اخبار سوريا

“معارك القنيطرة وفتح أبواب دمشق”

تزايد حجم الانتصارات الكبيرة التي حققتها كتائب الجبهة الجنوبية بسرعة فائقة على جبهة القنيطرة منذ الإعلان عن انطلاق معركة “المغيرات صبحا” والتي تهدف إلى تحرير المدينة من تواجد قوات النظام وتضيق الخناق على مركز مدينة البعث وخان أرنبة وجبا، إلى جانب فك الحصار عن بلدات جباتا الخشب وطرنجة وأوفانيا بعد أكثر من عام ونصف من الحصار المطبق.

وبعد تسعة أيامٍ من بدء معركة “المغيرات صبحا” تمكن الثوار من تكبيد قوات النظام في القنيطرة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد حيث وصل عدد القتلى من عناصر قوات النظام الموثقين خلال المعارك إلى مئتين وخمسين قتيل وأسر عشرين آخرين، بالإضافة إلى إعطاب عشرة دبابات وخمس عشرة آلية.

سير الأحداث والانتصارات:

بالنسبة لخارطة السيطرة على المدينة فقد أحدثت معركة المغيرات صبحا تقدما واضحا لصالح الثوار تمثلت بسيطرة الثوار بدايةً على معبر القنيطرة الحدودي وعلى كامل البلدات على الشريط الحدودي بعد تحرير بلدتي الحميدية والرواضي في القنيطرة باستثناء بلدة حضر التي لا تزال تحت سيطرة النظام نظرا لما تتميز به من وعورة
وموقعا استراتيجيا على جبل الشيخ.

بالإضافة إلى ذلك، كان الانتصار الأبرز خلال المعارك هو:

تحرير قرية نبع الصخر أكبر قرى محافظة القنيطرة من حيث المساحة والسكان حيث تكمن أهميتها في كونها خط الدفاع الأول عن تل الحارة الأهم عسكريا في المنطقة ما يعني فتح الباب على مصراعيه لتحرير التل من سيطرة قوات النظام ومن ثم وصل ريفي درعا والقنيطرة المحررين بريف دمشق الغربي.

حيث أنه في التقدم الأخير الذي حققته فصائل الجبهة الجنوبية بالأمس من خلال السيطرة على بلدتي الحميدية والرواضي على الشريط الحدودي وانسحاب قوات النظام منهما يكون تواجد النظام قد انحسر في مدينة البعث القريبة من الشريط الحدودي والتي لا تبعد عنه سوى بضعة كيلو مترات.

كما لا تزال قوات النظام متواجدة في خان أرنبة مركز مدينة القنيطرة والتي تعتبر السيطرة عليها إعلانا عن تحرير منطقة القنيطرة بالكامل نظرا لتواجد كافة المراكز الحكومية فيها من إدارة الشرطة والهجرة والجوازات، قوات الدفاع، مبنى المحافظة،

أما من الناحية العسكرية فتضم خان أرنبة نقاط عسكرية لفيلق الجولان و كتائب البعث ويصل عدد عناصر النظام فيها إلى ألفي عنصر.

كما ينحصر تواجد النظام في القنيطرة ببعض التجمعات الصغيرة في بلدات الكوم وجبا وعين النورية.

اللواء 90:

يعتبر اللواء 90 اللواء الوحيد لقوات النظام في مدينة القنيطرة وهو غير مجهز بالشكل الكافي نظرا لاتفاقية فض الاشتباك التي وقعها نظام حافظ الأسد مع اسرائيل والتي منعت أي تواجد عسكري للنظام في المنطقة مجهز بآليات ثقيلة كما أنه لا يضم عددا كبيرا من الجنود إلا أنه محصن بشكل جيد من الناحية الدفاعية مما يزيد صعوبة اقتحامه.

من ناحية تجهيز اللواء فهو يضم كتيبة دبابات و حاجز على اوتستراد السلام، بالإضافة إلى مفرزة أمن جوية و شبيحة بلدة نبع الفوار القريبة من مبنى اللواء.

في ذات الوقت تشير التوقعات إلى أن الثوار ليسوا ببعيدين عن السيطرة على اللواء 90 كونهم لا يبعدون عن مقره أكثر من ستَ كيلو مترات من ناحية بلدة حمريت وكفرناسج المحررتين، فيما يبعدون عن مقر اللواء نحو عشرَ كيلو مترات من ناحية الحميدية، بالإضافة إلى الاستنزاف الكثير من قوة اللواء خلال المعارك الدائرة في المدينة منذ تسعة أيام

الطريق إلى دمشق:

أيا كانت الأهمية الإستراتيجية للمناطق التي سيطر عليها الثوار في القنيطرة تبقى الأهمية الأكبر للمعارك ككٌلٍ كونها تفتح الطريق إلى دمشق و تدور على أبواب الريف الغربي للعاصمة ما يعني أن الثوار في حال السيطرة على خان أرنبة وإعلان تحرير القنيطرة يكونون قد فكوا الحصار عن مدينتي المعضمية وداريا المحاصرتين منذ أعوام، ويعيد إلى المنطقة الغربية والجنوبية من ريف دمشق زخمها الميداني وإمكانية استعادة الجيش الحر للمناطق التي احتلتها قوات النظام نظرا  لتداخل المناطق الغربية والجنوبية من العاصمة.

حيث أن السيطرة على المنطقة الجنوبية والغربية من دمشق والأوتوستراد الدولي الفاصل بينها يعتبر بمثابة ضرب للخطوط الخلفية لقوات النظام المتواجدة في شمال درعا وعزلها تماما عن دمشق وقطع الطريق الدولي دمشق – عمان من مشارف دمشق.

22 - Copy

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى