الشأن السوري

مدينة حرستا و موقعها الاستراتيجي بالنسبة لقوات النظام

حرستا من أهم المناطق الاستراتيجية في ” الغوطة الشرقية ” حيث تعد مدينة حرستا البوابة الشمالية للعاصمة السورية دمشق  كما يعد تمركز مراكز الأمن و الاستخبارات التابعة لقوات النظام تتمركز على محيط مدينة حرستا حيث يتواجد على أطرافها إدارة المركبات العسكرية التي تقع على ثلاثة مدن ” عربين و مديرا و حرستا , كما تقع على أطرفها المجمع الحكومي يوجد فيه مبنى وزارة الري و هو من أضخم الوزرات و المباني في سوريا , فرع المخابرات الجوية رحبة الدبابات 111 و مديرية المواصلات و مديرية النفوس  و غيرها من المراكز الهامة لقوات النظام

كما أن على الجانب الأخر يوجد طريق استراد دمشق الدولي حيث يعطي للمدينة أهمية كبيرة هي أن هذا الطريق يقع على مديرية الموارد المائية التي أصبحت تمركز لقوات النظام بالمقابل يوجد كتيبة الدبابات أيضاً ثم يأتي فوج الوحدات الخاصة فوج 41 و أيضا كتيبة الأمن المركزي ” حفظ النظام ” و الأبنية التي تمتد على مساكن الشرطة التي كانت توجد بداخلها عوائل الضباط و التي أصبحت مجمع لتمركز قوات النظام بالإضافة إلى مساكن أبناء الشهداء من الطرف الذي يفصل بين الضاحية و مدينة حرستا بالإضافة إلى مشفى حرستا العسكري

حيث أن قوات النظام شنت معركة كبيرة على مدينة حرستا سيطرت من خلالها على كامل المدينة في أواخر  الشهر التاسع من عام 2012
و في تصريح من قبل مدير المكتب الإعلامي لـ ” لواء فجر الأمة ” أبو احمد أن المعركة الكبيرة على مدينة حرستا بدأت في 20 / 09 / 2012 و بعد معارك امتدت لشهرين استطاعت قوات النظام السيطرة على مجمل المدينة السكنية و بعد شهرين من السيطرة على المدينة , قامت مجموعات الثوار المتواجدة في حرستا و منها ” درع العاصمة , فتح الشام , شهداء حرستا , … ” بإعادة الهجوم على المواقع التي كان يسيطر عليها قوات النظام و استطاعت الكتائب من خلال المعركة تحرير ما يزيد عن نسبة 60% من مدينة حرستا

و لم تستطع كتائب الثوار تحرير باقي المدينة التي تمتد على منطقة ” العجمي ” و منطقة ” المواصلات ” حيث بقيت هذه المنطقة تحت سيطرة قوات النظام منذ ذلك الوقت حتى معركة تحرير العجمي منذ ” شهرين ” تقريباً حيث أن هذه المنطقة تحمل أهمية كبرة و تعتبر مدخل و ممر لعناصر و آليات قوات النظام إلى  طريق دمشق الدولي إلى ” إدارة المركبات العسكرية ” حيث كانت الإدارة نقطة لقصف أحياء ” الغوطة الشرقية ”

حيث جاء معركة تحرير منطقة ” العجمي ” مع بروز ” لواء فجر الأمة ” بعد أن توحدت الفصائل العسكرية في حرستا  تحت هذا اللواء و من خلال هذه المرحلة بدء اللواء بتجهيز للمعركة التحرير من خلال حفر أنفاق تحت قوات النظام و من خلال تجهيز عتاد عسكري حيث أن هذه المرحلة استغرقت وقت طويل من خلال التجهيز كانت تحفر الأنفاق و تكشف من قبل قوات النظام حيث استمرت هذه العملية حتى التحمت كبرى الفصائل ” الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام و جبهة النصرة و حركة أحرار الشام و لواء فجر الأمة ” تحت غرفة واحدة اسموها ” غرفة جند الملاحم ” لتطلق بعدها معركة تحت مسمى ” معركة إن ينصركم الله فلا غالب لكم ” بـ 15 / 08 / 2015

حيث بدأت  هذه المعركة و سرعان ما استطاع كتائب الثوار من اقتحم الخطوط الخلفية لقوات النظام و السيطرة على أكثر من 250 بناء كانت تسيطر عليهم قوات النظام , بالإضافة لمنطقة التأمينات العسكرية و ناحية مدينة حرستا , و مبنى البلدية و بالإضافة إلى الأبنية الملاصقة لإدارة المركبات و هي منطقة حمامة و ما ورائها التي تمتد حتى  ما قبل مشفى البشر التي تلاصق مبنى المركبات و بذلك تصبح إدارة المركبات مطوقة من جهة جبهة حرستا

حيث تكبدت قوات النظام خلال المعركة مقتل عشرات من قوات النظام كما تكبد النظام خسائره بالآليات حيث تم تدمير ما يقارب 6 دبابات و حوالي 10 عربات “بي ام بي” و مجنزرات خلال المعركة التي تتجاوز وقتها الشهر ’ كما تم ضبط نفق لقوات النظام كان يمتد من منطقة حمامة و حتى منطقة صمصم كما تم ضبط خندق اعتراضي حول منطقة العجمي حيث كانت قوات النظام تتمركز بداخله للحفاظ على المنطقة بالإضافة إلى ضبط ثلاثة أنفاق أخرى أيضاً في حين تكبدت الغرفة خلال المعركة مقتل العشرات من كتائب الثوار معظمهم من لواء فجر الأمة خلال معركة التحرير
حيث تشهد مدينة حرستا الآن هدوء نسبي لا يخلى من  القصف و الإشتباكات المتقطعة كما أن قوات النظام تحاول كل فترة اقتحام أحد الأبنية في حرستا حيث تبقى المعارك كر و فر و محاولات من قبل الطرفين .لواء فجر الأمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى