح جماح أي تصعيد إيراني محتمل في حال تمكنها من إحكام السيطرة على سوريا .
