“من صام رمضان إيمانا واحتسابا”.. فوائد “مذهلة” تعرف عليها لتستغلها بالشهر الفضيل

من صام رمضان إيمانا واحتسابا 

شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والمغفرة والرحمة، الذي أمر الله تعالى المسلمين بصيامه، كما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. 

وصيام رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة جسدية وروحية، تتضمن الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وزيادة الطاعات والقراءة والذكر والصدقة والإحسان. 

والهدف من الصيام هو تزكية النفس وتربيتها على الطاعة والتقوى والإخلاص لله تعالى. 

حديث من صام رمضان إيمانا واحتسابا

ولكي يكون الصيام مقبولا ومشكورا عند الله تعالى، يجب أن يكون بإيمان واحتساب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” [متفق عليه]. 

والإيمان هو الإقرار بالقلب واللسان بأن الصيام فرض من الله تعالى، والاحتساب هو الرجاء بالقلب والعمل بالجوارح للثواب من الله تعالى. 

وبهذين الشرطين ينال الصائم الفوائد الروحية والنفسية والجسدية للصيام. 

الفائدة الروحية: 

من الفوائد الروحية للصيام أنه يقوي العلاقة مع الله تعالى، ويقرب العبد من ربه، ويزيد من حبه وخشيته وطاعته. فالصائم يشعر بأنه يفعل ما يرضي الله تعالى، ويترك ما يغضبه، ويتوجه إليه بالدعاء والتضرع والاستعانة، ويستغفره من ذنوبه ويتوب إليه من معاصيه، ويشكره على نعمه ويسأله من فضله. وهذا كله يجعل الصائم يشعر بالسكينة والرضا والقناعة والثقة بالله تعالى. 

الفائدة النفسية: 

من الفوائد النفسية للصيام أنه ينمي الصبر والتحمل والتوكل والرضا والشكر والسعادة والهدوء. 

فالصائم يتحمل الجوع والعطش والتعب والحر والظمأ، ويصبر على ما يمر به من مشاكل ومصاعب ومغريات، ويتوكل على الله تعالى في كل أموره، ويرضى بقضائه وقدره، ويشكره على ما أعطاه وما منعه، ويسعد بما وعده من الثواب والمغفرة والجنة، ويهدأ باله ويطمئن قلبه بذكر الله تعالى وقراءة القرآن والصلاة والصدقة والإحسان. 

الفائدة الجسدية: 

من الفوائد الجسدية للصيام أنه يحسن الصحة والمناعة والوزن والنوم والهضم والتخلص من السموم. فالصائم ينظم غذاءه ويقلل من تناول الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية والسكريات والملح، ويزيد من تناول الأطعمة الصحية والمشروبات الطبيعية والماء والتمر، ويمارس الرياضة بانتظام، وينام بمقدار كاف، ويهضم طعامه بشكل أفضل، ويخلص جسمه من السموم والفضلات والدهون الزائدة. 

ونستطيع أن نقول أن الصيام في شهر رمضان هو عبادة عظيمة وفرصة ثمينة، تجمع بين الفوائد الروحية والنفسية والجسدية، ولا بد لكل مسلم أن يسعى لاستغلال الفرص الإيمانية التي لا تكرر سوى بهذا الشهر الفضيل.