اخبار سوريا

التغيير الديموغرافي و بدء رسم ملامح الهلال الشيعي الإيراني في سوريا

اتبع النظام السوري أسلوب التهجير القسري , و التدمير الممنهج في المناطق المعارضة له و التي تشكل مكانة استراتيجية هامة له , و ذلك بدعم لوجستي عسكري إيراني , و غطاء جوي روسي , فقد تم تهجير السكان من بيوتهم في المناطق التي تقع على الشريط الحدودي للبنان ابتداء من وادي خالد حتى الزبداني غرب العاصمة دمشق , مروراً بالقلمون الذي شهد حرباً طاحنة و نزوحاً جماعيا منذ أكثر من سنة .

كان التغيير الديمغرافي من أهم أهداف إيران و حزب الله  لخلق امتداداً جغرافياً لنفوذه , فيقسم سوريا على أساس طائفي , لتأمين طريقّ دمشق – حمص – الساحل على طول الحدود اللبنانية , ناهيك عن تأمين وصول شحنات السلاح الإيراني إلى حزب الله في لبنان من خلال  وسط سكاني موالي لإيران يقع في منطقة سيطرة النظام السوري .

الزبداني كانت من أهم المدن التي حاول النظام السيطرة عليها للتغيير الديموغرافي لتأمين تواصل و استمرارية جغرافية و ديموغرافية موالية  , حيث بدء بقصف مدينة الزبداني لأشهر متواصلة  , و من ثم اجتماعها مع مسؤولين من أحرار الشام للاتفاق معهم لإخراج أهل الزبداني إلى منطقتي الفوعة و كفريا في ريف إدلب و إحضار أهالي المدينتين الأخيرتين إلى الزبداني , و الذي لقلي ضجيجا إعلاميا و رفضا قطعيا من الثوار ,  بدوره كثف النظام السوري بمساندة حزب الله الهجوم الهمجي على المدينة كردة فعل لرفضهم الخروج  و استخدام صواريخ أرض- أرض و الأسلحة الثقيلة و المتوسطة لتدمير البنى التحتية للمدينة , فيما حاول النظام السيطرة على تمديد خطة الاستيطان في سلسلة جبال القلمون في كل من مدينة يبرود و رأس المعرة و السحل وصولاً إلى أطراف معلولا  .

و استمر النظام في عملية الاستيطان ,  فأزال أكثر من 600 منزل في مدينة داريا بالغوطة الغربية  في ريف دمشق بمحاذاة مطار المزة العسكري , فيما أرسل انذارات لسكان بساتين المزة في العاصمة دمشق لإخلاء منازلهم الواقعة خلف السفارة الايرانية , كما كان قد أخلى مدينة القصير في الريف الجنوبي لمحافظة حمص و 75 قرية جنوب القصير و جنوبها الغربي ليستبدل سكانها بعائلات إيرانية و عراقية و ميليشيات حزب الله .

هذا  و قد شهدت أحياء من العاصمة دمشق إخلاء من سكانها منذ عام تقريبا , ليتملكها إيرانيين و عراقيين من الطائفة الشيعية , كان من بينها أحياء جعفر الصادق بالقرب من باب توما  و حي الأمين بمنطقة الشاغور و حي زين العابدين بمنطقة المهاجرين و مدينة قطنا جنوب غرب دمشق .
نشر الوجود الشيعي في كل من العراق و لبنان و سوريا هو الشغل الشاغل للقوى الصفوية الإيرانية , متخذة من سوريا و نشر عناصرها في أرجائها مركزاً رئيسياً لها لبداية الهلال الشيعي .حزب الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى