اخبار سوريا

كيف يستقبل أهالي الشمال السوري عيد الفطر في ظل الحرب التي أنهكتهم ؟

في ظل القصف الممنهج لنظام الأسد على المناطق المحررة في سوريا يواجه الأهالي خطورة كبيرة أثناء ذهابهم إلى الأسواق لشراء حاجيات العيد في يوم الوقفة، فلا يدري أحد متى تأتي الطائرة لترمي بالبراميل والصواريخ ، وخاصة في محافظتي حلب وإدلب في الشمال السوري فهما تتشاطران ذات المعاناة.

وفي هذا السياق قال مراسل “وكالة خطوة الإخبارية” في إدلب منذ يومين وحتى الآن تقوم أغلب المراصد الثورية بتحذير الأهالي من عدم التجمع في الأسواق، حيث أن أغلب مدن إدلب تكتظ بالمدنيين بشكل كبير ، و لا سيما أماكن التجمع السكنية الكبيرة كإدلب المدينة، ومدن سراقب، و بنش، وكلي، و سرمدا، و الدانة، و سلقين، وأريحا.
وأضاف مراسل الوكالة رغم وجود حالة من الغصة، ومن الخوف، والحزن في أغلب بيوت إدلب إلّا أنّ ابتسامات الأطفال لا بدّ أن تعلو في هذا العيد، وهناك إقبال كبير من قبل الأهالي على شراء ملابس العيد الجديدة، و الحلويات، و مأكولات العيد رغم الارتفاع الحاد في الأسعار، و مع كل الجراح التي تعترض الأهالي بسبب الحرب الدائرة حولهم يحاولون أن يعيشوا حياتهم متجاهلين الحرب و آثارها.

وذكر المراسل أن أغلب مدن إدلب يوجد فيها شرطة محلية، أو حرة وجهات أمنية تقوم بتسيير أمور الازدحام وإغلاق طرق السيارات في داخل المدينة.

وفي سياق متصل قال مراسل الوكالة في محافظة حلب “هناك ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، والملابس بشكل كبير مع قدوم العيد وازدحام شديد في الأسواق والكازيات، وسط نقص في مادة البنزين في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، فيما تشهد معظم حواجز مناطق النظام تفتيشاً دقيقاً لسيارات المارة، وانتشاراً لعناصر الأمن في الشوارع.

و أمّا في مناطق سيطرة الثوار، فقال ” محمود الناصر ” مدير وكالة سبق ل ” وكالة خطوة الإخبارية ” إن رغم ما تعانيه من همجية القصف، والدمار، و رغم ارتفاع الأسعار بشكل غير اعتيادي بسبب ندرة كثير من المواد الاستهلاكية نتيجة استهداف طريق الكاستيلو الشريان الوحيد لمدينة حلب بشكل متواصل منذ أكثر من شهر، إلا أنّ للعيد عند أهلها فرحة خاصة حيث بدت الحياة تنبض في بعض أسواق أحياﺀ مدينة حلب الشرقية -غير مبالية بأجواﺀ الحرب كـ “الشعار، والفردوس، وبستان القصر، والسكري”
و أضاف ” الناصر ”  فأثناء تجولك ستشاهد الإقبال الملحوظ للأهالي على شراء ثياب العيد لأطفالهم التي قد بدت البسمة مشعة على وجوههم فرحاً بقدوم العيد .

و يشار إلى أن طيران النظام الحربي شن غارات جوية على بلدة البارة في جبل الزاوية بعد ظهر اليوم أدت لمقتل مدني، و وقوع جرحى، كما وقع قتيل و أصيب آخرون جراء غارة جوية على أحياء مدينة جسر الشغور صباح اليوم، فيما استهدفت أكثر من 30 غارة جوية أحياء مدينة حلب ( قاضي عسكر، مساكن هنانو، الهلك، الحلوانية، طريق الباب، المرجة، المعصرانية، الصالحين، الانذارات، بعيدين، منطقة عين التل، الشيخ خضر، الشيخ نجار، الشيخ سعيد، بني زيد، جسر الحج،المعادي، ومنطقتي الكاستلو، ودوار الجندول ) بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية أدت لوقوع جرحى حتى الساعة، أيضاً هناك غارات استهدفت مناطق الريف حيث قتل شخص وسقط العديد من الجرحى جراء قصف طال بلدة حيان بالريف الشمالي.

يذكر أن أهالي إدلب يقدمون على صنع صنف من الحلويات الشعبية يدعى “السمبوسك” و يقال له “حسنة” حيث يقومون بعضهم بإرسال أكثر من ثلثيها إلى الأقارب والجيران ، وفي المقابل هناك مأكولات حلبية خاصة بالعيد لا يستغني عنها أهالي حلب رغم كل الظروف كـ “الفريكة، والكبب بأنواعها، وأرمان باللبن” ، كما أن أسواق حلب لا تغلق محلاتها حتى الساعة الثانية منتصف ليلة العيد رغم عدم وجود الأمان في ظل الحرب.

13592558_793710147430936_4265093558751452441_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى