من خلال التمعّن بالبيانات التي أصدرتها الجبهة الإسلامية مؤخراً ، يرى كثيرون تحوّلا ملحوظاً في مسار الجبهة وتقارباً أكبر مع الجيش الحر، و ربّما بعداً ونأياً بالنفس عن جبهة النصرة، وحسب مراقبين فإنّ بيانات الجبهة تأتي في توقيت حسّاس تتعرض فيه بعض فصائل الجيش الحر في حلب وإدلب إلى هجمة شرسة من جبهة النصرة _تقول النصرة_ أنّها لمحاربة المفسدين وقطّاع الطرق ، وكانت قد شاركت بعض كتائب الجبهة الإسلامية في تلك الهجمة بتنسيق مع جبهة النصرة ، لكن مصادر في الجبهة الإسلامية أكّدت لقيادات الجيش الحر أنّ كتائبها التي شاركت النصرة هجماتها قامت بذلك بشكل فردي وعلى أسس مناطيه من دون الرجوع للقيادات ، وأصدرت الهيئة السياسية في الجبهة الإسلامية بياناً أعلنت بموجبه فراقاً شبه نهائي بينها وبين جبهة النصرة من خلال تأكيدها أنّ "أيّ إعلان على أرض الشام لخلافة أو إمارة أو حكومات لا يختارها أهل الشام ولا يقرّها أهل الحل والعقد منهم هي إعلانات باطلة لا تترتّب عليها آثارها الشرعية ولا تخصّ سوى أصحابها" ،وذلك في إشارة لإعلان جبهة النصرة منتصف شهر تمّوز الحالي رغبتها بإقامة إمارات إسلامية في سوريا، وقد ترافق هذا البيان مع أنباء نقلها نشطاء في إدلب عن تجهيز جبهة ثوار سوريا التي يقودها "جمال معروف" حملة للقضاء على جبهة النصرة بعد أن قامت الأخيرة بطرد ثوار سوريا من عدّة مناطق في إدلب ، وحسب ناشطين فإنّه من غير المستبعد انضمام الجبهة الإسلامية لفصائل الجيش الحر في محاربة النصرة فإنّ الأخيرة _حسب قولهم _قد غلت غلواً كبيراً في الفترة الأخيرة وأظهرت طمعاً في السلطة ورغبةً في فرض أحكامها على الناس وانسحبت من الهيئات القضائية في ريف دمشق وحلب ووجهت تهديدات تعسفية لمن يتعامل مع الأمريكان في إشارة إلى الجيش الحر وربما أيضاً إلى الجبهة الإسلامية ،و من جهة ثانية فإنّ الجبهة الإسلامية يبدو أنّها تسارع الزمن في تغيير صورتها وتبنّي الموقف الأكثر اعتدالاً ، في وقتٍ هي فيه أكثر ضعفاً من أيّ وقتٍ مضى، ولم تدفع مستحقّات مقاتليها منذ خمسة أشهر ، غير أنّه حسب كثيرين فإنّ الأيام القادمة ستكشف عن مصير الجبهة وبوصلتها الجديدة
net/nfiles/2014/07/download.jpg" alt="download" width="204" height="204" />