إيران تتسبب بموجهة تهجير في درعا والأهالي المحاصرين يستغيثون بملك عربي ويطالبون باللجوء لدولتين
عادت محافظة درعا لتتصدر واجهة الأحداث من جديد بسبب تعرّض أهالي الأحياء المحاصرة فيها لموجة تهجيرٍ ممنهجة جديدة تقف إيران خلفها بسبب إفشالها اتفاقاً برعايةٍ روسيّة بين لجان التفاوض في درعا والنظام السوري.
الباصات الخضراء تصل درعا للبدء بعملية التهجير
وفي التفاصيل، أفادت مصادر محلّية، صباح اليوم السبت، عن وصول عددٍ من الباصات الخضراء إلى مدينة درعا بهدف البدء بعملية تهجير أهالي الأحياء المحاصرة في درعا البلد، عقب إعلان انهيار المفاوضات أمس.
وفي الأثناء، تحدثت مصادر أنّ “الحافلات التي دخلت مدينة درعا صباح اليوم هدفها نقل النازحين من الأحياء المحاصرة في مدارس درعا المحطة إلى منطقتي إزرع وخربة غزالة”، مشيرةً إلى أنّ “عدد الحافلات بلغ نحو 23 حافلة، وليست مخصصةً للتهجير “.
إلى ذلك، وجّه أهالي درعا البلد نداءً إلى ملك الأردن، عبد الله الثاني، ناشدوه فيها بالتدخل لوقف عمليات التهجير الممنهجة بحقهم أو فتح ممرٍ آمن باتجاه المملكة.
صورة النداء الموجه للملك
وأصدر أهالي وفعاليات درعا بياناً موجّهاً للأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمبعوث الأممي بيدرسون، طالبوهم فيها بإنقاذ ما يقارب الـ 50 ألف إنسان من إبادةٍ جماعيةٍ مع تصاعد التهديدات باقتحام درعا عسكريّاً.
مسؤول تركي ينفي التنسيق معهم لاستقبال أهالي درعا
وفي السياق، تداولت وسائل إعلامية نقلاً عن مصدرٍ رسميٍّ تركي، لم يُكشف عن اسمه أو هويته قوله إنّه “تتوارد إلى أسماعنا بعض الأخبار والشائعات عن موجة نزوحٍ تقدّر بـ ٣٠ ألف شخصٍ من درعا باتجاه المناطق المحررة بناءً على ما يزعم أنه اتفاقٌ مع الجانب التركي، وعليه فإننا نؤكد على عدم وجود أي اتفاق بهذا الخصوص مع الجانب التركي، و إنّ تركيا غير مستعدة لاستقبال أي عددٍ إضافي، كما أنّه يندر جداً وجود أماكن إضافية لإيواء مهجرين آخرين، عدا عن أن خروج هؤلاء ومغادرتهم لمناطقهم لا يخدم قضية الثورة بأيّ شكل”.
وأضاف المسؤول التركي “هناك أنباءٌ عن تحرّكٍ دولي قد يغير من المعادلة و ما أمر التهجير و التعجيل به و زخم المعلومات المرافق لذلك ما هو إلا حربٌ نفسية تستبق شيء قد يقلب المعادلة التي ربحها الثوار فعلاً و كسبها الأعداء عبر منشورات و إعلام كاذب يقوم به ثلة من الحثالات المحسوبة علينا”، على حدّ تعبيره.
اقرأ أيضاً : الباصات الخضراء تصل درعا للبدء بعملية التهجير وأهالي الأحياء المحاصرة يوجّهون نداءً لملك الأردن
روسيا توافق على طلب تهجير كامل لأهالي درعا البلد
ومساء أمسٍ الجمعة، أفادت المصادر المحلّية بأنّ روسيا وافقت على طلب تهجير كامل أهالي درعا البلد إلى الشمال السوري بعد انهيار المفاوضات مع النظام السوري.
وذكرت مصادر محلية بأن وجهاء عشائر درعا طلبوا من الوفد الروسي التهجير لكامل أهالي درعا إلى منطقة آمنة إلى الأردن أو تركيا في حال أصرّ النظام السوري على طلباته الجديدة التي نقضت الاتفاق الأخير.
وكانت لجان درعا المركزية أعلنت اليوم عن انهيار المفاوضات مع النظام السوري بشكلٍ مفاجئ بعد توقيع اتفاق والبدء بتنفيذ يوم الأربعاء الفائت.
وتحدث الناطق باسم لجنة التفاوض بدرعا، المحامي عدنان المسالمة، بأن إيران كانت تقف خلف انهيار الاتفاق الأخير بسبب تقديم طلبات جديدة خارج الاتفاق المبرم منها تسليم كامل السلاح وتفتيش المنطقة ورفع عدد الحواجز الأمنية بدرعا البلد إلى 9 بدلاً من 4 وهو ما رفضه الأهالي تماماً.
يُشار إلى أنّه وفي تاريخ 1 أيلول/سبتمبر الحالي، توصّلتْ الأطراف المفاوضة في درعا إلى اتفاقٍ جديد على “وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام، على أن تدخل قواتٌ تابعة للشرطة العسكرية الروسية بمرافقة من اللواء الثامن لإنشاء نقطة عسكرية مؤقتة جنوب درعا البلد بهدف تثبيت وقف إطلاق النار”.
ووفقاً لما تمّ الإعلان عنه، فقد نصّ الاتفاق على “إجراء تسويات جديدة لـ 34 مطلوب وتسليم سلاحهم في درعا البلد وطريق السد والمخيمات، وخروج من لا يرغب بإجراء التسوية”، إضافة إلى قيام “الشرطة الروسية بمرافقة اللواء الثامن وأعضاء من لجنة درعا البلد بتدقيق هويات بعض الأشخاص في درعا البلد”.
ووفقاً لما كشفت عنه لجان التفاوض في درعا فإنّ الاتفاق ينصُّ كذلك على “نشر 3 نقاط عسكرية في محيط درعا البلد وتتسلّمها قوات مشتركة بين الأمن العسكري واللواء الثامن من أبناء محافظة درعا، ليجري بعد ذلك سحب ميليشيات الفرقة الرابعة والأجنبية من محيط مدينة درعا، وفتح كافة الحواجز بين درعا البلد ومركز المدينة”.
