البندقية تفرض رسوم دخول بقيمة 5 يورو.. وبعض ساكنيها يحتجون
بدأت مدينة البندقية اليوم الخميس فرض رسوم على زوار اليوم الواحد للدخول، وهو عالم يهدف في البداية إلى معالجة السياحة الجماعية ولكن يعارضه المتظاهرون الذين يعترضون على معاملة المدينة الإيطالية التاريخية كمتحف.
– البندقية تفرض رسوم دخول بقيمة 5 يورو
وبموجب خطة تجريبية، يتعين على الزائرين الذين يستكشفون البندقية طوال اليوم شراء تذكرة بقيمة خمسة يورو (5.30 دولار)، مع قيام مفتشين بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة عند نقاط الدخول الرئيسية.
وتعتبر البندقية واحدة من أجمل المدن على هذا الكوكب، وهي وجهة سياحية بارزة – ولكنها تغرق تحت وطأة الحشود.
وقال مكتب رئيس البلدية إنه تم بيع حوالي 13 ألف تذكرة بحلول وقت متأخر من الصباح، سواء تم شراؤها عبر الإنترنت أو من مكتب التذاكر الجديد في محطة قطار سانتا لوسيا.
وسيتم تقديم “رسوم الوصول إلى البندقية” مبدئيًا في 29 يومًا مزدحمًا طوال عام 2024، معظمها في عطلات نهاية الأسبوع من مايو إلى يوليو.
وليس هناك حد لعدد التذاكر المتاحة، وبدلاً من ذلك، فإن الهدف هو محاولة إقناع المتنزهين النهاريين بالزيارة خلال الأوقات الأكثر هدوءًا.
وقال سيلفان بيليرين، وهو سائح فرنسي يزور البندقية منذ أكثر من 50 عاماً: “أعتقد أنها جيدة، لأنها ربما ستؤدي إلى إبطاء أعداد السياح في البندقية”.
ويُعفى الزوار الذين يقضون الليل، والذين يدفعون بالفعل ضريبة سياحية، والقاصرين الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما وغيرهم.
ولكن بعض السكان يعارضون بشدة الإجراء الذي يقولون إنه يقيد الحقوق الأساسية في حرية التنقل.
واحتج نحو 300 شخص بالقرب من المحطة صباح الخميس، رافعين لافتات مثل “التزم بالتذكرة!” و”البندقية ليست للبيع!”
وقالت مارينا دودينو من جمعية السكان المحليين ARCI لوكالة فرانس برس: “هذا ليس متحفاً، وليس منطقة بيئية محمية، لا ينبغي عليك أن تدفع – إنها مدينة”.
– “ضوابط ناعمة”
قال لويجي بروجنارو، عمدة مدينة البندقية، إن المخطط الجديد هو “تجربة”، ويتم مراقبته من خلال “ضوابط ناعمة للغاية” و”بدون طوابير”.
ولا توجد بوابات دوارة أو حواجز، حيث يقوم المفتشون بدلاً من ذلك بإجراء عمليات تفتيش عند نقاط الدخول الرئيسية إلى المدينة.
وسيكون بمقدورهم فرض غرامات على من لا يملكون تذاكر تتراوح بين 50 إلى 300 يورو.
لكن مسؤولاً قال لوكالة فرانس برس: إنه من غير المتوقع حدوث أي شيء يوم الخميس حيث تسعى السلطات إلى الإقناع بدلا من العقاب.
وتتم مراقبة هذا المخطط عن كثب في الوقت الذي تكافح فيه الوجهات حول العالم مع أعداد كبيرة من السياح، الذين يعززون الاقتصاد المحلي ولكنهم يخاطرون بإرهاق المجتمعات المحلية والمواقع الهشة.
وتنتشر مدينة البندقية على أكثر من 100 جزيرة صغيرة في شمال شرق إيطاليا، وقد أدرجتها منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي في عام 1987.
ولكن أعداد الأشخاص الذين يسعون إلى تجربة ما تسميه الهيئة الثقافية التابعة للأمم المتحدة “تحفة معمارية غير عادية” أصبحت هائلة.
وفي أوقات الذروة، يقيم 100 ألف زائر طوال الليل في المركز التاريخي لمدينة البندقية، وهو ضعف عدد السكان المقيمين البالغ 50 ألف نسمة فقط.
ويتدفق عشرات الآلاف الآخرين إلى شوارع المدينة الضيقة طوال اليوم، غالبًا من السفن السياحية، لمشاهدة المعالم السياحية بما في ذلك ساحة سان ماركو وجسر ريالتو.
وهددت منظمة اليونسكو العام الماضي بوضع البندقية على قائمتها للتراث المعرض للخطر، مشيرة إلى السياحة الجماعية وكذلك ارتفاع منسوب المياه في بحيرتها بسبب تغير المناخ.
– ‘الرصيد الجديد’
وكانت السلطات قد فرضت بالفعل حظرا في عام 2021 على السفن السياحية الضخمة التي يخرج منها آلاف المتنزهين يوميا، وأعادت توجيهها إلى ميناء صناعي أبعد.
وكانت فكرة التذكرة قد نوقشت منذ فترة طويلة ولكن تم تأجيلها مرارا وتكرارا بسبب مخاوف من أنها ستؤثر بشكل خطير على عائدات السياحة وتضر بحرية الحركة.
وقال سيمون فينتوريني المستشار المحلي المسؤول عن السياحة لوكالة فرانس برس إن “الهدف هو إيجاد توازن جديد بين السياحة ومدينة سكانها”.
ويأمل أن تقنع المبادرة الإيطاليين الذين يعيشون في المنطقة بتجنب الأيام المزدحمة مثل يوم الخميس، وهو يوم عطلة رسمية في إيطاليا، بمناسبة التحرر من النازيين والفاشية .
وقال لوكالة فرانس برس: “إذا كنت قادما من خارج البلاد، مقابل خمسة يورو فقط للوصول إلى المدينة، فلا أمانع في دفعها”.
يشتكي بعض السكان من فشل الإجراءات في معالجة مشكلة رئيسية أخرى – توسيع الإيجارات قصيرة الأجل من خلال مواقع الويب مثل Airbnb، التي تضغط على المستأجرين على المدى الطويل.
وفي فلورنسا، التي تعاني أيضًا من السياحة الجماعية، حظرت السلطات العطلات الخاصة القصيرة الأجل الجديدة في المركز التاريخي وعرضت إعفاءات ضريبية لأصحاب العقارات الذين عادوا إلى عقود الإيجار العادية.
اقرأ أيضا:
)) وفد مصري إلى إسرائيل.. وتل أبيب مستعدة لدراسة هذا المقترح من حماس
