الشأن السوري

ما المقابل الذي عرضته السعودية على روسيا للتخلي عن الأسد ؟

أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنّ ” السعودية ستعرض على روسيا الدخول إلى سوق دول مجلس التعاون الخليجي و صناديق الاستثمار الإقليمية إذا أنهت دعمها للرئيس السوري بشار الأسد” معتبراً أنّه ” من المنطقي أن تقول موسكو أنّ ما يصب في مصالحها هو تعزيز دفع علاقتها مع الرياض قدماً إلى الأمام و ليس مع الأسد” .

 
و قال وزير الجبير خلال زيارته إلى بروكسل إنّ ” السعودية مستعدة للتعاون مع روسيا بصفتها من أكبر منتجي النفط في العالم” مضيفاً  “إننا مستعدون لإعطاء حصة لروسيا في الشرق الأوسط ستحول روسيا إلى قوة أكبر بكثير بالمقارنة مع الاتحاد السوفيتي ” مع قدرة على الوصول إلى استثمارات أكثر من الصين و ذلك في مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية اليوم الجمعة الثاني والعشرين من يوليو تموز الجاري .

 

و شدد الجبير بقوله ” إنّنا نختلف مع الروس بشأن سوريا لكن خلافنا يتعلق بالدرجة الأولى ليس بنتيجة اللعبة بل بالطريق التي تؤدي إليها” ، و أضاف أن ” أيام الأسد معدودة و قال متوجها إلى الروس: ” اقبلوا الصفقة ريثما يمكنكم ذلك ” .

 

من جهتها أعلنت المستشرقة يلينا سوبونينا أنّ الاقتراح السعودي بالمساعدة لتعزيز مواقف روسيا في الشرق الأوسط مقابل التخلي عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد يشير إلى قلة خبرة دبلوماسية و سياسية ، و ذكرت الخبيرة إن وزير الخارجية السعودي لا يملك القدر الكافي من الخبرة اللازمة لتقييم أهمية روسيا في العالم مؤكدة على أن مصالح روسيا في الشرق الأوسط أوسع بكثير من موضوع دعم الأسد أو أي سياسي آخر ، بالإضافة إلى أنّ روسيا تعتقد أنّه ” يجب حالياً توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب و ليس طرح موضوع المصير السياسي  للأسد” .

 

و في سياق منفصل كرر الجبير في المقابلة الاتهامات السعودية الموجهة إلى إيران بالوقوف وراء كافة مشاكل المنطقة مصرّاً على أنّ التشكيلات المسلحة التي تدعمها إيران و هي ( حزب الله في لبنان و سوريا و الميليشيات الشيعية في العراق و الحوثيين في اليمن) هي عامل زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط ، و تابع أنّ طهران تؤجج التمرد في صفوف الشيعة في البحرين و السعودية .

 

مضيفاً أنّ “إيران في حالة هياج، إنّها تريد إعمار الإمبراطورية الفارسية، إنّها فكرة جنونية لأن تلك الإمبراطورية ماتت منذ قرون”. وذلك بالتزامن  مع مرور عام على عقد الصفقة النووية بين إيران والدول الكبرى.

 

و في الغضون قال الجبير في محاضرة بمركز إيغمونت البحثي، التابع لوزارة الخارجية البلجيكية في بروكسل متسائلاً: “هل يعقل أن يكون العالم بأجمعه مخطئاً، وأن تكون إيران على حق؟ هل يمكن أن يكون القانون الدولي الذي يوصي بالعلاقات السلمية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين خطأ، و مقاربة إيران في مواصلتها لأعمالها العدائية جزء من أهدافها بغض النظر عن سلامة الوسيلة؟ .. لا أعتقد ذلك”  مضيفاً أنّ تاريخ إيران حافلاً بالموت، والدمار، وعدم الاكتراث بالقانون الدولي، خصوصاً تلك المتعلقة بالجوار الحسن، وعدم التدخل في شؤون الآخرين” عقب مبادرة القنصل العام الإيراني بالقول ” بأن للقاعدة علاقة بإيران يعد بمثابة الدعابة” بحسب ماب نيوز .

عادل الجبير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى