اكتشاف “قزم بني” في الكون حرارته تزيد عن حرارة الشمس ويثير فضول العلماء
اكتشف علماء الفلك “مكانًا” في الكون أكثر سخونة من سطح الشمس، يدعى “قزم بني” وفقًا لما ذكرته ورقة بحثية نشرت في مجلة Nature Astronomy.
وحدد الفريق قزمًا بنيًا على بعد نحو 57 سنة ضوئية من الأرض، مع درجة حرارة سطح تجعل الشمس تبدو لطيفة.
قزم بني في الكون.. ما هو؟
القزم البني هو جسم كوني يشبه النجم في بعض الخصائص، لكنه لا يستطيع إشعال التفاعلات النووية في باطنه كالنجوم. وبالتالي، فإنه يبرد تدريجيًا مع مرور الزمن، ويصبح أقل إشعاعا وأقل حرارة.
ويعتبر القزم البني حلقة وصل بين النجوم والكواكب، حيث أن كتلته تتراوح بين 13 و80 كتلة مشترية.
كيف اكتُشف هذا القزم البني؟
استخدم فريق من علماء الفلك بقيادة د. ديفيد لافرينيير من جامعة أريزونا التلسكوب المصغر جدًا (VLT) في تشيلي لمراقبة قزم بني يدور حول نجم قزم أبيض.
والقزم الأبيض هو بقاية نجم استهلك كل وقوده، وهو كثيف جدًا وله جاذبية شديدة. وأطلق على هذا المجموع WD0032-317.
ما هي خصائص هذا القزم البني؟
أظهرت الملاحظات أن هذا القزم البني يدور حول نجمه على مسافة قريبة جدًا، حوالي 0.025 وحدة فلكية، أو 3.7 مليون كيلومتر.
وهذه المسافة أصغر من المسافة بين عطارد والشمس، وأصغر من قطر نجمه. وبسبب هذه المسافة، يتعرض هذا القزم البني لأشعة فوق بنفسجية شديدة من قبل نجمه، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطحه إلى درجات عالية جدًا.
كم تبلغ درجة حرارة هذا القزم البني؟
تبلغ درجة حرارة الجانب النهاري من هذا القزم البني نحو 8000 كلفن، أو 7727 درجة مئوية، أو 13940 فهرنهايت. وهذه الحرارة أعلى من حرارة سطح معظم النجوم، بما في ذلك الشمس، التي تبلغ حرارة سطحها نحو 5500 كلفن، أو 5200 درجة مئوية، أو 9400 فهرنهايت.
وبالمقارنة، تبلغ درجة حرارة سطح الأرض نحو 288 كلفن، أو 15 درجة مئوية، أو 59 فهرنهايت.
ما هي الآثار المحتملة لهذه الحرارة على هذا القزم البني؟
بسبب هذه الحرارة، يتعرض غلاف هذا القزم البني لعملية تسمى التأين، وهي عملية تفصل الجزيئات إلى ذراتها المكونة. وهذا يعني أن هذا القزم البني لا يحتوي على جزيئات مثل الماء أو الميثان أو الأمونيا في غلافه، بخلاف معظم الأقزام البنية. وقد يؤدي هذا إلى تغيرات في كثافة وسمك وشكل غلافه.
ما هي أهمية هذا الاكتشاف؟
هذا الاكتشاف يعد فريدًا من نوعه، لأنه يظهر كيف يمكن للقزم البني أن يتأثر بالإشعاع من نجم قزم أبيض. وهذا يساعد على فهم تطور وديناميكية هذه المجموعات المزدوجة.
كما يساعد على اختبار نظريات فيزياء المادة في ظروف شديدة. وقد يساعد أيضا على اكتشاف المزيد من الأقزام البنية المشابهة في المستقبل.
