انتقادات وتهديدات تركية لأمريكا، والاستعدادات لعفرين اكتملت
في أعقاب إعلان “التحالف الدولي” بالأمس إنشاء “قوّة أمن حدودية قوامها ثلاثين ألف مسلّح” في سوريا بالتعاون مع “قوّات سوريا الديمقراطية”، صرّح وزير الخارجية التركي تشاوش أوغلو، هذه الليلة، أنّ تركيا ستتخذ تدابيرها الأمنية ضدّ “قسد” بغض النظر عن الجهة التي تقف خلفها، ولا يهمها إن كانت أمريكا أو غيرها.
وقال أوغلو: “سنكافح (ي ب ك) كما فعلنا مع (بي كا كا)، في مدينة عفرين وشرقي الفرات، وفي كلّ مكان، فهذه مسألة وجود بالنسبة لنا، ولا يمكن للولايات المتحدّة إصدار بيانات باسم التحالف الدولي، لأنّنا نحن أيضاً من أعضائه وعليها الاختيار إما الحلفاء أو المنظمات الإرهابية، وغداً سأتباحث مع ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي في هذا الشأن”. مطالباً واشنطن والغرب أن يكونا صريحين، “هل يريدون تقسيم سوريا، أم يرغبون في وحدة أراضيها ؟”.
ومن جانبه، انتقد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم الاثنين، مساعي أمريكا لتحويل تنظيمات كردية إلى جيش نظامي في سوريا. قائلاً: “في الوقت الذي يكون فيه حريًّا بدولة عضو في حلف شمال الأطلسي، العمل على حماية الحدود التركية، واتخاذ التدابير اللازمة في سبيل ذلك، نجدها تتماهى مع التنظيمات الإرهابية وتؤسس منظمات إرهابية أخرى”. وأوضح، أنّها تناصب تركيا العداء عبر ذلك، داعياً أمريكا إلى العدول عن هذا الخطأ. وأضاف: “سندافع عن بلادنا، ولن نعطي الفرصة أبداً لأيّ تشكيل يستهدف استقلالنا”.
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إنّ “أمريكا أقرّت بتشكيلها جيش إرهابي على حدودنا، والمهمّة التي تقع على عاتقنا هي وأده في مهده”. مضيفاً: “نقول دائمًا لحلفائنا؛ لا تحولوا بيننا وبين الإرهابيين ولا تقفوا بيننا وبينهم، وإلّا لن نكون مسؤولين عن حوادث غير مرغوب بها قد تنشأ نتيجة لذلك .. أزيلوا أعلامكم الموجودة في قواعد المنظمة الإرهابية حتّى لا نضطر إلى تسليمها لكم”.
وأكد، “في أيّ لحظة قد تبدأ العملية (ضد تنظيم “ب ي د” الإرهابي في عفرين) ومن بعدها سيأتي الدور على مناطق أخرى، وستستمر حتّى القضاء على آخر إرهابي، فالقوّات التركية ستحلّ مسألتي عفرين ومنبج بأسرع وقت والاستعدادات استكملت، وإن كنا مع واشنطن نموذجاً للشراكة الاستراتيجية، يتوجب عليها القيام معنا بهذا العمل”.
هذا ويستمر الجيش التركي، بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، ووصل اليوم، رتلًا عسكريًا مؤلفًا من عشرين آلية، إلى ولاية شانلي أورفة المحاذية للحدود السورية.
وفي سياق متصل، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، الولايات المتحدة بتوضيح مفصّل حيال تشكيل جيش في سوريا، معتبراً أنّ منطقة كبيرة على حدود سوريا مع تركيا والعراق ستصبح معزولة، وهو أمر يبعث على القلق، وقد يخلق مشاكل في العلاقات بين الأكراد وتركيا، ولن يساعد في التخفيف من وطأة الوضع القائم في عفرين”.
المصدر: (وكالات تركية)
