اخبار العالم

كيف كانت الليلة الأولى في كابل بعد سقوطها بيد حركة طالبان.. أحداث متسارعة وتحوّل جذري

الليلة الأولى في كابل بعد سقوطها بيد طالبان كانت متسارعة الأحداث، حيث ما يزال أهالي المدينة يعيشون صدمة كبيرة، بين من يحاول الرحيل عبر مطار لا يزال بيد القوات الأمريكية وآخرين يحاولون تذكّر عادات وشروط العيش تحت سلطة الحركة المتشددة التي حكمت البلاد لعقود.

 

الليلة الأولى في كابل بعد سقوطها 

 

نظّم مقاتلو “طالبان” المنتصرون دوريات لضبط الأمن ومنع الفوضى في شوارع كابول، إضافة لمحاولة حماية مؤسسات الدولة أيضاً.

وأعلنت طالبان أن المراكز الأمنية في كابل باتت خالية من عناصرها، وتعهدت عدم التعرض للموظفين الحكوميين وأفراد الجيش والشرطة.

من جهتهم استعد الأهالي الراغبين بالبقاء في المدينة لعودة حكم طالبان المتشدد، حيث أظهرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي صاحبة صالون تجميل وهي تحاول محو ملصقات تظهر نساء، فيما هرول الشبان إلى المنازل لتغيير ملابسهم من الجينز والقمصان وارتداء الزي التقليدي.

تغيرت معالم المدينة المنهارة سريعاً، فلا شيء يدعو “للفجور” ولا أزياء غربية ولا نساء بالشوارع ولا تماثيل ولا حتى أعلام الدولة، فهي ممنوعة بعهد طالبان التي تتجه لإعادة إعلان الإمارة الإسلامية من جديد. 

 

التلفزيون الأفغاني يبث القرآن 

 

ما هي إلا ساعات حتى بدأت جميع القنوات التلفزيونية الأفغانية بث آيات القرآن، أو نشر أخبار عن نشاطات حركة طالبان. 

وذكرت مصادر صحفية بأنه تم إلغاء بث البرامج التلفزيونية المعتادة. وفقط قناة واحدة تواصل بث أفلام وثائقية تاريخية، فيما سابقاً، كانت قنوات التلفزيونية الأفغانية، تبث برامج ترفيهية مختلفة.

وظهر مقدمو البرامج والنشرات الإخبارية بالزي التقليدي ورفع خلفهم لأول مرة منذ عقود “علم طالبان الأبيض ” الذي يحمل كلمة التوحيد. 

التلفزيون الأفغاني - الليلة الأولى في كابل
التلفزيون الأفغاني – الليلة الأولى في كابل

نساء أفغانستان يترقبن الليلة الأولى في كابل 

 

مع غياب العنصر النسوي من شوارع كابل بعد دخول مقاتلي طالبان، قدمت الحركة وعوداً بالحفاظ على حقوق المرأة وفق ضوابط خاصة. 

إلا أنه تخشى النساء والفتيات اللواتي نشأ جيل كامل منهن مستفيداً من عديد الحقوق والحريات، التحول إلى الفئة الأضعف في البلاد. وترى العديدات أنهن عرضة اليوم لخسارة المكاسب المحققة بصعوبة خلال عقدين من الزمن. 

فخلال سيطرتها على الحكم في الفترة ما بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت طالبان تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق، وتفرض النقاب. 

وفي محاولة للهروب إلى الأمام قدمت الحرمة فور وصولها لكابل وعوداً خاصة بالنساء، فتعهدت باحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان على السواء. 

حيث قال المتحدث باسم طالبان، محمد نعيم: “طالبان تحترم حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية”. موضحاً “ندعو كل الدول والكيانات إلى الجلوس معنا لتسوية أي مشكلات”.

 

مطار كابل القشة الوحيدة للتعلّق به

 

بذات الوقت شهدت المدينة احتشد آلاف الأشخاص في مطار المدينة في محاولة للفرار من حكم الجماعة المتشددة، أو ربما للخوف من الفتك بكل من تعاون مع التحالف العسكري الغربي طوال العقدين الماضيين، بحملة انتقامية.

أصبح مطار كابل الدولي موقعاً لأحداث ومشاهد درامية قاتمة، مع تجمع الآلاف من الأفغان الذين يحاولون الفرار بأي ثمن من البلاد. 

وخسر سبعة أشخاص على الأقل حياتهم اليوم في المطار، إذ يُعتقد أن جنود أمريكيين قتلوا 4 مسلحين أثناء الفوضى، بينما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم بعد سقوطهم من أسفل طائرة، كانوا متشبثين بها، بعد ثوان من إقلاعها.

كما ذكرت أنباء أن القوات الأمريكية أطلقت النار في الهواء لتفريق الأشخاص الذين كانوا يحاولون شق طريقهم إلى الطائرات.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو حشوداً من الأفغان الذين تجمعوا في المطار، وقد دفعت الرغبة في مغادرة أفغانستان العديد منهم إلى اجتياح مدرجات الإقلاع رغم ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم.

ومع السيطرة السريعة من قبل حركة طالبان على أفغانستان  سعت إلى طمأنة المجتمع الدولي بأنه لا ينبغي للأفغان أن يخافوا منها، وقالت إنها لن تنتقم من أولئك الذين دعموا التحالف الأمريكي، ويبقى الوقت هو الفيصل في تحديد مدى التزام طالبان بتعهداتها ومدى تغيير نهجها المتشدد بعد العودة للحكم.

الليلة الأولى في كابل
الليلة الأولى في كابل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى