الشأن السوري

تفاقم معاناة مهجّري “الشيوخ” شرق حلب ومطالبات بالعودة

معاناة كبيرة تُلاحق أكثر من خمسين ألف نسمة مهجّرين قسرياً من ناحية “الشيوخ” وقراها في ريف حلب الشرقي، منذ ثلاث سنوات وشهرين، بسبب ممارسات الوحدات الكردية، وانقسم المهجّرون قسمين الأكبر في مدينة “جرابلس” التي يفصلها عن الناحية نهر الفرات، منهم يقطن في مخيمات وآخرين في منازل مستأجرة، والقسم الثاني يسكن في مدينة “منبج” وسط تعتيم إعلامي.

 

وروى أحد أعيان ناحية الشيوخ (طلب عدم ذكر اسمه) لوكالة “ستيب الإخبارية” بعضاً من معاناة سكان الشيوخ، وأهمها أنّه “من يقطن في مدينة منبج الخاضعة لسيطرة قوّات سوريا الديمقراطية، لا يستطيع الذهاب لتفقّد منزله، أو زراعة أرضه في ناحية الشيوخ رغم أنّ المنطقتين تحت سيطرة قسد، التي تمنع المهجّرين من ذلك؛ بحجة أنّ ناحية الشيوخ والقرى العربية بعرض ستة كيلو مترات وطول اثني عشر كيلو متراً هي (منطقة عسكرية) بينما سكان القرى الكردية رجعوا إليها قبل ثلاث سنوات، فيما يبدو (تطهير عرقي)”.

 

وحول الإجراءات التي حاول أعيان الشيوخ فعلها لحلّ مشكلتهم، قال: “ذهبنا وفاوضنا قياديي قسد في منبج على مدى عامين، فقالوا لنا: اذهبوا إلى مدينة عين العرب (كوباني) فذهبنا إليها، وكلّ مسؤول يُرسلنا إلى الآخر ليقول لنا راجعنا بعد شهر؛ حيث فهمنا أنّ الأمر ليس بأيديهم إنّما بيد جماعة (PKK) في قنديل، وأيضاً التقينا بالقوّات الأمريكية منذ سنة وأربعة شهور، وقدمنا إليهم شكوى وقد سُجلت بدون جواب .. ونحن لا نزال نُطالب المعنيين بالأمر بتشكيل لجنة تذهب إلى الشيوخ والقرى العربية وترصد المنازل والمحال المسروقة والمحروقة، وكيف تم توزيع الأراضي الزراعية على الأكراد فقط”.

 

وفي محاولات للتعبير عن الغضب الشعبي وإيصال المعاناة؛ خرج أهالي الشيوخ في مظاهرة، أول أمس الجمعة في مدينة جرابلس؛ وناشد المتظاهرون الجيشين التركي والوطني باستعادة السيطرة على ناحية الشيوخ، فبعد يأس ربّما تُعيد عملية غصن الزيتون الأمل للمهجّرين؛ وكان الأهالي خرجوا في مظاهرتين في الشهر الرابع والثامن من العام الماضي هتفوا بالعودة إلى منازلهم، ووعدت قسد حينها بعودتهم بعد شهرين، ثم قالت: “موضوعكم في عين العرب”، وذهب حينها وفد نسائي إلى مقر الأمريكان في قرية “الجعدة” وتمّت الوعود الكاذبة بالعودة بعد شهرين، دون اتخاذ أيّ إجراء فعلي بعد. حسبما ذكر أحد أعيان الشيوخ.

٢٠١٧١١٠٤ ١٥١٨٥٦ 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى