اخبار سوريا

ثعلب الجبل ” وليد جنبلاط ” من مؤيد للثورة الى مؤيد لحزب الله

ليس غريبا على تاريخ وليد بيك جنبلاط المتقلب أن يتقلب على الرؤية السورية الثورية لواقع الحال في لبنان وللموقف من ميليشيا حزب الله، وليس غريبا عليه الإصطياد بالماء العكر،وإتقانه هذا الفن،وهو من أسس مدرسة تعتبر رائدة في هذا المجال. ولم تكن زيارته للأمين العام لميليشيا حزب الله ،ببعيدة عما كان يطمح اليه هذا الرجل، لتقاسم السيادة في لبنان منذ عشر سنوات،وليس لتقاسم السلطة فقط. ولم تكن تصريحاته الإعلامية وتخوينه لكل معترض على موقف الجيش من عرسال والحدود مع سوريا،إلا حلقة في مسلسل جديد بدأ الإعداد له وإخراج حلقاته بإتقان معهود منه وفنية لا مثيل لها. فقد لاحظت عينا هذا “الثعلب السياسي” مبكرا ضياع وتشتت وضعف الوافد إلى حقل السياسة السنية الجديد في لبنان “سعد الحريري”، فسارع للتقارب والتحالف والتأثير على كل مقررات سعد الحريري،وتقويل “سعد الحريري” ما كان يريد أن يقوله “وليد جنبلاط”في عدة مناسبات. وتجلى ذلك في أحداث “7 أيار” في بيروت،حيث كان وزراء “وليد بيك ” في جلسة الحكومة اللبنانية،هم من أقروا وأصروا على القرارات التي خرجت ميليشيا حزب الله اللبناني رافضة لها واحتلت على إثرها بيروت كلها. تملص حينها وليد بيك جنبلاط وتوجه للرئيس نبيه بري شريك لعبة “الميليشيات” السابقة في لبنان، وزعيم “ميليشيا حركة أمل” طالبا منه الحماية الشخصية،له ولمنزله في “كليمانصو” بيروت،وطبعا الريس نبيه ما قصر. أعلن بعدها وليد جنبلاط انه سيعتكف لكتابة مذكراته في فرنسا، وسيترك حقل السياسة لولده” تيمور”،لكن هذا لم يفلح، وتسارع الأحداث أدى لطلب دولي، لبضاعة “وليد بيك” السياسية،وألاعيبه الماكرة،وخبرته المتراكمة، لتمرير بعض المشاريع التي يجب أن تمر. عاد الأمل لوليد بيك وعاد الدعم المادي ليظهر ثانية بالأفق،وكانت زيارة أجراها للملكة السعودية، اكثر من كافية لإنعاش الحسابات البنكية ثانية، حيث استطاع ركوب موجة الثورة السورية في لبنان،كونها كما بدت ستجلب التدخل الدولي وتنهي سلطة ” ميليشيا حزب الله” في لبنان وتكرس سلطة السنة وتيار المستقبل اللبناني وسعد الحريري وطبعا”وليد بيك”. لكن الثورة تأخرت في تحصيل مردودها، وبدأ الزعيم الدرزي اللبناني بالتململ،مع انه استطاع خلال هذه الفترة فتح طريق هام عبر “اكرم شهيب”، مع المجموعات المسلحة في سورية،وبيعهم مخزونه القديم من السلاح، حيث أفاد الكثير من كتائب الجيش الحر،في القلمون وحمص،أنهم تحصلوا على السلاح عن طريق “وليد بيك “،ولكنهم كانوا يشتكون أن السلاح قديم، كما وتفاجؤا بأن مسؤول التسليح لدى الحزب الاشتراكي المدعو ” زهير” ( زلمة أكرم الشهيب)،قد طلب من الثوار تأمين مدافع “هاون 120 ملم” له،مقابل بعض القناصات وأسلحة قديمة أخرى،واستنتج المصدر ان الحزب الاشتراكي قد قام بالفعل بتغيير مخزونه من السلاح والذخائر القديم بمخزون جديد وعلى حساب الثورة السورية،وطبعا لا شيء بالمجان. رصدت ثانية وقبل غيره بكثير عينا “ثعلب الجبل” وليد بيك،انهيار ميليشيا حزب الله، وتورطه العنيف في سورية،وأنه بدأ يخسر خيرة قاداته،وخيرة مقاتليه،وأنه بدأ يجند حتى “شباب الكشافة”، وعديمي الخبرة،وأنه حتى بالوضع المالي والشعبي قد بات مستهلكا جدا. هنا ومن ثقته بالتزام الرئيس سعد الحريري بمخططاته، ومن رؤيته المعروفة بإدارة المال العام، وسيطرته عليه فترة طويلة،وما قضايا صندوق المهجرين في لبنان بخافية عن احد، كان على وليد بيك استغلال الظرف الحالي وتمثيلية “داعش” كما سماها إعلام لبنان، والتخوف الأمريكي والسعودي من انتقال عدوى إنهيار الحدود إلى لبنان،بعرض خدماته بإقناع زعيم ميليشيا حزب الله بالتعاون لحرب “دولة العراق والشام الإسلامية” مقابل التغطية السياسية لمعركته في ” عرسال” ولتفويضه لبنانيا بحماية الحدود،من خطر الإرهاب،بل ودعم ذلك ماديا وإعلاميا. عرض مغرٍ جدا، لمليشيا حزب الله،التي تلقت مساعدات سابقة استخبراتية بعد تفجيرات الضاحية من “وليد بيك” عبر الوزير “اكرم شهيب”، الذي سلم للحزب لائحة بكل المتعوانين معهم من نشطاء الثورة السورية، والتي اعتقل على إثرها العشرات من السوريين في لبنان،وحتى ناشطي الإغاثة والذين كانوا يحتمون بمناطق وليد بيك في “عاليه” والجبل ككل. ولكن كان على وليد بيك ” الحريص”،اسماعه العرض للأمين العام لميليشيا الحزب، بأذنه ،ووجها لوجه،فوافق الأمين العام،الذي لم يقابل أحدا منذ فترة طويلة، وخاصة زعيم لبناني حاربه بشراسة في معركة الجبل”7 أيار”،ولكنها ضرورة الواقع المر،فقبل “حسن نصر الله” لقاء “وليد بيك”،حيث لمس “الثعلب السياسي” القبول الشديد، لدى الأمين العام، ورغبته بأن يعود لاعبا دوليا بغطاء لبناني كامل،وليكسب بعض الكرامة بإدعائه أنه يقاتل “دولة العراق والشام الإسلامية”،والتكفيريين،وبغطاء من حلفاء الثورة “المزعومين”. لكن الأمين العام لميليشيا الحزب خبير بدهاء هذا السياسي،وألعابيه فاشترط عليه،إرسال قوات مقاتلة من حزب “الاتحاد الاشتراكي” ومعدات وأسلحة فورا إلى “الهرمل” وعبر الممر الجبلي في “الشوف “والمحميات،ليتأكد من انه قد انخرط بالفعل في لعبة حماية الحدود هذه، وانه جدي في هذا العرض،كما وأن تكون هذه الطريق الجبلية التابعة “لوليد بيك” مفتوحة بالكامل امام تحركات حزب الله من الباروك إلى الهرمل والتي كانت مغلقة سابقا بوجه الحزب. وبالفعل فقد سبق الانحياز العلني لموقف الحزب ورواياته حول محاربة التكفيريين من قبل وليد بيك ” ثعلب الجبل” وأقواله على المحطات الإعلامية،سبقت أفعاله بإرسال اكثر من ثلاثين آلية ومقاتلين ومعدات من “الشوف” وعبر الممرات الجبلية وصولا إلى الهرمل،والتي تحركت وحسب “شهود عيان” طيلة ليل الثلاثاء ” 5 آب 2041″ واستمرت ليل الأربعاء الذي يليه. مما يعني انحياز الحزب الاشتراكي وزعيمه وليد بيك لميليشيا حزب الله بشكل كامل وليس تأييدا إعلاميا فقط،وإن كانت مشاركته العسكرية تعد رمزية إلا انها ورقة كافية بيد الحزب لتثبت شراكته معها،وليطرح” وليد بيك” نفسه ثانية زعيما توافقيا للبنان وأمينا على “المنحة السعودية” وحاميا للبنان من شر التكفيريين،والموت القادم من الشرق.

 

وائل الخالدي

 

DSER

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى